أزمة كورونا بالمغرب...الدولة تحقق العلامة الكاملة والكرة الآن في ملعب المواطنين
أخبارنا المغربية : المهدي الوافي
قد تكون المرة الأولى التي يحصل فيها إجماع شعبي على أن السلطات المغربية قد أحسنت التصرف بالفعل خلال الأزمة غير المسبوقة التي تمر منها البلاد إثر ظهور فيروس كورونا المستجد وما خلفه من آثار سلبية وخيمة طيلة 15 يوما الماضية.
فالتدابير التي أقرتها الحكومة بمختلف قطاعاتها كانت جلها استباقية وساهمت إلى حد كبير في حماية أرواح المواطنين وتوفير كل ما يحتاجون إليه في هذه الظرفية الصعبة، إذ لم تتوان عن اتخاذ إجراءات صارمة وبعضها مؤلم، وذلك بشهادة المسؤولين الأجانب ووسائل الإعلام الغربية التي رفعت القبعة للسلطات المغربية واعترفت أنها تعلمت بسرعة من أخطاء الغير وتصرفت بحكمة وفعالية تفوق نظيراتها في أوروبا.
فالإسبان على سبيل المثال يلومون حكومة بلدهم على تأخرها في إغلاق الحدود وتعليق الدراسة ومع التجمعات والخروج بدون فائدة رغم ظهور البوادر الأولى لانتشار الفيروس، حيث كانت الحكومة الإسبانية دائما متأخرة بخطوة في حربها على كورونا، وهو ما لم يحصل نهائيا بالمغرب، حيث كانت القرارات المصيرية سريعة بشكل ملحوظ.
كما أن صندوق مواجهة تداعيات الفيروس الذي أمر الملك محمد السادس بإنشائه سيمكن من التخفيف بشكل كبير من الخسائر الفادحة التي سيتكبدها الاقتصاد الوطني، يبقى فقط أن تضمن الحكومة أن يستفيد منه حتى العاملون في القطاعات غير المهيكلة و المياومون والعمال غير المصرح بهم .
الكرة الآن أصبحت في ملعب المواطنين، فالحماقات التي نراها في الشوارع هذه الأيام قد تجعل كل المجهودات التي قامت بها الدولة غير ذات فائدة، فمازال البعض يتزاحمون في الأسواق والبعض الأخر يصر على أداء صلاة الجماعة رغم قرار إغلاق المساجد بفتوى شرعية، ويتعاملون مع الخطر الوبائي وكأنه مزحة أو كاميرا خفية، كما أن التهافت على شراء وتخزين المواد الغذائية، والنشاط الملفت لتجار "الأزمات" لن يساعد على على استقرار أسعار المنتجات الغذائية والاستهلاكية.
عدد التعليقات (9 تعليق)
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟