الرئيسية | أقلام حرة | مدينة طانطان و ظاهرة الهجرة السرية

مدينة طانطان و ظاهرة الهجرة السرية

بواسطة
حجم الخط: Decrease font Enlarge font
مدينة طانطان و ظاهرة الهجرة السرية
 

في ظاهرة غريبة على المدينة، تجسدت فيها تلك الصفة التي غالبا ما أطلقت عليها، طانطان باتت قبلة لآلاف المهاجرين من دول افريقية عديدة، يحلمون بعبور البحر نحو العالم الآخر.

تسارعت وتيرة استقرار و توافد أعداد مهمة من شباب و نساء، بل و أطفال من جنسيات افريقية مختلفة، لتتحول إلى أحد أحاديث الساعة داخل المدينة الصغيرة، فتواجدهم و تمركزهم بأحياء هامشية، تمدد مع طبيعة المدينة و وضعيتها الهشة...

ظاهرة حملت بطبيعة الحال، سلبيات و ايجابيات، تسائل المسئولين عنها، خاصة هواجس الأمن و السكن.

ارتفعت سومة الكراء لأغلب المنازل القديمة، التي يقطنها هؤلاء بالعشرات، فلا تكاد تعرف من يقطن لعدم استقرارهم، وارتباطهم بالهجرة السرية، فطنطان بالنسبة لهم قاعة انتظار، حتى يحين موعد الرحيل.

العادات الاجتماعية و السلوك الخاص بحياتهم اليومية، أثر على ساكنة المنطقة خاصة مجاوريهم، يشتكي البعض من احتلال الدروب و الجلوس على جوانب الطرق ...يشتكي البعض من طبيعة اللباس، الصراع الاثني بين مجموعات كل ينتمي إلى دولة معينة...، الضوضاء و التلوث السمعي...ظواهر كثيرة تتردد عبر شكايات من يساكنهم.

علاوة على ذلك يمتهن العديد من الأجانب التسول في الأسواق و الطرقات، سمة لا يمكن لأي متجول إلا أن يلاحظها، وقد يجنح بعضهم في حالات تكررت إلى السرقة و العنف، مما يفقد تعاطف الساكنة مع هؤلاء.

في مدينة تعاني مشاكل اقتصادية و اجتماعية جمة، ضعف البنية التحتية، ارتفاع نسب البطالة، وغياب مظاهر الاستثمار و التشغيل، باستثناء مصانع و معامل مرتبطة بالصيد البحري..، تواجد بؤر عنف و انتشار تعاطي المخدرات و الممنوعات داخلها...ينضاف مشكل توافد المهاجرين الأجانب بشكل لافت، وما يحملون من ظواهر مكلفة للمدينة و اقتصادها، رغم مساهمتهم المحتشمة و النسبية في النشاط التجاري، إلا أن اختلاف السلوك الاجتماعي،و طبيعة المهاجرين و غلبة الفئة الشابة، مستواها الثقافي،والطبيعة الأخلاقية للراغبين في العبور نحو الضفة الأخرى بأي ثمن...يجعل من استقرارهم و تواجدهم، أمرا يحمل في طياته قنابل موقوتة، خاصة في مدى القدرة على التحكم في سلوك بعضهم العنيف، فأي انفلات أو غضب جماعي لكتلة بشرية تجاوزت الألف على أقل تقدير، قد يكون من الصعب ضبطه، فكثيرا ما يشاع عن حالات صراع بين عصابات تنتمي لدول مختلفة، كما يتحدث البعض عن تصفيات بين عصابات تمتهن الهجرة السرية....

أجراس إنذار عدة قد تدق، للجائل أن يلاحظ دون أي عناء، حجم المشكلة التي باتت تعانيها مدينة العبور.

 

مجموع المشاهدات: 5677 |  مشاركة في:

الإشتراك في تعليقات نظام RSS عدد التعليقات (0 تعليق)

المجموع: | عرض:

هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟

التعليقات المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع

من شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات

مقالات ساخنة