واش خاصنا غير الضحك.. في عز الاحتقان وغلاء المعيشة القنوات العمومية تواصل مسلسل تتفيه الشعب في رمضان
أخبارنا المغربية : عبدالاله بوسحابة
مع دنو شهر رمضان الأبرك، يتجدد النقاش القديم الجديد، حول العروض التلفزيونية التي تقدمها القنوات العمومية خلال هذا الشهر الفضيل : "واش خاصنا غير الضحك، سالينا كلشي.. واش لهذه الدرجة كيبان ليكم المشاهد المغربي شبعان ثقافة وشبعان علم وشبعان معرفة.."، فرغم كم الانتقادات الكبيرة الموجهة إلى القائمين على تدبير هذا القطاع الحساس، إلا أن واقع الحال لم يتغير مع سبق الإصرار، نفس البرامج ونفس الأعمال التي تصب في خانة تتفيه المشاهد، مقابل ملايير السنتيمات التي تغدق بسخاء في جيوب شركات إنتاج، تركز في انتاحاتها على كل ما هو "ضحك وتفاهة" وكأن هذا الشعب يعيش رفاها وعيشا رغدا.
إن المطلع على الوضع العام الذي تعيش على وقعه البلاد، خاصة خلال السنوات الأخيرة، في ظل الاحتحاجات المستمرة على مستوى جميع القطاعات، يدرك جيدا أن "الضحكة صعيب تخرج بصدق" سيما في ظل الارتفاع المتسارع للأسعار المواد الاستهلاكية الأساسية والمحروقات، مقابل الدخل الشهري الهزيل الذي يرزح تحت رحمته غالبية دافعي الضرائب، حيث الظرفية تفرض تخصيص برامج هادفة، ترسم أفقا مشرقا لفئة الشباب الغارق في مستنقع البطالة، برامج كفيلة بتقديم أفكار ورؤى خلاقة ومبدعة، تيسر عليهم ولوج سوق الشغل، تنشر العلم بين الطلاب وتساعدهم على سلك مسارات دارسية وفق آخر المناهج العلمية الحديثة...
إن ضخ هذه الميزانيات الضخمة من أجل "الخوا الخاوي" لم يعد له ما يبرره، بل إن الضرورة تفرض استثمار أموال الشعب فيما يعود عليه بالنفع، وليس مواصلة تعميق هوة هذا الشرخ الذي برزت أثاره الوخيمة على سلوكيات الناشئة بشكل جلي، فليس هناك فرق بين ما تقدمه قنواتنا العمومية وبين ما يعرض على شبكة "اليوتيوب" من أعمال تصور بإمكانيات بسيطة، فهما ينهلان معا من حوض التفاهة والرداءة والمي عة، وإن كانت بعض البرامج الإلكترونية تقدم منافع وفوائد علمية قد لا تجد لها نظيرا بين البرامج المؤدى عنها بالقنوات العمومية.
الضحك حدو ساعة، وإذا زاد عن حده فإن الأمر سيصبح" بسالة" وتتفيه ممنهج الغرض منه صرف انتباه المشاهد المغربي عن قضاياه الجوهرية، من تعليم وصحة وتشغيل... باركة راه الشعب مل من هاد التخربيق.
عدد التعليقات (10 تعليق)
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟