ندوة جهوية بمراكش تجمع فاعلين مدنيين ومهنيين لتدارس ازمة "ندرة الماء

رحيل الزعري يُعيد لم شمله بالداسوكين في مثواهما الأخير وسط مشهد مؤثر

كبير: نظام الكابرانات جعل الجزائر معزولة والاعتراف البريطاني بصحراء المغرب اقترب

منيب تفجر معطيات مثيرة.. الحكومة خفضت رسوم استيراد العسل من 40 إلى 2 بالمائة باش يستفد واحد من الحزب

"أبرشان" يعوض "الشرقاوي" على رأس مقاطعة "طنجة المدينة"

زينب السيمو.. حرام أن عمال النظافة والسيكيرتي كيخدمو حتال 16 ساعة يوميا ولي هدر كيجريو عليه

اﻷسرة تنجب .. لكن أين ينمو اﻷطفال ويلعبون؟!

اﻷسرة تنجب .. لكن أين ينمو اﻷطفال ويلعبون؟!

عبد اللطيف مجدوب

لدينا مداخل عديدة للمقاربة إشكالية "ملاعب الأطفال" ، بدءا بوزارة إعداد التراب الوطني والتعمير والإسكان وسياسة المدينة ، وانتهاء بأقسام "منح رخص البناء" ، ويتساءل الباحث هل هناك "دفتر تحملات" تلزم المنعشين العقاريين عند كل مشروع بناء أو تعمير ؟ وما موقع (حدائق وملاعب الأطفال) ، أو بالأحرى المساحات الخضراء من رقعة هذه الأحزمة الورقية التي يتأبطها في مساعي الحصول على "تراخيص البناء" ؟

   هناك دول بالجوار تقضي قوانين تهيئة عمرانها بضرورة اشتمال كل مشروع بناء أو توسعة على "ساحة خضراء" كمتنفس إكولوجي للسكان المحليين ، حتى باتت السمة الرئيسة لمشروع بناية سكنية ، وتبعا له ، نجد المدينة تتخللها ؛ من منطقة إلى أخرى ؛ مساحات خضراء كفضاء للفسحة ، وفي آن مرتع للأطفال ، لكن بالنسبة لمدننا ، بالكاد نألفها عبارة عن أكوام من الإسمنت والحديد.

وقد أصبح هذا المرفق الترفيهي حاجة ماسة تفرضها توازي قطاعات اجتماعية حيوية هامة كالأسرة والمدرسة و البيئة ، فإنجاب الأطفال يطرح أسئلة بيئية عميقة ، مثل نمو هؤلاء الأطفال والذي يستوجب وجود محيط بالجوار ، بدلا من السطوح وداخل الشقق السكنية أو في قارعة الأزقة والشوارع ، ما يحرم آخرين من "نعمة" الهدوء والسكينة.

  بعض الأسر الميسورة ؛ على قلتها ؛ منخرطة في أندية ، يصطحبون أطفالهم هناك لقاء خدمات جلى ، كاللعب والسباحة والتدريب.. بينما أسر أخرى وبنسبة تصل أحيانا إلى %90 ، لا تجد بالقرب منها مرفقا بهذا الخصوص ؛ مفتوح في وجه العموم ؛ فتترك الحبل على غارب الأطفال ؛ يعْدون ويمرحون ويصخبون داخل منازلهم ، أو يتخذون من السطوح ملاعب خاصة ، وإذا ضاقت بهم السبل نزلوا إلى احتلال الأزقة والشوارع وملئها بالصياح والتدافع والتراشق ، كل هذا يجري على مسامع الضحايا من الجيران الذين ينتظرون أن تحمل الرياح إليهم ولو لحظة هدوء واحدة ، يخلدون فيها للراحة وتبديد توترات الحياة اليومية ، حتى إن بعض هؤلاء ؛ إن لم نقل جلهم ؛ في عداء "رسمي" مع الجيران بسبب " سوء تربية أبنائهم" .

     سكنيات اقتصادية ولكن

   بعض الملاك العقاريين ؛ ودرءا لآفة التشويش والضوضاء ؛ يجنحون إلى كراء أو بيع الدور السكنية فقط لأسر حديثة العهد بالزواج ، لكن وبعد أمد معلوم تنجب أطفالا فتتحول العمارة إلى صناديق تضج بالغوغاء والصياح والعدْو ، وتبلغ ذروتها ؛ في الشغب والضجيج ؛ في أيام العطل ، الأسبوعية منها والموسمية .

فإذا كنت تبحث عن سلوكيات نابية فاسأل الجار أن يكف عن ضوضاء أبنائه ، علما أن ترسانة القوانين المغربية مليئة ببنود ؛ تحضر على الجار ؛ احتراما للجورة ؛ الإساءة إلى المرفق العمومي المشترك وتفرض عليه تحاشي كل اسباب الصخب والضجيج والمس بالهدوء العام ، لكن أيننا من هذه القوانين ؟!

 

 

 


هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟

*
*
*
ملحوظة
  • التعليقات المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
  • من شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات