الرئيسية | أقلام حرة | كلاهما متهمان

كلاهما متهمان

بواسطة
حجم الخط: Decrease font Enlarge font
كلاهما متهمان
 

 

في غمرة التلاسن و التراشق الكلامي بين كل من شباط و بنكيران، قال رئيس حزب الاستقلال، إن الوزير السابق إدريس البصري حول بنكيران من بائع جافيل إلى صاحب مدرسة خاصة، و أنه كان يتحرك داخل التنظيمات السرية بايعاز منه، نفس الإتهام لبنكيران كان قد وجهه عبد الكريم مطيع القيادي السابق في حركة الشبيبة الإسلامية المحظورة.

الإتهام بالعمالة للبصري الوزير الأشهر في المغرب لا ينتهي عند بنكيران، كثيرون من معارضي شباط يرون فيه صنيعة البصري داخل حزب الإستقلال و نقابته، السيكليسي كما يقول تدرج من عامل بسيط إلى رئيس نقابة كبرى ثم أمينا عاما لحزب الإستقلال و عمدة لفاس، منصبان يحملان من الإرث التاريخي و االفكري و السياسي ما يفوق قدرات الرجل العلمية و العائلية المتواضعة.

انتقال إلياس العماري من اليسار الراديكالي كما يقول البعض إلى جناح المخزن، مر عبر ادريس البصري ثم سلفه القوي، هكذا يردد ثلة من معارضيه، اليوم العماري متهم في دينه و في تواجهاته الإيدولوجية التي تخدم أجندة أمريكية إسرائيلية إماراتية لحرب الإسلام و المسلمين كما كتب أحدهم، إلياس حسب هؤلاء يلعب دور العميل المتأمر مع قوى خارجية و خليجية لضرب الإسلاميين، كان بنكيران يوما قد أشار لضاحي خلفان و لهذه القوى.

إلياس العماري وهو يتحدث بلسان التيار اليساري المدني مارس الإقصاء ضد شريحة مهمة من المجتمع حين قال أنه جاء ليقف ضد الإسلاميين، رغم تعقيبه التصحيحي، هو يرى في الإسلام السياسي عودة للرجعية و الظلامية و الإرهاب مع فارق الإختلاف بين ما نراه من الأحزاب الإسلامية و ما يبدر منها قولا وفعلا، و ما تتهم به من تشدد و تطرف و إرهاب لم تمارسه، رغم ما تحميل بعضها مسئولية الضلوع في اغتيالات سياسية قديمة...

رأسي اللعبة السياسية و زعيمي أقوى حزبين بالمغرب، رجلان متهمان بالعمالة و التآمر و الخيانة في ما سبق من مسيرتيهما السياسية، دون ذكر شباط أو محند العنصر حين استقدم لضرب احرضان، أو دون ذكر قضايا الفساد التي انتشرت إعلاميا من قبيل شراء أو اكتراء وزراء مباني فخمة بمبالغ كبيرة...

هذا بعض مما يتصف به المشهد السياسي المغربي الآن، فهو في حالة من الإستقطاب يزداد حدة مع دنو آجال الإنتخابات التشريعية، هل هذا  أمر إيجابي؟  بالطبع اللعبة السياسية تحتاج إلى تبلور قطبين ثنائيين قويين يلعبان بحق دوري الأغلبية و المعارضة بعيدا عن هذه التحالفات الهجينة المبنية على المصلحة و المحاصصة و ملء الكراسي، الشيء السلبي هو كيفية إدارة هذا الإستقطاب و هذا الإختلاف  في الرؤى و البرامج و الأهداف،من خلال حوار عقلاني سليم مقيد بآداب و ضوابط، تجعل منه حوار وفاق و اتفاق لا حوار فرقة و تشرذم و إقصاء مبني على حروب تخوين و إتهام في الأخلاق و الدين و على استغلال أمور شخصية و ملفات  قديمة من أجل الطعن و التشهير...

 

 

مجموع المشاهدات: 1175 |  مشاركة في:

الإشتراك في تعليقات نظام RSS عدد التعليقات (0 تعليق)

المجموع: | عرض:

هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟

التعليقات المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع

من شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات

مقالات ساخنة