الركراكي يؤكد: أمرابط عنصر أساسي ونحتاجه في قادم المباريات

الركراكي: المغربي ممكن يتقلق عليك فالصباح، ولكن فالليل يوقف معاك ويعرض عليك

رغم الفوز أمام زامبيا.. لاعبو المنتخب المغربي يرفضون تقديم التصريحات للمنابر الإعلامية

بنصغير يتحدث عن لحظة عناق اللاعبين للركراكي بعد تسجيل الهدف الثاني

الركراكي: الجمهور هو لي ربحنا اليوم ..ودبا بطولة جديدة غتبدا فحال كأس العرش

أول ظهور لحكيمي في كأس إفريقيا بعد العودة من الإصابة

جدتي منشرحة بالدستور

جدتي منشرحة بالدستور

 

 

 

 بقلم: حاميد أعرور

   لم أخلف وعدي، لقد كذبت على جدتي وأخبرتها أن شيخ القبيلة طلب منها الذهاب إلى صندوق الاقتراع  للتصويت ب"بنعم" للدستور، رافقتها فمارست حقها الطبيعي انسجاما وبنيتها الفكرية المدافعة عن ثالوثها المقدس: الله-الشرع-المخزن. لقد صوتت جدتي "بنعم" وانشرحت أساريرها من جديد، وما زادها انشراحا، ثقتها  بي وباعتقادها أني قد حذوت حذوها. لقد كذبت على جدتي ، أوهمتها بأنني قد صوتت "بنعم"  تلبية لرغبتها، وإنني لست عاقا وما زلت أدور في فلك بنيتها الجامدة . جدتي  كباقي الأغلبية الساحقة التي تقدمت واستقدمت بشكل مباشر وغير مباشر للتصويت "بنعم" على الدستور الجديد، أكثر انشراحا لأنها حققت ما تعودت  تحقيقه سابقا عند كل استحقاق دستوري.

   جدتي احتفت بطريقتها بالدستور الجديد رغم جهلها التام  بالمعنى والمحتوى،نعم احتفت تلبية لرغبة شيخ القبيلة والقنوات الرسمية المحلية،اشعر الآن أن جدتي استرجعت مؤقتا  سنوات من شبابها وإن كنت أضمر الغبن والإشفاق لحالها بقرار قراري.أخبرتها قائلا: جدتي هناك أناس قد قاطعوا الاستفتاء، وآخرون صوتوا ب"لا" للدستور. انتفضت تنهرني باشمئزاز قائلة: ابتعد عن هؤلاء "المساخيط" سينتقم منهم الله  والشرع  والمخزن، سينالون عقابهم في الدنيا قبل الآخرة.

     أشفقت لحال جدتي، لكن لما استحضرت مبادئي المتشبعة بحقوق الإنسان، رغم مواقفي السياسية الرافضة، شاركتها انشراحها وقبلت بالنتيجة المرة، لعلمي أن جدتي لازالت قياسا كسائر الجدات وكون البنية الفكرية لجدتي مترسخة، بل طالت الشباب والمثقفين والسياسيين وأشباه المثقفين والسياسيين،وخلصت أن ثمة ما يبرر استمرار هذه البنية الراسخة بين التكريس وبين المساهمين بالمقاطعة في هذا التكريس الأزلي.  

 

 


هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟

*
*
*
ملحوظة
  • التعليقات المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
  • من شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات