نورالدين زاوش
من مواطن مغربي إلى فخامة رئيس الجمهورية الجزائرية الديمقراطية الشعبية،
بلغ إلى علمنا نبأ طردكم المهين من مجموعة "بريكس" الاقتصادية، بالرغم من قبول دولة أثيوبيا التي كانت، بالأمس القريب، محط الأنظار، ومضرب الأمثال، في المجاعة والحروب التي قطعت أوصال البلاد وأهلكت الحرث والنسل.
وعلى إثر هذا المصاب الجلل الذي لا تداوي جراحه الكلمات، ولا تطفئ جدوة ناره الملتهبة التعزيات؛ نتقدم لجنابكم الشريف، سيدي الرئيس، بأسمى مشاعر الود والتضامن والمواساة، منتقين في ذلك أجمل المفردات وأعذب الكلمات التي توفرها اللغة؛ وإن كنتُ على يقين تام من أن اللغة العربية على فصاحتها عاجزة عن بلوغ المراد، بنفس القدر الذي أنا فيه متيقن من أنكم قوة ضاربة في إفريقيا والعالم والمجموعة الشمسية ودرب التبانة.
لا عليك سيدي الرئيس، فهذا المصاب العظيم دليل قاطع لا يشق له غبار على عظمة إيمانكم بالله تعالى، وبرضاكم بقضائه واطمئنانكم لقدره خيره وشره، فالمؤمن مصاب في نفسه وأهله وعشيرته، وعلى قدر الإيمان يكون المصاب؛ فأبشروا سيدي الرئيس، فإنما الحياة حياة الآخرة؛ أما الدنيا فلو كانت تساوي عند الله تعالى جناح بعوضة لما سقى الكافر منها شربة ماء.
صحيح أنكم أهدرتم مليار دولار ويزيد على هذه المجموعة المارقة التي لم تراعي ودا ولم تحفظ عهدا؛ لكن مال الدنيا إلى زوال ويبقى خالدا موقفكم العظيم في مساندة الشعوب المقهورة، وعلى رأسها دولة فلسطين والدولة الصحراوية "الفنكوشية" العظيمة.
يكفيكم فخرا سيدي الرئيس أنكم أحضرتم زعيم الدولة التي يعترف بها الإنس والجان، لأخذ صور تذكارية من على البساط الأحمر في مداخل قصور اجتماعات "بريكس"، ولا يضركم في شيء أن كان هذا الزعيم لم يُستدعى من طرف المجموعة ولم يحضر اجتماعاتها ولا تقاريرها حيث طرد من القاعة مرتين، المهم أن خزينة الشعب الجزائري تستطيع أن تنفق بسخاء على كل من يناوئ المغرب، والشعب الجزائري المغيب تغنيه الصور التذكارية الملونة عن التذمر من الواقع الأليم.
سيدي الرئيس؛ لم تخسر الجزائر "بريكس" ولكن "بريكس" من خسرت الجزائر؛ وإلا من سيزود شعوب دول "بريكس" بأرجل الدجاج منزوعة العظام؟ ومن سيعلمها تنظيم الطوابير وطرق اشتغالها وتقنيات انعقادها؟ ومن سيدربها على الصبر حين تنفد المواد والسلع، وتنعدم الخدمات التي من المحتمل أن تختفي إذا ما اندلعت حرب عالمية ثالثة، أو أصاب العالم وباء قاتل مثل ما حدث منذ سنوات.
ستظلون سيدي الرئيس قوة ضاربة وهاربة وخارقة؛ حتى ولو لم تعد سماء بلدكم تمطر إلا بروث الأبقار وزبل الخنازير؛ لأن هذا بكل بساطة ما تؤمنون به حتى النخاع؛ ومن يؤمن بالعفريت ينتهي به الأمر إلى أن يجده.