الرئيسية | أقلام حرة | الإسلام أعفى المرأة من 8 مارس !

الإسلام أعفى المرأة من 8 مارس !

بواسطة
حجم الخط: Decrease font Enlarge font
الإسلام أعفى المرأة من 8 مارس !
 

 

ضج الفايسبوك وكل مواقع التواصل الاجتماعي في هذه الآونة بموضوع المرأة، وخصوصا وأن يوم 8 مارس يعتبر عيدا للمرأة أو بعبارة أخرى اليوم العالمي للمرأة. فالغرب يعتبر هذا اليوم هو تكريم للمرأة وإعطاء حقوقها والاعتراف بمكانتها، ويقومون بتوزيع الورود عليها كرما لها.. فهذا شيء جميل، ولكن السؤال المطروح هل تخصيص يوم واحد للمرأة يُعتبر تكريما أم إهانة لها؟ وهل الاحتفال بها يكون دائما أم هو مجرد شعارات وأقوال بدون أعمال؟ وهل الغرب حقا يعطي أهمية للمرأة؟ وهل المسلمات يحتجن لعيد المرأة؟ وهل الأم تحتاج لعيد مخصص لها؟

فالإسلام كرم المرأة وكرم الأمهات، وعاملهم كالأميرات، فرسول الله صلى الله عليه وسلم كان يقول " أمك ثم أمك ثم أمك ثم أبوك "، وكان يعامل زوجاته أحسن تعامل، وقد سئل من أحب الناس إليه فأجاب وبدون خجل وبدون تردد فقال: عائشة، رضي الله عنها، وكان يلعب معها ويتسابق معها، فتارة تسبقه وتارة يسبقها، وكان يضع ركبتيه على الأرض كي تصعد أمنا عائشة رضي الله عنها إلى الناقة بوضع رجلها على ركبته. وكان يوصي بالنساء كثيرًا حيث قال رفقا بالقوارير، لأن المرأة عاطفية وقابلة للانهيار بسهولة لذلك قال رفقا بالقوارير، والقوارير هو الزجاج الرقيق القابل للكسر بسهولة. كما أن النبي صلى الله عليه وسلم لم يضرب امرأة قط. وكان لا ينسى فضلهن، فزوجته أمنا خديجة رضي الله عنها كان يحبها ولم ينكر فضلها ولو بعد وفاتها كان يذكرها إلا بالخير، والأكثر من ذلك كان عندما يذبح شاة كان يفرقها على صديقات أمنا خديجة رضي الله عنها حبا فيها وتعبيرا عن عدم نسيان فضلها. فهذا جزء بسيط من معاملة الرسول صلى الله عليه وسلم لزوجاته كي لا يخدعنا الغرب بأنه يعطي قيمة للمرأة بمشهد رومانسي حيث يقوم الرجل بفتح باب السيارة لزوجته وغيرها من المشاهد الخادعة التي يروجها لنا الغرب ليوضح أنه يعطي قيمة للمرأة وينشر فكرة أن الإسلام أهان المرأة واعتبرها ضلعا أعوجا وناقصات عقل ودين و... ومع الأسف أن الكثير من الشباب انغمسوا مع هذه المفاهيم ولم يبحثوا عن المقصود من الأحاديث النبوية، ولم يفهموا أنه عندما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ناقصات عقل ودين، معناه أن المرأة عندما تحيض فإنها لا تصلي ولا تصم، وبالتالي فهي ناقصة دين، وناقصات عقل لأن شهادة الرجل في الأمور المالية بشهادة امرأتان، وهذا هو المقصود من ناقصات عقل. وأما بخصوص في الإرث يقول لك لماذا للذكر مثل حظ الأنثيين، أليس هذا إهانة للمرأة؟ فأجيب وأقول له هذه القاعدة ليس بشكل عام، فهناك حالات ترث المرأة مثل الرجل أو أكثر منه وقد قدرت ب 19 حالة من هذا النوع كما ذكرها الدكتور طارق السويدان حفظه الله في إحدى محاضراته. فالمشكل الحقيقي هو أن الشباب يأخذ حالة واحدة ويعممها على سائر الدين، وهذا ما يظهر عن عدم فطنته للدين الإسلامي الذي أعطى للمرأة الكرامة التي افتقدتها في الجاهلية، حيث كانت تهان بشدة وكانوا يدفنون البنات وهم أحياء وغيرها من القضايا، فجاء الإسلام وكرم النساء وأعطاهن حقوقهن. ففي حضارة الإغريق كانوا يعتبرون المرأة هي مخلوق بين الرجل والحيوان، ولكن الإسلام اعتبرها إنسانة حيث قال تعالى: "يا أيها الناس إنا خلقناكم من ذكر وأنثى وجعلناكم شعوبا وقبائل لتعارفوا ". وكذلك فضلها الإسلام بقبول عملها كالرجل، وذلك عند قوله تعالى: "فاستجاب لهم ربهم أني لا أضيع عمل عامل منكم من ذكر أو أنثى بعضكم من بعض"، وأعطاها الحق في التعلم والتعليم، فقد كانت عائشة رضي الله عنها تُعلِّم الصحابة في أمور دينهم وهناك أمثلة كثيرة تظهر لنا أن الإسلام كرم المرأة بالفعل وأنه لا حاجة لنا كمسلمين بعيد المرأة أو بعيد الأم. فهل الاحتفال بالمرأة أو الأم هو أن تقدم لها الورود في 8 مارس ثم تنساها بعد ذلك؟ فالاحتفال بالمرأة هو الاستمرار على مساعدتها واحترامها طوال الحياة، وليس أن يخصص يوم واحد للاحتفال كي نخدع أنفسنا ونسمي أنفسنا أننا نحترم المرأة ونقدرها. فعندما ذكرت في البداية أن الغرب يخدعنا بهذه الأعياد كي يسمي نفسه أنه يعتني بالمرأة فأنا أعي ما أقوله؛ ودليل كلامي هو ما يقوم به الغرب بجعل المرأة كبضاعة !! حيث أصبحنا نشاهد المرأة في الإعلانات الإشهارية لترويج بضاعة أو سلعة معينة، وكذلك جعلوها كعارضات أزياء وراقصة في الملاهي الليلية، وكذلك جعلوها كمادة سينمائية مشهية... فهل بمثل هذه الأشياء نعطي قيمة للمرأة؟

أما إن تكلمت عن الجمعيات الحقوقية اللواتي يعتبرن أنفسهن يدافعن عن المرأة وحقوقها، فهذا كلام آخر، هم جمعيات بالنسبة إلي يُجدن الشعارات ويدافعن عن الفساد، والأكثر من ذلك فإنهم يقومون بتهميش المرأة التي تقطن بالجبل والمرأة القروية، ويدافعن فقط عن تحرر المرأة من الحجاب وأنها تلبس ما تشاء...

فالمرأة بالنسبة إلي هي المجتمع وأساسه، ويجب الاهتمام بها وإعطاء حقوقها، ويجب أن نعاملها بعدل وليس بالمساواة، لأن خصوصيات الذكر تختلف عن خصوصيات الأنثى، ويجب أن تعامل المرأة حسب خصوصيتها وطبيعتها. ففي المرأة الأم التي أحسنت تربيتنا، وفي المرأة الأخت التي هي النصف الآخر لروحنا، وفي المرأة الزوجة التي تساعدنا على تربية أبنائنا وفي المرأة المعلمة التي تعلم الأجيال الصاعدة... فإن خصصنا يوما للاحتفال بالمرأة فهذا يعني أننا قمنا بإهانتها، فالأصح يجب أن نحتفل بالمرأة في جميع أيامنا وطول حياتنا،

ولتفتخر المرأة المسلمة أنها متمسكة بدين أعطاها كل حقوقها وأنها غير محتاجة ليوم مزيف اخترعه الغرب للاحتفال بها، فالدين الإسلامي أعفى المرأة من 8 مارس.

مجموع المشاهدات: 1605 |  مشاركة في:

الإشتراك في تعليقات نظام RSS عدد التعليقات (1 تعليق)

1 | رفيق يونس المصري
هل صحيح أن المرأة ترث أكثر من الرجل؟ أم هذه خرافة؟
(هناك حالات ترث المرأة مثل الرجل أو أكثر منه وقد قدرت ب 19 حالة من هذا النوع كما ذكرها الدكتور طارق السويدان حفظه الله في إحدى محاضراته): أولا ليس صحيحا أن المرأة ترث أكثر من الرجل، فالبنت مثلا ترث أكثر من الأخ، لكن ليس لأنها أنثى! بل لأنها أقرب منه إلى الميت! فلا بد في الأمثلة الإرثية المتعلقة بالمرأة من أن يتساوى فيها الرجل والمرأة في درجة القرابة، أي يجب إعمال عامل الذكورة والأنوثة وحده، وتثبيت سائر العوامل الأخرى المؤثرة في الميراث، حتى يكون المنهج علميا وصحيحا، والله أعلم. ثانيا: ليس طارق سويدان هو صاحب هذه المقولة، بل صاحبها هو صلاح سلطان في كتابه: (ميراث المرأة وقضية المساواة)، ولعل طارق السويان أخذ منه الفكرة ولم يشر إلى صاحبها! هذا والله أعلم بالصواب.
مقبول مرفوض
0
2017/10/19 - 05:23
المجموع: 1 | عرض: 1 - 1

هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟

التعليقات المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع

من شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات

مقالات ساخنة