الرئيسية | أقلام حرة | ماتو في شربة ماء من المسؤول؟

ماتو في شربة ماء من المسؤول؟

بواسطة
حجم الخط: Decrease font Enlarge font
ماتو في شربة ماء من المسؤول؟
 

 

حدث هذا في مكان مقصي ومنسي من أي مخطط للتنمية , في جغرافية ما من يوم عبوس حزين ، حلت به نكبة سموها فاجعة كلميم ، إذ شرب الماء أجسادا كانت معذبة فوق الأرض من جنوب مغرب غير نافع ، لم يكن للذين ماتوا أو من لازالوا قيد الحياة أدنى نصيب في العيش بكرامة إنسانية، كانوا يحاولون  العيش فقط على أمل ساذج يداعبهم بأن يوما سيأتي وتدخل أسماهم سجل الوطن ليكونوا مواطنين ملتحقين بركب التنمية للمغرب النافع ، لكن القدر وما يحمله من مفاجآت خطفهم في شربة ماء إثر أمواج أحدثتها تساقطات مطرية، قيل عنها غزيرة وقيل عنها استثنائية ، وقيل ، وقيل ، وقيل، ولم يجرؤ أحد بأن يقول بأنها نتيجة بنية تحتية متهرئة لسياسة هزيلة وساسة أوغاد وسفلة غاب عنهم الضمير.

مات الناس والتحقوا ببطن الأرض على متن شاحنات الازبال في مشهد درامي يشعرك بالحزن والألم وإحساس الحقد والغضب خصوصا عندما تسمع تعليقا من مسئول حكومي يتزيا بزي الدين ويقول بأسلوب أضحى رائجا لتبرير كل الأمور، وإلصاق كل ما هو سلبي بالقدر(هذا قدر، ولا راد لقضاء الله وقدره )  والأنكى من ذلك أن الفاجعة أصبحت ورقة رابحة لتقاذف المسؤوليات وتصفية الحسابات السياسية (أنتم المسئولون ، لا.. الحكومات السابقة ، لا بل أنتم وأنتن...وهلم جرا) دون معرفة المسئول ومحاسبته ومعاقبته، ربما يكون الماء هو المسئول، نعم لقد عرفنا من المسئول.

أيتها الأجساد الطينية الميتة ارتاحي في جوف الأرض فلقد عرفنا من المسئول عن موتك ،إنه الماء الذي خلق منه كل شيء حي "" وجعلنا من الماء كل شيء حي""" إذن فالماء يحيي ويميت أو لنقل السبب في الحياة كما الموت ،يا أيتها الأجساد التي غرقت في الماء وشبعت موتا في مغرب غريق ، لقد شربكم الموت كما كنتم تشربونه، وجركم إليه في شربة ماء ، فهو المسئول إذن عن موتكم ، وهو الذي سيحاسب ويعاقب.

سنحاسب المطر حتى لا يسقط بغزارة ، بل فصل الشتاء حتى لا يعود مجددا  لأنه يأتينا دائما بالموت ، لن نصلي صلاة الاستسقاء بعد اليوم لكي لا يأتينا المطر بفاجعة غير متوقعة.

أيتها الأجساد المخلوقة من تراب ، كنت تأكلين الطعام وتشربين الماء ، هاهو الماء شربك والتراب سيأكلك فسلام عليك يوم ولدت ويوم شربك الماء.

 

 

 

 

مجموع المشاهدات: 1100 |  مشاركة في:

الإشتراك في تعليقات نظام RSS عدد التعليقات (0 تعليق)

المجموع: | عرض:

هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟

التعليقات المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع

من شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات

مقالات ساخنة