الرئيسية | أقلام حرة | واحة العمر

واحة العمر

بواسطة
حجم الخط: Decrease font Enlarge font
واحة العمر
 

 

لهذا القلب قصة، ظفرت مني بصدر كتوم سنوات مديدة، رسبت في الأعماق، فكادت تنسى. ثم طفت فحفت بي ذكراها بعبير متفاوح، وعرف متأرج، فعشتها بالقلم وانتشيت.

 

عجبا! ألست مثالا للكتمان؟ ألست متهما بالانغلاق والانطواء؟ فما الذي جعلني ألتذ نشرها؟

 

إنها قصة عرفت فيها الحب وبهجته، وعانيت ذلة المحب وانكساره، وقاسيت سهره وأحلامه، ومارست مخاطرته وتهوره، وخبرت فيها غنج الحبيبة ودلالها، وذقت وصالها وحنانها في هالة من العفة والطهارة، ثم كابدت الفراق وقسوته!

 

قصة أضاءت دجى الحياة فأبهجت، ثم انطفأت فأبكت العين وأدمت القلب.

 

إنها واحة في صحراء العمر، صدحت فيها البلابل بأغانيها، وترنمت الملائكة بأناشيدها، حيتنا فيها الشمس بأشعتها الذهبية، وغمرنا القمر بنوره الرقراق!

 

ما زالت أصداؤها تتردد في أودية القلب الهائم، فينتشي ويطرب.

 

أتأذنين في صوغها وبثها أم ترين ذلك خيانة وبوحا بما يجب أن يبقى سرا؟

 

من يدري، قد تكون فيها عبرة لمن يدنس أعتاب الحب المقدسة بطيش وخفة، فيتخذها أسوة يترحم على العاشقين المنغمسين في نعيم الحب دون أن يلوثا معينه؟.

 

أتذكرين يوم مررت في حياء وخفر، أحطتك بنظرة، ملؤها الهيام، ثم ألقيت تحية ملائكية: سلام على من ينشر مرورها نفحات أثيرية، تدغدغ قلبا لا يعرف غيرها ساكنا!

 

تبطئين لتسمعي، ثم تسرعين لتختفي كأنك غير مبالية، ولكن وصلني صدى ضحكة مكتومة، تهز أوتار قلب يسابقك الخطى!

 

بقيت أنتظر رجوعك، ولكنك خالفت الطريق، فهل على غير قصد، أم تريدين الابتعاد عن عبث العابثين؟ طهارتك توحي بهذا وذاك.

 

ولكن صدى ضحكتك يعلن أنها خطة لتعلمي أهو حب صادق أم غزل عابث؟ كشفت لك الأيام أنه حب صادق، فقابلته بحب أصدق.

 

نعم تذكرين ذلك، ومن ينسى تأريخ ميلاده الثاني؟

 

تنسمي معي بخيالك عبير تلك الزهور التي عطرت لقاءنا الأول في ظل تلك الشجرة التي اتخذناها مسرانا ومعراجنا في سماء الحب الطاهر!

 

شهدت على ذلك الشمس في مجراها، والقمر في مسراه، والطيور تبارك بشدوها!

 

أقول لك: يا ليت الزمان يتجمد لنبقى هاهنا مثالين للوفاء والإخلاص! فمددت يدك إلى السماء تقولين برقة غامت لها عيني: اشهدي أيتها الملائكة!

 

نداء رقيق من قلب طاهر، لبته الملائكة، فشهدت وباركت، فتفجرت ينابيع السعادة، فارتشفناها في ضوء القمر الليالي ذوات العدد.

 

آه! ما أنسى لا أنسى ليلة رأيت في عينيك جوعا ونهما، وفي نظرتك انهزاما واستسلاما، دنوت فطاوعت أنت، فالتقت أنفاسنا الدافئة، فكونت سحابة شفافة رقيقة كحبنا الحالم، فلم نستفق إلا بعد لأي، فكانت الأولى والآخرة.

 

ولكن، آه من لكن!! تحاتت أجنحة الحب فصار ذكرى اليمة!!

 

بدت الشجرة حزينة، خيل إلي أن أغصانها تهتز وتنتحب، فتندت العين، وانقبض الفؤاد، وسرت إلى جذعها فعانقته وقلت: سلام على أيام وليال أنت شاهدها! رحلت فتركتك كما تركتني عاجزا صامتا، كلانا يحمل هما، فكن انيسي ونجيي!

مجموع المشاهدات: 1094 |  مشاركة في:

الإشتراك في تعليقات نظام RSS عدد التعليقات (6 تعليق)

1 | سيد أحمد
مواطن صالح
رائع.هذا أجمل ما كتبت لحد الان. بهذه الطريقة ستكون مواطنا صالحا. ومن يدري فقد تحصل على وسام في القريب العاجل.
مقبول مرفوض
2
2017/01/03 - 07:22
2 | عابر
هراء
يؤسفني أن أقول للكاتب أن لا علاقة لما كتبت بالكتابة.
مقبول مرفوض
-2
2017/01/04 - 09:20
3 | ع الرحمان لحميدي
ما أروعك..!!
"اللي شافك يقول درويش ماتحرك الدجاجة على بيضها"...ولكن "خرج منك" السم الزعاف في هذه الكتابة الأثيرية الرائعة المحملة بمصوغات رومانسية، شدتني تلابيها إلى شذبات تذكرني بالحنين والأنين تحت الشجرة تارة، وتارة أخرى تحت الجدران ....
مقبول مرفوض
2
2017/01/04 - 10:09
4 | ع لرحمان
رد على السيد عابر
يبذو أنك تعاني ظنك الزكام أو انتفاخ اللوزتين أو انسداد الشرايين أو ضيق القفص الصدري ....فسبب لك ذلك خرما على مستوى حاسة الذوق التي لم ترتقي إلى تذوق هذب هذه الكلمات الرقراقة....
مقبول مرفوض
0
2017/01/04 - 03:52
5 | محمد أديب
مقيم
أيها العابر ما هكذا تورد الإبل! وإلا كان الأجدر بك أن تفرح لا أن تأسف، ولكنها من فلتات اللسان التي تفضح الضمائر! الاستلقاء أمام الشاشة وإصدار الأحكام الجزافية لترفع من تشاء وتخفض من تشاء كلنا يتقن ذلك. والواجب أن تكتب ردا علميا فنيا موضوعيا تثبت به أن على الكاتب أن يقول كذا.. لا كذا، لأننا لا نعرف على ماذا بنيت حكمك أعلى أسس فنية أم ذوقية أم دينية أم فضولية أم هجينية مركبة من كل ذلك؟ على أن جملتك اليتيمة فيها خطأ معبر عن مدى إلمامك واهتمامك بالأدب، فلا ينبغي لمن يفتح همز (إن) بعد القول ثم يخففها أن يخوض في هذا الميدان!! ومن يجهل أن "عابر" من صفات النزوات؟
مقبول مرفوض
0
2017/01/05 - 06:04
6 | محمد أديب
مقيم
أيها العابر ما هكذا تورد الإبل! وإلا كان الأجدر بك أن تفرح لا أن تأسف، ولكنها من فلتات اللسان التي تفضح الضمائر! الاستلقاء أمام الشاشة وإصدار الأحكام الجزافية لترفع من تشاء وتخفض من تشاء كلنا يتقن ذلك. والواجب أن تكتب ردا علميا فنيا موضوعيا تثبت به أن على الكاتب أن يقول كذا.. لا كذا، لأننا لا نعرف على ماذا بنيت حكمك أعلى أسس فنية أم ذوقية أم دينية أم فضولية أم هجينية مركبة من كل ذلك؟ على أن جملتك اليتيمة فيها خطأ معبر عن مدى إلمامك واهتمامك بالأدب، فلا ينبغي لمن يفتح همز (إن) بعد القول ثم يخففها أن يخوض في هذا الميدان!! ومن يجهل أن "عابر" من صفات النزوات؟
مقبول مرفوض
1
2017/01/05 - 06:40
المجموع: 6 | عرض: 1 - 6

هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟

التعليقات المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع

من شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات

مقالات ساخنة