أخبارنا المغربية - عبد المومن حاج علي
في أول خروج له بعد الضجة التي رافقت حادث الاعتداء عليه داخل الفصل الدراسي، كشف الأستاذ محمد البركة، أستاذ مادة الفلسفة بثانوية ابن رشد التأهيلية بجماعة سيدي المختار بإقليم شيشاوة، عن الأسباب التي دفعته للتنازل عن شكايته ضد التلميذ الذي وجه إليه ضربة مفاجئة، تسببت له في إصابة جسدية استوجبت شهادة طبية حددت مدة العجز في عشرين يوما.
وأوضح الأستاذ البركة، الذي يحظى باحترام واسع داخل المؤسسة وخارجها، أن قرار التنازل لم يكن وليد ضغط أو خوف، وإنما جاء بعد تفكير عميق وإلحاح من طرف العديد من الشخصيات والهيئات التي تدخلت للصلح، حيث قال: "جاو عندي وجهاء وأعيان وكبار ديال البلاد، وتلاميذي القدماء اتصلوا بي من كل جهة، وطلبوا مني التنازل بلطف واحترام... فأحسست أن الأمور تجاوزت الفعل الفردي وتحولت لمسؤولية مجتمعية".
ولم يخف الأستاذ أن قراره كان أيضا بدافع تربوي وأخلاقي، قائلا: "عندي أربع مستويات باكالوريا هاد العام، ونصفهم من التلميذات اللي جايين من مناطق نائية، وكيعيشوا معاناة حقيقية يوميا باش يوصلوا للقسم... على قبلهم خديت القرار باش مايضيعوش وسط هاد البلبلة، ويتمكنوا من إنجاز المقرر بدون ارتباك".
وأجمع نساء ورجال العليم على أن تصريحات الأستاذ محمد البركة كشفت عن حس عال بالمسؤولية ونبل تربوي نادر، حيث اختار أن يغلب مصلحة التلاميذ وسير العملية التعليمية على رغبته في الإنصاف القضائي، رغم الضرر الذي تعرض له جسديا ومعنويا.
ويبقى موقف الأستاذ البركة، في نظر كثيرين، درسا أخلاقيا راقيا قد يصعب فهمه في زمن يقدم فيه الرد على الإهانة بصرامة، لكنه في العمق اختيار يحمل رسالة تربوية قوية، مفادها أن المدرسة ليست فقط فضاء للمعرفة، بل أيضا لتعليم قيم التسامح، التقدير، والانتصار للعقل والحوار.
Retired Teacher
مثال وقدوة
هذا الاستاذ مثال لعدد كثير من رجال التعليم اللذين يفكرون في مصلحة تلاميذهم قبل كل شيء و يتنازلون عن حقوقهم خوفا على مستقبل تلاميذهم . هذا مجرد مثال للذين يحاولون إهانة المدرسين و يكنون لهم حقد بغيض.