ماذا بعد التخفيف من الحجر الصحي ؟ أليست مسؤوليتنا جميعا ؟
محمد بنوي
بعد ان ظهر وباء كورونا واكتشاف أول حالة بتاريخ 2 مارس 2020, دخلت بلادنا في حالة من الطوارئ الصحية و تم الخضوع لتدابير الحجر الصحي لمحاصرة هذا الفيروس بقرار من الدولة وبتجاوب نسبة كبيرة من طبقات وفئات المجتمع وعدد من المؤسسات والمقاولات الاقتصادية والخدماتية من أجل المحافظة على صحة وحياة الانسان التي لايمكن ان تعوض بالمقارنة مع ما يجلبه من موارد وما ينتجه من خيرات وما يصنعه من حاجيات القابلة للتعويض. فمن خلال تلاثةأشهر من هذه "المحنة الوبائية وما رافقها من متاعب اقتصادية واجتماعية وما واكب ذلك من ترقب وخوف من المستقبل .بعد كل هذه المعاناة ظهر انفراج صحي وبدأ الحديث خلال الاسبوع الماضي اثناء تصنيف البلاد إلى منطقة رقم 1 ومنطقة رقم 2 عن بداية التحكم في الوباء والحد من انتشاره من خلال المعطيات والإحصائيات التي تقدمها وزارة الصحة مرتين في اليوم .لكن في نهاية الأسبوع الماضي وبداية هذا الاسبوع ووسطه وقع ما مالم يكن متوقعا مرة أخرى وبدأ الشك يدب في النفوس وفي العقول اليقظة .فماذا حدث اذن ؟
باختصار شديد وبأسف كبير تم تسجيل نسب عالية من الاصابات لم تعرفه البلاد خلال مرحلة"تشديد الحجر الصحي " في شهري ابريل ومايو الماضيين وهذا ما يطرح عدة تساؤلات يمكن بسطها على الشكل التالي
لماذا لايريد البعض أن يفهم او أنه فهم ولكنه يتجاهل ان هذا الوباء خطير جدا وينتقل بسرعة البرق ؟ لماذا لانتق في علماء وخبراء الأوبئة الذين قدموا لنا كل شيء عن هذا الفيروس ؟ لماذا لا نريد ان نستوعب ونقتنع بان لامفر من التعايش مع هذا المرض الى حين القضاء عليه نهائيا ؟لماذا لا نلتزم بالتوجيهات والإجراءات والإرشادات الوقائية التي تقدم لنا يوميا وفي كل حين ؟ لماذا لانمتثل للتدابير الأمنية في تنقلاتنا الفردية والجماعية ؟ ان هذه الجائحة كشفت لنا كل شيء عن أنفسنا وعن شخصياتنا الحقيقية لقد تمت تعرية كل ما كان خفيا او متخفيا في تفكيرنا
ان حقائق الأشياء والأمور لا تظهر إلا في فترات الأزمة وخلال أوقات الشدة.
لماذا توجد وتسود هذه الخروقات للقواعد الصحية والقوانين المنظمة لها والساهرة على تطبيقها ؟ الجواب قدمه لنا كوفيد 19 وما علينا إلا أن نفهم ونستوعب الدرس جيدا. ان الامر يتعلق بقيم وقواعد المواطنة وما تتضمنه من الإحساس بالمسؤولية تجاه الذات والأخر وإزاء الوطن ككل. ان مفاهيم المسؤولية وارتباط الحق بالواجب والانضباط واحترام القوانين تلقن من خلال التربية ،بدءا من الأسرة والمدرسة والمسجد والإعلام وجميع مؤسسات التنشئة الاجتماعية.
خلاصة:
لقد كشف لنا وباء كورونا ان عملا كبيرا لازال ينتظر نظامنا التربوي في تكوين المواطن المسؤول / الملتزم.
