وجدة تحتضن ندوة علمية حول مستجدات قانون المسطرة الجنائية 23.03

انقطاع فرامل حافلة للنقل الحضري بوجدة… اصطدام عنيف بسور إسمنتي ينقذ الركاب من فاجعة محققة

ميدلت.. الأطلس يرتدي حلته البيضاء ويحول الإقليم إلى لوحة طبيعية خلابة

في أول ظهور له.. دفاع “إسكوبار الصحراء”: موكلي ضحية وأطراف أخرى متورطة في الاتجار بالمخدرات!

الدورة الـ 13 للاجتماع رفيع المستوى بين المغرب إسبانيا …سانشيز يستقبل عزيز أخنوش

لحظة وصول التيكتوكر "بنشقرون" على متن سيارة الدرك لمحكمة الاستئناف بطنجة

"كاد المعلم أن يكون رسولا"

"كاد المعلم أن يكون رسولا"

الصادق بنعلال

لا مرية في أن المعايير والمحددات التي تجعل مدرسا ناجعا في مهمته العظيمة كثيرة ومتنوعة أقلها: الإلمام العميق والمحكم بالمادة التي يلقنها للناشئة، والتمكن من المعرفة البيداغوجية متعددة الأبعاد، والإحاطة بالثقافة العامة (الاجتماعية والاقتصادية والسياسية..). وقبل كل شيء يرتقب من المدرس الكفء أن يكون هادئ الطبع منفتحا على العالم، قادرا على قبول الآخرين بخصوصياتهم واختلافاتهم، محبا لمهنته ذات الرسالة الإنسانية السامية، مستعدا لتقديم يد العون لتلميذاته وتلاميذه دون كلل أواستثناء أو تهميش، بقدر كبير من الكرم والتضحية ونكران الذات.

 

وإذا كان الفنانون والمبدعون قديما وحديثا في كل الأجناس الثقافية، قد أثنوا على المدرس- المعلم للدور الفريد والمثالي، الذي يسعى إلى تجسيده في أرض الواقع، يظل أمير الشعراء أحمد شوقي شهيدا على مكانته الرفيعة وفضائله القويمة، كيف لا وهو الذي أمر الكل بإجلاله وتقديره، في قصيدة ظلت قرنا من الزمان صامدة، حاضرة مشيدة بمن يبني العقول والنفوس، ويذود عن الحق والخير والجمال، ويخرج الناس من ظلمات الجهل والتخلف إلى أنوار المعرفة والفلاح:

قُم لِلمُعَلِّمِ وَفِّهِ التَبجيلا كادَ المُعَلِّمُ أَن يَكونَ رَسولا

أَعَلِمتَ أَشرَفَ أَو أَجَلَّ مِنَ الَّذي يَبني وَيُنشِئُ أَنفُساً وَعُقولا

بيد أن مدرسا بهذه المواصفات والخصائص الاستثنائية، بغض النظر عن نوع المعرفة التي يلقنها لطالبات وطلاب العلم والمعرفة، يستدعي رعاية استثنائية مفصلية، ليس على مستوى "المادي الضيق" فقط، بل أيضا على المستوى الرمزي – المعنوي. إن إضفاء قيم الاعتبار والإجلال على المدرس، والاعتراف برسالته المثلى مفتاح النجاح لتقدم الأمم والمجتمعات، وسبيل الرقي والصعود نحو الآفاق الواعدة بالحرية والعدل والحياة الكريمة. وما تقدمت أمة من الأمم خطوة في سلم التنمية الشاملة من دون تعليم حصيف، ومدرسة تنشد معالم المساواة والإنصاف والديمقراطية، ومن دون معلم متحمس مناضل لمصلحة أجيال المستقبل، حيث التسلح بالمعارف العلمية والتكنولوجية والمدنية المتفتحة، والتمسك بالقيم الدينية والثقافية والوطنية المخصوصة. 


هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟

*
*
*
ملحوظة
  • التعليقات المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
  • من شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات