الرئيسية | أقلام حرة | مــــــجزرة الأربعـــــــاء

مــــــجزرة الأربعـــــــاء

بواسطة
حجم الخط: Decrease font Enlarge font
مــــــجزرة الأربعـــــــاء
 

 

شهد مقر التعاضدية العامة لرجال التعليم بمراكش يوم الاربعاء 11 ماي 2016 مراسيم دبح الديموقراطية ,حيث تفرج رجال ونساء التعليم في الاحتفال الشهير على منظر جتثها ممرغة في دماء الدل والمهانة .لان الايدي التي اغتالتها لا تحسن من الصنع الا تمرير السكين من الوريد الى الوريد ,تم ذلك تحت اعين وزارة التشغيل التي باركت عرس الذئاب قبل ان تغرب شمس الاربعاء

اما اصحاب الدار فقد انتشوا ايما انتشاء بالقمقم الزجاجي ,وانتهى الحفل بطقوس  الدفن , ثم عاد الاساتذة والاداريون من حيث جاؤوا يندبون حظهم العاثر 

وقع هدا في بقعة من العالم ,العالم الذي كادت كل اجناسه تتجاوز مثل هذه المهازل الحقيرة والتصرفات البديئة التي بدأت تختفي حتى من الدول الاكثر تخلفا 

في ذلك اليوم وفي ذلك المكان المعروف بتعاضدية رجال التعليم بمراكش ,رجت حركة غير عادية ,فجأة امتلأت البناية بطوابير بشرية تكدس فيها رجال التعليم بمنطق الاحتقار والدونية ,اما خارج الادارة فالشارع كان يغلي بجحافيل المصوتين الذين لم يجدوا حيزا للوقوف أو طابورا للاصطفاف حجوا جميعا لأداء الواجب الوطني وهو التصويت على مناديب الجمع العام للتعاضدية العامة لرجال التعليم 

ان كل من شهد اللحظة يخال له زمن الثمانينات حينما قل الدقيق في المتاجر ,واعتدنا رؤية مشاهد لمواطنين يركبون اكتاف بعضهم البعض لشدة التدافع قصد بلوغ الشباك والظفر بحفنة دقيق تسد رمق عيالهم من الجوع ,فلا مبالغة في هذا الوصف اذا اجزمت ان التجمع البشري كان اشبه بسوق لا رأس له ولا سافلة :لغط وعويل شتم وسب وبعدهما تدمر ومن فقد صبره انسحب يسب التعاضديين والتعاضديات والمرشحين والمصوتين والقائمين عليها والناس أجمعين 

لقد وقع هذا الفيضان دون سحب في الاجواء ,وفي غفلة ممن تربعوا على عروش التعاضدية لعقود ينعمون بحليبها ولبنها ,يشربون ويغرفون وما فاض من الوقص تلتقطه أفواه المريدين ,وأما شيوخهم فلا سلطة تحاسبهم وتراقبهم في هذا المغرب المتعدد التناقضات سوى سلطة الله وحده ,والغريب أنه من وحي بلادتهم خططوا  للجريمة كالتالي:الالائحة اسمية للمنخرطين اعتمدت اثناء التصويت ولائحة اسماء المرشحين خالية من أي خاتم ,وفقط ثلاث موظفات وموظف واحد كلهم يشتغلون في التعاضدية هم من أشرفوا على عملية التزرويطوليس عملية التصويت ,ناهيك عن  منع حضور ممثلي المرشحين ,اما داخل البهو فالكاتب الجهوي يتجول بكل وقاحة يوجه من لا وجهة له 

يوم الاربعاء 11ماي تفجرت الشوارع ,وبدت تلوح جموع نساء ورجال التعليم منذ الصباح من كل نهج وفج لتغرق المقر اليتيم للتصويت ,حينها دب الرعب في نفوس الماسكين بخيوط اللعبة فما وجدوا من مخرج للورطة سوى استجداء الكتلة الناخبة واستعطافها وتنبهوا كون عرش بلقيس اصبح بين كفي عفريت سليمان بعدما كانوا يجتازون الى بر الامان على صهوات بضعة عشرات  من الاصدقاء والمنتفعين والواقع ان هذا التسونامي الذي زلزل اركان التعاضدية العامة لرجال التعليم لمؤشر قوي على أن ربيع الاسرة التعليمية لن تذبل أزهاره .فالرسالة بلغت الى الجهات المسؤولة  كل حسب اختصاصها ,وشعارربط المسؤولية بالمحاسبة استهلك اعلاميا وحان الوقت لتفعيله اجرائيا ,فزمن الصحوة هل هلاله والبداية من تصحيح الاختلالات المتفشية في المصالح الاجتماعية لرجال التعليم من تعاضديات ومقتصديات وتعاضديات التأمين ومؤسسة محمد السادس للاعمال الاجتماعية لرجال التعليم ,كل هذه المصالح ظلت تعيش في العتمة ولا يعلم منخرطوها شيئا عن تقارير مجالسها الادارية بالرغم من انها تتغدى من جيوب وعرق المنخرطين والحق كل الحق انهم الاحرى بالاطلاع على تسييرها المالي ولاداري

 
مجموع المشاهدات: 1399 |  مشاركة في:

الإشتراك في تعليقات نظام RSS عدد التعليقات (0 تعليق)

المجموع: | عرض:

هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟

التعليقات المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع

من شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات

مقالات ساخنة