"مُستواهم لا يُصدّق".. خبيرٌ في السياسات التربويّة يَكشف لـ"أخبارنا" أسبابَ تفوّق طلبة مغاربة بالمدارس الفرنسيّة

أخبارنا المغربية- ياسين أوشن

"مستواهم في الرياضيات لا يُصدق"؛ هكذا وَصفت الجريدة الفرنسية "لوفيغارو" في تقرير لها، صدر أمس الخميس، الطلبة المغاربة الذين يقبلون على مدارس الهندسة في فرنسا.

وضربت لوفيغارو مثلا بطالب مغربي يدعى محمد العسري، البالغ من العمر 21 سنة، الذي قال للجريدة نفسها إن الامتحان ليس صعبا بالنسبة إليه مقارنة مع طالب فرنسي آخر، نظرا إلى أنه استعد جيدا للاختبار وأبان عن علو كعبه في الامتحان.

محمد اكديرة، أستاذ جامعي وخبير في السياسات التربوية والعمومية، كشف أن "الأمر يتعلق بنخبة مغربية قليلة متفوقة في العلوم الطبيعية"، مضيفا أن "الفرنسيين لم تعد لديهم رغبة في التحصيل الدراسي، ولهذا السبب بزغ نجم الطلبة المغاربة في مدارس الهندسة الفرنسية".

وأردف اكديرة، في تصريح خصّ به موقع "أخبارنا"، أن "النسق التعليمي المغربي فيه زهاء 11 مليونا ونصفا، وبالتالي من الطبيعي أن نحصل على نخبة متفوقة في مختلف التخصصات، و100 طالب أو أكثر لا يشكلون شيئا في هذا الصدد"، مستحضرا أن "النسق التعليمي المغربي يعاني نواقص كثيرة تحتاج خلخلة"، مشددا على أنه "ليس منبهرا من وجود نخبة مغربية متفوقة في المدارس الفرنسية تطرق إليها الإعلام الأوروبي".

الخبير في السياسات التربوية والعمومية عبّر عن متمنياته أن يكون النسق التعليمي المغربي في مستوى عال جدا؛ "هذا هو هاجسنا نحن الأساتذة الباحثين ومنظومة ككل"، مضيفا أن "هناك طلبة في المغرب لهم حس الفيزياء والرياضيات، والعلوم الطبيعية بشكل عام تسري في عروقهم، وهذا يشرفنا ويشرف الوطن ككل"، مبرزا أن "فرنسا ليست الوحيدة التي فيها طلبة مغاربة متفوقون؛ بل يوجدون أيضا في أمريكا وبريطانيا وسويسرا وعدد مهم من الدول الأوروبية".

وشدد الأستاذ الجامعي عينه على أن "هناك طفرة اليوم لدى نخبة معينة"، مستدركا بالقول إن "إنتاج النخبة يحتاج العمل والجد والمثابرة والعزيمة"، مؤكدا أن "المناهج المغربية في الرياضيات والفيزياء تعد من أحسن المناهج في العالم"، مقرا أن "هناك تعديلات يجب إدخالها على هذه المناهج حتى يتسنى لها التكيف مع التكنولوجيا الحديثة".

ولم يفوت اكديرة الفرصة دون أن يهنئ الطلبة المتفوقين في المدارس الفرنسية وما خلفوه من صدى طيب وإيجابي في الإعلام الغربي يشرف المغرب، مضيفا أن "هناك أيضا رؤساء مختبرات ومديري مؤسسات في مختلف المجالات العلمية في أمريكا"، خالصا إلى أن "الحقل العلمي رغم ذلك ما يزال في مسيس الحاجة إلى مزيد من العمل في المجال التكنولوجي من أجل مواكبة مستجدات الرقمنة والمعلوميات".

تجدر الإشارة إلى أن هذا التفوق المغربي الذي بلغ مداه الإعلام الفرنسي يتزامن مع تصريحات سابقة لشكيب بنموسى، وزير التربية الوطنية والتعليم الأولي والرياضة، قال فيه إن زهاء 70 في المائة من التلاميذ المغاربة يعانون صعوبات في القراءة والكتابة والرياضيات.

وزاد بنموسى، خلال تقديمه صباح يوم الاثنين 22 نونبر المنصرم مشروع الميزانية الفرعية لوزارة التربية الوطنية والتعليم الأولي والرياضة بلجنة التعليم في مجلس المستشارين، أنه لا بد من تظافر جهود جميع الفاعلين في المنظومة التربوية بغية تحقيق الجودة وتجاوز هذا الوضع الذي يدق ناقوس الخطر.