الرئيسية | أقلام حرة | متى كان كل هذا الحرص على مصالحنا من طرف النقابات؟؟

متى كان كل هذا الحرص على مصالحنا من طرف النقابات؟؟

بواسطة
حجم الخط: Decrease font Enlarge font
متى كان كل هذا الحرص على مصالحنا من طرف النقابات؟؟
 

 

الحمد لله وأخيرا عادت نقاباتنا بعد صمت مطبق، دام لعقود لتعيد البهجة إلى قلوب الأساتذة بعد غياب طويل عبر اتصالاتها بهؤلاء، وذلك بمناسبة الانتخابات المتعلقة باللجان الإدارية التي ستجرى يوم الثالث من يوليو من هذا العام وذلك بغية الحصول على أكبر عدد من الأصوات .

جميل جدا أن تبدأ  النقابات حملة الاتصالات من أجل إقناع الأساتذة للتصويت لصالحها ، وجميل أيضا أن تكثف من هذه الاتصالات لعلها تستطيع التأثير في هؤلاء ، لكن هناك سؤال يطرح أمامه علامة استفهام ضخمة  إذا كانت النقابات قد أقامت الدنيا ولم تقعدها بمناسبة هذه الانتخابات ، وإذا كانت تحرص كل الحرص على هذه المرحلة، وتكثف من اتصالاتها بالأساتذة فماذا قدمته في المقابل لهؤلاء ؟؟

قبل أيام اتصل بي مسؤول نقابي كبيروقال لي بالحرف الواحد "متنساوناش نهار التصويت" في إطار حملته المعلنة لصالح نقابته في خطوة منه لكسب مزيد من الأصوات ، للأسف الشديد لم يكن جوابي ربما كما كان يتوقع الرجل، قلت له أنا من الذين كانوا ضحية تخاذل هذه النقابات في كثير من المحطات النضالية ،وتجرعت سما زعافا بفعل مواقف هذه النقابات، ولا أرضى لنفسي أن أكون من الذين سيمنحون أصواتهم لهذه النقابات، بل لن أقبل أن أخون ضميري مقابل وعود واهية ، ولم أعد أؤمن بشيء اسمه النضال في هذا الوطن، وخاصة مع وجود نقابات لا تتردد في بيع قضايا الأساتذة ومواقفهم في سوق النخاسة بأثمان بخسة.

صراحة لا نعرف كيف تسمح هذه النقابات لنفسها أن تقود هذه الحملات المغرضة، وتطالب الأساتذة بالتصويت بكثافة في هذه الانتخابات؟  بل وكيف تقدم نفسها ووعودها لهؤلاء الأساتذة، وهي التي كانت سيفا مسلطا على رقابهم في جميع المحطات ؟؟

عندما كان الأساتذة يرابطون في الرباط من أجل حقوقهم المشروعة التي أجهز عليها بنكيران وإخوانه، كانت النقابات كلها تبحث عن خطة للارتماء في أحضان حكومة الإسلامويين ، وعندما كانت هذه الحكومة تنتقم من الأستاذ عبر إجراءات تعسفية مازال البعض يعاني منها إلى حدود كتابة هذه السطور، كانت هذه النقابات تردد خطاب رئيس الحكومة كالببغاوات، أملا في إرضاء المخزن وأزلامه من المنبطحين الذين يركبون على ألام المغاربة للوصول إلى مصالحهم الشخصية، لتكون هذه النقابات قد سجلت بطولات كبيرة في الخيانة سيبقى التاريخ شاهدا عليها إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها.

الأستاذ بعد عقود من الأمل والانتظار وبعد وعود هائلة كانت قد قطعتها النقابات على نفسها، تأكد بما لا يدع مجالا للشك أن هذه النقابات أصبحت تحارب الأستاذ ،إلى جانب هذه الحكومة التي أعادت بنا إلى الوراء لعقود من الزمن عبر سياساتها المجحفة في حق أبناء المغاربة جميعا .

كثيرة هي النقابات التي تصول وتجول بحثا عن الضحايا من رجال ونساء التعليم ،وكثيرة هي الوعود التي دائما ما تكون شعارا لحملتهم المزيفة ، لكن ما لا تريد هذه النقابات أن تفهمه، هو أن هذا الأستاذ الذي تحاول إقناعه اليوم ،هونفس  الأستاذ الذي كان بالأمس يعاني الويلات بسبب تخاذل هذه النقابات، وهو الذي كان ضحية صمت هذه النقابات عندما كانت الحكومة تتخذ في حقه قرارات عشوائية، أعادت بنا إلى زمن القمع ومحاكم التفتيش، التي ظهرت في بلدنا منذ أن وصل حزب العدالة والتنمية إلى سدة الحكومة .

 رغم كل هذه الحملات ، ورغم كل هذه الاتصالات التي تقوم بها هذه النقابات ،إلا أننا نرى أن ذلك لن يستطيع إصلاح ما أفسدته هذه النقابات ،فالحملات لا تستطيع إقناع هؤلاء الأساتذة بالتصويت ، وتكثيف الاتصالات بهؤلاء والضغط على بعضهم من طرف رؤساءهم لن يحقق هدف هذه النقابات ، لأن الواقع يظهر زيف ما تقدمه هذه النقابات من شعارات رنانة ويظهر أنها تلاحق مصالحها بدل ملاحقة من يجهزون على حقوق الشغيلة .

من الغرائب التي نراها تصدر من نقاباتنا من يحاول استعمال الدين في هذه الحملات ، بل من هؤلاء من تجرأ على كتاب الله وأدخله في هذه اللعبة الرخيصة حيث بدأنا نرى أيات مثل وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعًا وَلَا تَفَرَّقُوا في اعتقاد منهم بأن ما فشلوا فيه عبر الإقناع وعبر الوعود الكاذبة، قادر أن يأتي عبر إدخال الدين يا للأسف

يجب على هذه النقابات أن تعرف جيدا أن السيل قد بلغ الزبى وأن الخيانة قد وصلت إلى حد لا يمكن قبوله ، فالأستاذ لن يرضى أن يلدغ من الجحر عشرات المرات ، ولن يقبل أن يكون عبدا لهؤلاء الخونة الذين اعتادوا  التحالف مع الشيطان من أجل مصالحهم الشخصية، والمغاربة يعرفون كيف وصلت الوقاحة بهذه النقابات إلى  أن فرطت في كل القضايا مقابل الحصول على  الرضى من الذين يشرعون القوانين التعسفية من أبراجهم العاجية، ومن الذين منذ أن وطأت أقدامهم مؤسسة الحكومة إلا ويكثرون فيها الفساد.

 

مجموع المشاهدات: 3234 |  مشاركة في:

الإشتراك في تعليقات نظام RSS عدد التعليقات (1 تعليق)

1 | كاعي
للاسف
للاسف لا اوافقك الرأي حين تقول -- فالأستاذ لن يرضى أن يلدغ من الجحر عشرات المرات --- الحقيقة ان الاستاذ يرضى أن يلدغ من الجحر عشرات المرات حتى احدى عشر مرة او مائة مرة
مقبول مرفوض
0
2015/06/05 - 08:07
المجموع: 1 | عرض: 1 - 1

هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟

التعليقات المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع

من شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات

مقالات ساخنة