عدنان اغتصب و قتل.. فما العمل؟

أقلام حرة

19/09/2020 16:08:00

بوسلهام عميمر

عدنان اغتصب و قتل.. فما العمل؟

أعتقد أن قتل عدنان بالوحشية التي تم بها، مناسبة لنرى جميعا وجوهنا في المرآة، باعتبارنا

 

آباء و أمهات، جمعيات المجتمع المدني و أحزابا و نقابات، مدارس وجامعات ومعاهد

 

الدراسات.

 

فالضحية عدنان رمز الطهر والبراءة هو ابننا جميعا وأخونا جميعا، لا يسعنا إلا أن نتجند

 

للوقوف بجانب أسرته المكلومة كل واحد من موقعه و بما لديه. مهما حاولنا التعبير عن

 

مشاعرنا، فلن تسعفنا العبارة لوصف حالهم الكسيرة. فالمصاب جلل والكارثة عظمى. فما

 

الذي يوازي رزأهم و مصيبتهم في فلذة كبدهم بهذه الطريقة البشعة؟

 

قد يقتل الانسان بضربة غادرة من عدو لذود لسبب من الأسباب فيهون الأمر، لكن أن

 

يختطف طفل لم يتجاوز الحادية عشر من عمره تحت التهديد، أو يغرر به مستغلا طفولته

 

و براءته، ويتم الاعتداء عليه بالاغتصاب الوحشي، و يبصم على جريمته النكراء بالقتل

 

الشنيع، ذلك ما لا يمكن تصوره ولا استساغته. ألم يكن لهذا المجرم ذرة من الإنسانية تمنعه

 

من الارتكاس في درك هذه الجريمة بهذا الشكل المقيت؟

 

و القاتل بأوصافه الإجرامية البشعة هو منا وإلينا أحببنا أم أبينا. إنه يحمل بطاقة وطنية كما

 

نحملها نحن جميعا، لكنه جنى على نفس بريئة فلا بد أن ينال جزاءه. فما العمل إذن أمام

 

تكرار مثل هذه الجرائم الغريبة عن مجتمعنا لا من ناحية طبيعة مجتمعنا السلمية في

 

عمومها، ولا من ناحية لحمتنا التاريخية التي توحدنا، ولا من ناحية ديننا الحنيف، الذي

 

يحرم هذه الأفعال جملة وتفصيلا، ويقر في محكم آياته بصريح القول أن من قتل نفسا

 

واحدة، فكأنما قتل الناس جميعا. فكيف إذا كان القتل مقرونا بالاغتصاب وما أدراك ما

 

الاغتصاب. لنتصور حال الطفل عدنان، وهو يقاوم للتفلت من مخالب هذا الوحش الكاسر.

 

ألم يفكر وهو يهتك عرضه لو كان الضحية ابنه أو أخوه أو قريب منه؟

 

ألم تتحرك فيه وهو يجهز عليه بعدما اغتصبه ذرة إنسانية تمنعه من تنفيذها، أم على القلوب

 

أقفالها؟

 

صحيح العدالة ستأخذ مجراها، وأكيد سينال المجرم أقصى ما يمكن أن يناله من عقوبة. لكن

 

ألا تدعونا هذه الظاهرة الشنيعة لنسائل تعليمنا عن دوره في الحد منها بإقرار التربية

 

الجنسية بمدارسنا المغربية، كما يحرص بنسبة معينة على التربية الفنية والتربية البدنية

 

والتربية الموسيقية وغيرها، حتى يكون على بينة ممن يريد به سوء، فلا ثقة في الأغيار

 

بشأن أعضائه الجنسية. ففي إطار هذه التربية يفهم خصوصية أعضائه الحساسة، و ملكيته

 

الخاصة لها، و أنه لا أحد له الحق في مسها حتى وإن كان من أقرب المقربين إليه، سوى

 

في حال النظافة من قبل أمه أو الطبيب أثناء فحصه. لا بد أن يعرف طرق استدراج

 

المجرمين ضحاياهم من الأطفال إلى مسرح الجريمة، و لم لا الاطلاع على بعض طرق

 

التخلص من الخطر بالصياح في حالة الاقتياد بالقوة تحت التهديد أو ما شابه، وغير هذا مما

 

يمكن أن يتعلمه من خلال هذه المادة الحيوية، ينقذ به نفسه من براثن هؤلاء المرضى

 

النفسانيين والشواذ.

 

أعتقد أنها المناسبة للضرب بيد من حديد لكل من تسول له نفسه مس شعرة في أطفالنا،

 

ومناسبة أيضا لتخصيص خلية أمنية في إطار الحرب الاستباقية، للحيلولة دون تنفيذ

 

جرائمهم الجهنمية في حق براءة طفولتنا المغربية، و مناسبة للإعلام بكل أشكاله وأنواعه

 

ليقوم بدوره التوعوي عبر بث وصلات تدعو للحذر من هؤلاء الوحوش الآدمية، ولم لا

 

إنشاء رقم أخضر للتبليغ عن أية حالة يشتبه في أمرها، والأساس توعية الأطفال لأخذ

 

 

الحيطة مما يحاك ضدهم للإيقاع بهم في شباك هؤلاء المجرمين.

مجموع المشاهدات: 1083 |  مشاركة في:
        

عدد التعليقات (0 تعليق)

المجموع: | عرض:

هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟