الرئيسية | أقلام حرة | حول المساجد1

حول المساجد1

بواسطة
حجم الخط: Decrease font Enlarge font
حول المساجد1
 

نصل إلى الملف الأخير من هذه السلسلة(التي ابتدأت قبل زهاء السنتين)، وهو، بعنوانه الكبير: "إسلاميات"، يتفرع إلى عدة ملفات فرعية، حاولت أن أجمع في كل منها الأشباه والمتداخل مما خضتُ فيه في مناسبات وسياقات ومنابر أو منصات مختلفة(كما كان الحال في الملفات السابقة، وكما أعلنت ذلك في بداية السلسلة)..

عموم الملفات الفرعية تتعلق بالمساجد وحالة القيمين عليها. وإيراد بعض التحديدات للإسلام ومقتضيات الانتماء له، من منطلق ما يُعلم منه بالضرورة(ما يفترض أن يعلمه المسلم بغض النظر عن مستوى تعلمه). وعرض نماذج من كيد بعض أعداء ومتخبطي الداخل(ممن يحسبون على الأمة). وذكر بعض "ظواهر" التعبد التي -لفرط ما تعرضت من "إفراغ"- أصبحت أقرب للشُّبه. والتمثيل لبعض مظاهر استنكاف المسلم لذاته. والتعرض لوجه من أوجه المقارنة بين التشريع الإسلامي وما يراد لنا أن نستبدله به. وإيراد بعض "التوجيهات". وسرد بعض التأملات. ونورد ملفا حول العدل والإحسان، أين يتلاقى السياسي بالشرعي، لمن يؤمن بالانفصال بينهما.. وبما أن الأمر لا يتعدى "التفريغ الأولي"، فإنه من الطبيعي ألا تكون هذه الهندسة "تعاقدية، ملزمة"، لا من حيث المحتوى والارتباط والتفرع، ولا من حيث الرزنامة أو الترتيب..

الملف الفرعي الأول إذن سيكون عن المساجد وحالة القيمين عليها، أولا لمكانتها الأصلية الأصيلة في بناء الأمة، ثانيا، وبناء عليه لكن بـ"المقلوب"، لأن الأنظمة العربية النخرة اتخذتها ركنا من أركانها، كما سبقت الإشارة إلى ذلك في ملف "أركان الاستبداد"، وبذلك نبدأ بما قد تمت معالجته سابقا قصد استكماله..

وسنتعرض فيه(بنفس المحددات المذكورة أعلاه) إلى تعليقات حول بعض الجوانب المتعلقة بالمساجد، ثم بعض مظاهر توظيف الأنظمة "العروبية" للدين، كما نحاول إبراز ترهل حالة القيّمين على المساجد، لنختم بما يمكن أن يسمى -جدارة- لغو المنابر من خلال وحي الخطابة التي تلقى فوقها..

وطبعا ما سيقال هنا ينطبق -مبدئيا- على كل المساجد في بلدان القهر العربي، بدء بالمسجد الحرام، وانتهاء بأصغر مسجد في أنأى بادية(مع فوارق طفيفة في الوجه أو المستوى) إلا ما رحم ربك، وقليل ما هي..

إن المشترك الثابت بينها، ومن منطلق الرغبة الجامحة في إظهار الاهتمام بالدين وتقديس شعائره، على الأقل على مستوى محسني الشعوب، المشترك هو التباهي في الشكليات.. وهو منطلق محمود لو تم في بيئة جامعة، تراعي الجوهر والرسالة قبل المظهر و"الأبهة".. أما وأنه لا يتجاوز القشور، فهو محض تخدير،،بإرادة المريد، وغفلة الغافل..

هذه المباهاة يعضدها بقوة سوء التوزيع(آفة العرب دون منازع)، بحيث لم تسلم منه حتى أقدس البقع على الأرض، وعلى مستويات، حيث نجد سوء توزيع جغرافي، وسوء توزيع بين مسجد ومسجد، وسوء توزيع داخل المسجد الواحد..

جغرافيا، هناك مناطق -خاصة المدن- مغطاة بالمساجد لدرجة "الاكتظاظ"، وأخرى تعاني من خصاص كبير..

أما بمقارنة المساجد بعضها مع بعض، فإن التفاوت بينها يماثل التفاوتَ بين منازل الفقراء وفلل الأغنياء.. بعضها مجهز أحسن تجهيز بما في ذلك الكماليات الزائدة... والأخرى لا تجد فيها حتى مراحيض الوضوء، أو أفرشة كافية تقي المصلين شر البرد...

داخل المسجد الواحد، تجد عددا من الساعات، وألوانا من الزجاج، وأنواعا من الثريات، ونقوشا من الجبس، وزخارف من الزرابي... كل هذا أمام المحراب، في حين تجد أماكن داخل نفس المسجد عارية أرضيتها من الأفرشة، مظلمة أرجاؤها، متآكلة جدرانها، خاوية إطارات نوافذها من الزجاج، منعدمة أبواب مراحيضها أو مخربة بالكامل.. إفراط في تأثيث ربما منه الكثير ثانوي، وتفريط في تجهيز قد يكون منه الأساسي،، وهذا في نفس المسجد!!!..

 

يتبع..

 
مجموع المشاهدات: 33152 |  مشاركة في:

الإشتراك في تعليقات نظام RSS عدد التعليقات (0 تعليق)

المجموع: | عرض:

هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟

التعليقات المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع

من شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات

مقالات ساخنة