الربو الشديد.. مرض يتجاوز الرئتين ويُثقل كاهل الحياة اليومية
أخبارنا المغربية - وكالات
لا يقتصر الربو، كما تُصوّره الصورة النمطية، على نوبات متقطعة تُعالج ببخاخ عند الحاجة، بل يتحول في حالات الشدة إلى عبء يومي ثقيل، تتداخل فيه الأعراض الجسدية مع آثار نفسية واجتماعية واقتصادية ممتدة، تجعل من المرض تحدياً شاملاً للمريض ومحيطه.
ويؤكد الأطباء أن الربو هو حالة مزمنة تلازم المريض يومياً، حيث تتكرر أعراض مثل ضيق التنفس والصفير والسعال، مما يؤثر سلباً على النوم والنشاط الجسدي، ويزيد من الإحساس الدائم بالإرهاق. هذا التوتر الجسدي المزمن يترافق غالباً مع اضطرابات نفسية كالقلق والاكتئاب، ناتجة عن الخوف من النوبات المفاجئة، ودفع البعض إلى الانعزال تفادياً لأي محفز بيئي محتمل.
من الناحية الاقتصادية، تتضاعف آثار المرض، إذ يعاني الكثير من المرضى من انخفاض في الأداء الوظيفي وكثرة الغيابات، بينما يواجه الأطفال والمراهقون تراجعاً في الحضور المدرسي والتحصيل العلمي. كما لا يقتصر العبء على المريض وحده، بل يمتد إلى أفراد العائلة الذين يتحولون إلى مقدمي رعاية، ما يولّد ضغوطاً نفسية وتوتراً في العلاقات الأسرية.
وأمام هذا الواقع، يشدد المختصون على أهمية تجاوز العلاج الدوائي وحده، من خلال اعتماد مقاربات شمولية، تشمل برامج لإعادة التأهيل الرئوي تجمع بين التمارين البدنية، والتثقيف الصحي، والدعم النفسي. هذه البرامج، كما أثبتت الدراسات، تُحسّن بشكل ملموس من نوعية الحياة لدى المرضى، وتحدّ من تدهور حالتهم الصحية على المدى الطويل.
