الدخول المدرسي وسؤال إدماج القيم في نشاط المتعلم (ة)؟

أقلام حرة

22/09/2020 15:16:00

عبد المجيد صرودي

الدخول المدرسي وسؤال إدماج القيم في نشاط المتعلم (ة)؟

أصبح حديث العملية التربوية والتعليمية - التعلمية في المغرب يحمل أبعادا شائكة ومعقدة، حتى كدنا نتجاوز ما هو تربوي نحو ما هو لاتربوي؛ من سلوك عدواني، وقيم رديئة، وردة فعل مشروعة، وأخرى غير مشروعة؟

 

ومع " كورونا " طفحت قيم جديدة إلى السطح، عجّل إليها الكوفيد وأجّل أخرى، وهي قيم ذاتية لا ترقى كي تكون موضوعية، تتغيا بناء ذلك العقل الحامل لمفاتيح الوعي والمسؤولية، لذلك؛ سيكون الحديث هنا، عن باب من أبواب الإصلاح والتربية على القيم المثلى.

 

ويعتبر برنامج / مشروع تعزيز التسامح والسلوك المدني والمواطنة والوقاية من السلوكات المشينة في الوسط المدرسي (apt2c) أكبر مشروع فعلي ملموس يروم تمنيع المتعلم (ة) فكريا ومعرفيا ونفسيا وجدانيا، حتى يتمكن بذاته من ترسيخ قيم جميلة ونبذ قيم قبيحة في المجتمع المدرسي والأسري معا.

 

وتعتبر مدخلات التقويم والإصلاح التربويين، نقطة انطلاقة جديدة نحو تربية سليمة وتعليم جيد، ولعل أول مدخل من هذه المدخلات، مدخل القيم.

 

والقيمة لغة: مفرد ” قيم “، من ” قوّم “، وقام المتاع بكذا؛ أي تعدلت قيمته به “.

 

والقيمة : الثمن الذي يقوم به المتاع؛ أي يقوم مقامه، والجمع: القيم، مثل سدرة وسدر، وقومت المتاع: جعلت له قيمة.

 

والقيمة في اللغة تأتي بمعان عدة، أبرزها:

 

تأتي بمعنى التقدير، فقيمة هذه السلعة كذا، أي تقديرها كذا.

 

وتأتي بمعنى الثبات على أمر، نقول: فلان ما له قيمة، أي ماله ثبات على الأمر.

 

وتأتي بمعنى الاستقامة والاعتدال، يقول تعالى: ” إن هذا القرآن يهدي للتي هي أقوم؛ ” أي يهدي للأمور الأكثر قيمة “، أي للأكثر استقامة “.

 

معنى ” القيم ” اصطلاحا:

 

نظراً لأن مصطلح ” القيم ” يدخل في كثير من المجالات، فقد تنوعت المعاني الاصطلاحية له بحسب المجال الذي يدرسه، وبحسب النظرة إليه.

 

فعند علماء الاقتصاد هناك قيم الإنتاج وقيم الاستهلاك، وكلُّ له مدلوله الخاص.

 

وعند علماء الاجتماع: القيمة هي الاعتقاد بأن شيئاً ما ذا قدرة على إشباع رغبة إنسانية، وهي صفة للشيء تجعله ذا أهمية للفرد أو للجماعة، وهي تكمن في العقل البشري وليست في الشيء الخارجي نفسه.

 

والناس حينما يتحدثون، فهم يعبرون عن معتقدين اثنين: أولهما يدل على مجموعة من الظروف فيعبر عنها ب” يكون” أو ” كان”. وثانيهما ” ماذا يجب أن يكون “، فالأول يستعمل للدلالة على الحقائق. أما الثاني فعلى القيم، وفي عملية التقييم

 

يستعمل الناس هذين المعتقدين لتوضيح ماهية تقييمهم، بالإضافة إلى التعبير عن شعورهم إلى ما هو حق، وأمين، وعادل، ومرغوب أو بكلمة لقيمهم. فيمكننا القول أن قيم الناس معبر عنها بالمثل القائل” الأمانة خير سياسة” و” عامل جارك كنفسك” وما شاكل ذلك.

 

وباختصار يمكننا تعريف القيم بأنها: ” القواعد والسلوك التي يستطيع الناس من خلالها، وبواسطتها أن يستمدوا آمالهم ويوجهوا تصرفاتهم.

 

وبناء عليه؛ فمفهوم القيم عبارة عن الأحكام، التي يصدرها الفرد بالتفضيل لأشياء أوسلوك، بناء على مقاييس، ويكون لحكمه هذا طابع ذاتي اختياري، ويرقى إلى درجة الاعتقاد الراسخ الذي يملي على صاحبه مواقف وسلوكات وأخلاقا معينة. فهي تشمل كل ما يحتل مكانة عالية في النفس ويحظى بحبها وتقديرها ويدوم تقديسها له واعتزازها به؛ مثل الدين عقيدة وعبادة وأخلاقا، وكل ما يمت له بصلة من آداب ومقاصد ورموز وعلوم، وكذا عادات المجتمع وتقاليده ونظمه العامة، التي اكتسبت مع الأيام قيمة معنوية، وصار لها تأثير في الفكر والوجدان والسلوك بكيفية أو بأخرى.

 

إن اعتماد النشاط الفكري والعضلي والتفاعل الوجداني للمتعلم، أساس لترسيخ القيم في نفوس الناشئة؛ إذ ليس ثمة طريقة أنجع في ترسيخ القيم في نفوس النشء، من التعريف بها و بيان مزاياها وفوائدها في حياة الفرد والمجتمع، فذلك ما يدفع المتعلم إلى منحها التقدير اللازم في نفسه، فيحبها ويحب الاتصاف بها، ويتطلع إلى أن يتقوى وجودها و تأثيرها في أحوال الناس، حتى ينعموا بعطاءاتها في واقع نفوسهم وأوضاعهم الحياتية كلها.

 

وإذا حصل هذا التقبل والتعلق الوجداني، احتاج المتعلم إلى ممارسة تلك القيم، ليزداد معرفة بها وإحساسا بآثارها الطيبة في فكره ونفسه وسلوكه، مما يحفزه على تعلق قلبه أكثر بممارستها باقتناع وحماس، يفضيان إلى ترسيخها في النفس وتوجيهها للسلوك.

 

و هذا ما تسمح بتحققه مقاربة التدريس بالكفايات، التي تمكن من التركيز على تحقيق كفاية ترسخ قيمة معينة، عبر سلسلة من الأنشطة التربوية، التي تفسح المجال أمام المتعلم، ليتعرف بنفسه على قيمة من القيم، ويكتشف من مميزاتها ما يحمله على تخصيصها بما يليق بها من التقدير والحب، يؤديان به في آخر المطاف إلى استلهامها في سلوكه، و تقويم الأفكار والتصرفات والظواهر الاجتماعية، وتكوين مواقف شخصية إزاءها.

 

وهكذا؛ فإننا - بكل صدق وإخلاص - نطمح إلى مدرسة تكرس قيم الحب والثقافة والحلم!

 

"

 

- المدرسة هي فضاء للحلم والحب والثقافة؛

 

- عبارة " مدرسة النجاح " غير تربوية، لأنها تكرس قيم الكراهية والحقد، والحيرة بين النتائج والأسباب؛

 

- النجاح هو الوجه الآخر للفشل؛

 

- التلميذ الكاره للمدرسة هو كاره للمجتمع حالا أو مستقبلا؛

 

- في سياق التحولات القيمية، مانوع القيم التي نحتاجها اليوم؟ القيم اﻹنسانية الكونية أم النظر إلى الخصوصية والهوية!

 

- تضخيم إطار الهوية الثقافية هو هروب وافتعال للصراع النفسي والاجتماعي؛

 

- نحن في مرحلة 0 قيم، أو بالأحرى هناك قيم جديدة تطفو من قبيل البراغماتية والنفعية المتجلية في الغش والحصول على النقط، فضلا عن قيم مجتمعية هجينة تخترق المدرسة كالتدخين..

 

- في ما مضى كان الأميون يتعلمون من أولادهم لا كاليوم!

 

- التربية المدنية والوطنية والدينية لم تعط أكلها؛

 

- بدأت التربية على حقوق الإنسان والمواطنة في التسعينات، بفعل تدويل الخطاب الحقوقي، ودوللة الخطاب بدعوى انتقال الحكم والمصالحة مع الشعب؛

 

- المدرسة لم تلعب دور ترسيخ القيم؛

 

- التربية على القيم تمرين يومي، يتطلب إرادة عليا وقبول مجتمعي؛

 

- المدرسة طردت الثقافة؛

 

- الكتاب والمواد المدرسة هي مسكن وليس مجرد مبنى، تجيب على سؤال بناء الإنسان وعلاقاته بالآخر بمرجعية فكرية، ثم استقبال الفكر الفلسفي، وكذا وجود جدال عمومي؛

 

- تحرير المدرسة من النزعة الغائية إلى النزعة الوظيفية، تؤسس للسجال والنقاش والتعدد والمرونة؛

 

- مدرس اليوم ألقي به إلى موقع الضحية أو الجلاد،

 

- المدرس تم تجريده من المنقذ والمربي ضمن هندسة المخيال الجمعي؛

 

- تبخيس صورة المدرس من قبل الإرادة السياسية والواجهة الإعلامية، وداخل بنيات المجتمع.. لا يزيد الطين إلا بلة!

 

* تقرير عما جاء في حوار بين الأستاذين ياسين عدنان وعزيز لزرق حول موضوع:

 

" أزمة القيم في المدرسة المغربية"

 

 

وقد عرض على برنامج مشارف عبر القناة التلفزية الأولى.

مجموع المشاهدات: 916 |  مشاركة في:
        

عدد التعليقات (0 تعليق)

المجموع: | عرض:

هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟