الأكاديمي "حسن أوريد": المُغادرة الطّوعيّة إجراءٌ كارثيٌّ.. ومحوريّة التعليم تَحظى بتوافقٍ مجتمعيٍّ

أخبارنا المغربية- ياسين أوشن

يرى المفكر والباحث والأكاديمي المغربي حسن أوريد أن "المغادرة الطوعية كانت إجراءً كارثيا بالنسبة إلى قطاعات مجتمعية"، مشيرا إلى أن "من غادروا كانوا من خيرة الأطر؛ هذه المغادرة خلّفت نزيفا في هذه القطاعات".

وأضاف أوريد، خلال محاضرة له ألقاها في رحاب كلية العلوم القانونية والاقتصادية والاجتماعية السوسي بالرباط، أن "الاختلالات التي عرفتها هذه القطاعات اليوم ربما تكون ناتجة عن هذا الإجراء الذي سنته الدولة المغربية قبل سنوات".

وعرج المفكر المغربي على موضوع التعليم، الذي قال عنه إنه "من ضمن الحقوق الأساسية للأفراد والمجتمع"، مشيرا إلى أنه "من الأدوات التي ترسخ الانتماء والارتقاء الاجتماعي"، ناهيك عن كونه "من الأمور الأساسية في العقد الاجتماعي"، مؤكدا أن "هناك توافقا مجتمعيا حول محورية التعليم".

واقترح أوريد عدة مداخل للرقي بالمنظومة التربوية وإصلاح قطاع التعليم بالمغرب؛ الأول يكمن في "استحالة الحديث عن إصلاح التعليم دون طموح جماعي"، موردا أن "المسألة ليست تقنية؛ بل لا بد أن تكون لدينا رؤية لما نريد أن نكون انطلاقا مما نحن".

المدخل الثاني، وفق الباحث المغربي، يتجلى في الدعوة إلى "تجاوز 'البراديكم' الذي ساد في ما يخص التعاطي مع المقاربة التربوية لعقود من الزمن؛ هذه المقاربة كانت تعتمد على ما يسمى 'نظرية المثلث'؛ أي أن التعليم يقوم على عناصر ثلاثة شبيهة بأضلاع المثلث؛ متعلم ومعلم وعلم".

 أوريد أردف أن "هناك اختلافا بين المدارس التي تركز على مكون دون آخر"، مستدركا بالقول إن "العناصر الثلاثة تتفاعل في ما بينها"، داعيا إلى "استحضار مكونات أخرى منها: ما الذي ندرس وكيف ندرس لاسيما مع الثورة الرسمية، وبالتالي لا يمكن أن نظل حبيسي 'البراديكم' المذكور".

"الهندسة التربوية مهمة كذلك"، يوضح الباحث المغربي قبل أن يؤكد أن "المدارس الناجحة تركز على التعليم ما قبل المدرسي كجزء من العملية التربوية"، مشددا على أن "الهندسة المعتمدة داخل القسم، من سبورة ومقاعد وكتب مدرسية واختبارات وأستاذ، باتت متجاوزة بالنظر إلى الثورة الرقمية"، داعيا إلى "تجاوز الاختبار أو الامتحان أو التقييم أو المفتش".