هل فتك الكوفيد بمنظمة الصحة العالمية ؟
عصام ويشو
بعد انتظار ثلاثة أشهر ويزيد من ظهور وباء كورونا المستجد في الصين أعلنت منظمة الصحة العالمية جائحة الوباء العالمي في تأخر غير مبرر من قبل المنظمة، خاصة أنها تأخرت أكثر لعدة شهور في هذا الإعلان من خلال تتبع أعداد الحالات المصابة في الصين تلا ذلك التأخر تخبط المنظمة في تصريحاتها وتعاطيها مع الأزمة ، فكل تصريح يعقبه آخر ينقضه؛ ما جعلها تبدو عاجزة عن ممارسة الدور المنوط بها كمرجعية دولية في صحة العالم.
فبداية من تصريحها بأن المرض لا ينتقل عن طريق الملامسة، ثم تصريح مسؤولة كبيرة في المنظمة بعد عودتها من الصين والذي أفادت فيه بأن فيروس كورونا لا يمثل وباء عالميا ، وهذا ما دعا المنظمة إلى تشجيع استمرار الرحلات الدولية ، الأمر الذي أسهم بشكل كبير في انتشار الوباء حتى عم أقطار الأرض.
ثم توالت تصريحات اخرى أكثر تخبطا من قبل المنظمة، ولم يصدر عنها ما يمكن الاطمئنان إليه في التوصل إلى دواء للملايين من المصابين، أو لقاح يعتمد للحد من انتشار هذا الفيروس الفتاك.
ومن اكبر فضائح التخبط الذي أطلقته المنظمة تصريحين متناقضين في أقل من اربع وعشرين ساعة ! الأول يقول إن المصاب بالفيروس لا يعدي مخالطيه قبل ظهور الأعراض، ثم عادت بتصريح آخر ينقض الأول تماما، قالت فيه إن حامل الفيروس يعدي المخالطين له حتى لو لم تظهر عليه أعراض المرض ، زد على ذلك حين اعتبرت الكمامة غير ذات جدوى ، لتطل من جديد وتوصي بضرورة استعمالها ....
ورغم محاولات بعض المختصين في المنظمة أو بعض الدول تبرير تخبطاتها بقدرة الفيروس السريعة على الانتشار، وكذلك خصائصه التي أعجزت مراكز البحث ، فأسماه بعض الباحثين (الشيطان) ، ليعبر عن عجز تام في التعامل العلمي معه، فإن ما يتم إعلانه من قبل المنظمة يعتمد اعتمادا كبيرا على تجارب الدول الكبرى في التعامل مع الجائحة.
المؤكد أن المنظمة لا تخلو من تسييس في تعاملها مع الجائحة، وقد حملتها و.م.ا المسؤولية باعتبارها لم تنذر بوجوب اتخاذ تدابير وقائية منذ بداية المرض، أعقب ذلك اتهام الاتحاد الأوروبي روسيا والصين بتضليل العالم، وإطلاق معلومات خاطئة عن فيروس كورونا، وهذا اتهام ضمني للمنظمة لاختصاصها العلمي والعملي.
بقي القول إن التوقعات تشير إلى استمرار الجائحة، وإن الفيروس لا يزال في ضراوته ، والملاحظ ان منظمة الصحة اصبح اختصاصها نشر الارقام المرعبة لعدد المصابين وتحيين خرائط الاصابات والوفيات دون تقديم حلول ملموسة او تقديم تفاصيل عن ابحاث علمية لانقاد البشرية من هذا الكابوس الاسود المرعب .
