شملال لـ"أخبارنا": القفطان ليس "مغربيا" وهذا هو زيّ المغاربة التّاريخي
مراسلة : بدر أعراب
نفى مصمّم الأزياء المغربي، حكيم شملال، المنحدر من أصول ريفيّة، أن يكون القفطان "مغربيّا" وفق ما يجري التسويق لـه ضمن تظاهرات فنية ومحافل وطنية، أو "مغاربيا" حسبما يدّعيه الإعلام الجزائري، مبرزاً أن أصوله فارسيّة من "أرمينيا"، وهذه "حقيقة تاريخيّة لا غبار عليها، من الصّعب دحضها لإثبات عكس ذلك" يقول، معتبراً أنّ "المغرب آلت إليه الملكية التّاريخية والتراثية والفنيّة للقفطان من العثمانيّين".
وأبرز شملال في حديثه مع "أخبارنا"، أن هذا الزّي التّاريخي ظهر في المغرب خلال القرن الثّالث عشر، مع إمساك المرينيين زمام الحُكم، وبالضبط عقب إنشاء دولتهم لعلاقاتٍ سياسيّة مع الدولة العثمانية، تمخض عنها تمكين البلدين من إقامة مبادلات تجارية خوّلت للمغرب اِستقدام جوار وحرفيّين ورث عنهم المغاربة فنّ صناعة القفطان الذي كان يُعدُّ لباساً رجاليّا ونسائيّا مشتركا بين أقطار الأناضول وأرمينيا وآسيا الصغرى.
وأضاف المتحدث أنّ القفطان وبعدما تبنّاه المرينيُّون، تحوّل لاحقاً مع تعاقب السلاطين على الحكم، إلى زيّ رسميّ، بحيث ظلّ حكرا على الطبقة الحاكمة، بعدما أقبل الباشاوات والقوّاد وحريمهم على ارتدائه في المناسبات الرسمية، قبل أن يتّم إضفاء لمساتٍ عصرية على صيغته الأولى، وطَرْءِ تغييرات فنيّة مغايرة عليه، حتّى أصبح في زمننا هذا يُواكب سيرورة حركة عالم الموضة.
وكشف شملال أيضا أنّ "ليزار" أو ما يسمّى في بعض المناطق بـ"الحايك"، هو الزّي التراثي الأصلي والأصيل للمغرب، بل يعكس هوّية الإنسان الأمازيغي المُعمّر لهذا الرّبع من المعمور، مُرجعاً أسباب اختفائه من السّاحة واندثاره إبّان بداية السبعينات حتى صارَ لباسا خاصا بالجدّات وزيّا فولكلوريا يؤثث المهرجانات، إلى عدة اعتبارات، من بينها أنّه لباسٌ بدائيّ لم يطوّر مع مرور الزّمن لدوافع عديدة، وكذا أيضا إلى الاهتمام المتزايد من طرف المؤسسات المغربية لجعل القفطان هو السفير المغربي الوحيد والزّي الرسمي الأوحد للمغاربة.
وبخصوص إدعاء إعلام الجارة الشرقيّة، بأنّ القفطان أصله "جزائريّ"، نفى المتحدّث أن يكون هذا المعطى حقيقة تاريخية ثابتة، مبيّنًا أنّ الجزائر كانت تقع تحت نظام التبعية للإمبراطورية العثمانية، لذلك فإن وجود القفطان لديها شيءٌ بديهيُّ لكونه من تأثيرات وجودهـا تحت النفوذ العثماني،ـ كغيره في المأكل والمشرب والملبس، مؤكدا أنّ زيّها التاريخي هو "ليزار" الذّي يُعتبر في الأصل زيّ شعوب شمال أفريقيا.
عدد التعليقات (20 تعليق)
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟