وجدة تحتضن ندوة علمية حول مستجدات قانون المسطرة الجنائية 23.03

انقطاع فرامل حافلة للنقل الحضري بوجدة… اصطدام عنيف بسور إسمنتي ينقذ الركاب من فاجعة محققة

ميدلت.. الأطلس يرتدي حلته البيضاء ويحول الإقليم إلى لوحة طبيعية خلابة

في أول ظهور له.. دفاع “إسكوبار الصحراء”: موكلي ضحية وأطراف أخرى متورطة في الاتجار بالمخدرات!

الدورة الـ 13 للاجتماع رفيع المستوى بين المغرب إسبانيا …سانشيز يستقبل عزيز أخنوش

لحظة وصول التيكتوكر "بنشقرون" على متن سيارة الدرك لمحكمة الاستئناف بطنجة

إنسان الألفية الثالثة وهاجس الأمن .. !

إنسان الألفية الثالثة وهاجس الأمن .. !

عبد اللطيف مجدوب

يتواجد الإنسان حالياً في طفرة زمنية دقيقة ؛ تحفها تحديات جسام على أكثر من صعيد ، هي في مجملها تعد مخرجات طبيعية لزمن السرعة وتحالف الكتل والشركات الاقتصادية العملاقة العابرة القارات ، وفي آن التنافس الشرس على الموارد الأولية واكتساح الأسواق ؛ في بيئة كونية مطبوعة بالاحتباس الحراري وتزايد نسب أكسيد الكاربون في الهواء ، مع ما يستتبعه ذلك من نتائج وخيمة على انخفاض معدلات التساقطات والمحاصيل الزراعية ، مع تفشي الأوبئة والأمراض الفتاكة.

البيئة السياسية العالمية غدت ؛ في ضوء عدة متغيرات ؛ متعفنة تتجاذبها الصراعات والتوترات والنزاعات الإقليمية والقارية ، وهي نتاج طبيعي لحرب اقتصادية مستعرة ؛ يؤججها التنافس على الهيمنة على مزيد من الموارد الطبيعية والأسواق لتصريف السلع .

كما تعد "أزمة التربية" أحد أبرز خصوصيات هذه الألفية والتي تميزت ؛ على مدار عشرين سنة الأخيرة ؛ بتراجع جودة التعليم وتفشي نسب الأمية وبمستويات مهولة ؛ تكاد تصل إلى نسبة %17 عالميا ، و%30 عربيا ، كما تفيد تقارير اليونسكو الأخيرة .

  بؤر التوتر

   بإلقاء نظرة متفحصة حول راهنية الوضعية السياسية العالمية ، نلفي أنفسنا أمام سحب داكنة تجثم على العلاقات الدولية بين أكثر دول العالم ؛ إن في أوروبا وآسيا أو بإفريقيا وأمريكا ؛ باتت تشكل تهديدا مباشرا للأمن والسلم العالميين ، ويراها بعض الخبراء ؛ من المنظار الجيوسياسي ؛ مقدمة لتفكيك بنية النظام العالمي أحادي القطبية ، وتمزيق الدول الحالية واستحالتها في المنظور القريب إلى دويلات وتنظيمات وجماعات إرهابية مرتزقة .. كانت أبرز تداعياتها الحرب الدائرة بين روسيا وأكرانيا ، أو بالأحرى بين روسيا وأمريكا بالوكالة، والتي ألقت بظلالها ؛ خلال أزيد من سنة منذ اندلاعها ؛ على الأمن الطاقي والغذائي في أرجاء دول المعمور، ما عجل برفع الأسعار إلى مستويات قياسية ، فضلا عن اتساع رقعة الفقر والجوع، بنسبة وصلت إلى نسبة %9 عالميا ، بما يعني أن 1803 مليون نسمة يعيش أفرادها بأقل من $3 في اليوم .

هذا وحري بنا الإشارة إلى الأمن المناخي أو بالأحرى أزمة المناخ، والاحتباس الحراري الذي حول مناطق جغرافية عديدة في العالم لتعيش تحت وقع كوارث طبيعية تنفجر بين لحظة وأخرى ، سواء على مستوى ارتفاع درجة الحرارة واندلاع الحرائق أو فيضانات مهولة بدرجة تسونامي Tsunami ، أو موجات من الصقيع والثلوج التي عصفت بمناطق كثيرة في آسيا وأمريكا.

    هاجس الأمن

ولما كانت بيئة الإنسان بهذه الدرجة من الحساسية والخطورة ، على مستوى الأمن الغذائي أو البيئي والطاقي والصحي ؛ سارعت العديد من الحكومات إلى تقوية أجهزتها الأمنية ومدها بأحدث العتاد والأسلحة ، كاستراتيجية لمواجهة المد الجماهيري والشعبي ، في ظل الاحتجاجات ضد ارتفاع تكاليف العيش ، وتظاؤل حجم الأجور وتدني فرص الشغل.. مستشرفة (دراسات استشرافية Forward-looking Studies ) ، بأن الاحتكاكات مع السلطات الحكومية باتت العنوان الرئيس لمستقبل الشعوب قاطبة ، وأن الانفلات الأمني أصبح واردا في أية لحظة ، ما سيكلف الحكومات أثمانا باهظة ، سيما إن انزلقت إلى العنف المسلح ، أو لنقل إلى استنبات خلايا إرهابية ؛ تستهدف الأرواح حتى في عقور ديارها لدرجة أن غدا الأمن والإتمان على سلامة الأرواح في مقدمة حاجيات الإنسان الآنية ، فإذا انعدم الأمن تعطلت معه أنشطة الإنسان ومساعيه ، وألفى هذا الأخير نفسه وسط غابة تنتفي فيها أبسط الحقوق والحريات !

 

 

 

 

 

 


هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟

*
*
*
ملحوظة
  • التعليقات المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
  • من شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات