بغيت مراتي اللبنانية.. شاب فاسي يناشد وزارة الخارجية بغيت مرتي تجي للمغرب ونعاودو العرس مع العائلة

رد غير متوقّع من والد سكينة بنجلون بعد الحكم القضائي الذي هزّ الرأي العام

محامية سكينة بنجلون: سعيدة بالحكم وسنستأنفه أمام القضاء

الأمطار تتسبب في انهيار Fan Zone بعين الذياب قبل "الكان"

لقاء خاص: د. حمضي يشرح حقيقة المتحور الجديد وتأثيره على صحة المغاربة

منطقة راقية تتحول إلى برك مائية: أمطار غزيرة تشلّ عين الدياب

الزمن الضائع

الزمن الضائع

موسى محمد

لا نريد هنا أن نتحدث عن الزمن الثابت الخاضع للقياس الكمي ولتوالي الأحداث والليل والنهار ، ولا عن الزمن المطلق في الفيزياء الكلاسكية أو النسبي عند أنشتين، ولكن عن وقع الزمن على النفس والإحساس به عند الناس . أي الزمن الذي يختلف من شخص إلى آخر ، ومن مرحلة عمرية إلى أخرى ، ومن ظرف إلى آخر .

كما أن ( الزمن الضائع ) ليس المقصود به عدم استغلال الوقت فيما يفيد أو التماطل في الأخد بفرص الحياة التي لا تعود ، وإنما الزمن الضائع بمفهوم الكاتب الفرنسي " مارسيل بروست " في مطولته الشهيرة ( البحث عن الزمن المفقود ) à la recherche du temps perdu وملخص هذا المفهوم ورد عند عبد الله العروي في كتابه " أوراق " أو " سيرة إدريس الذهنية " كما يلي: ((ماذا يقول بروست ؟ كل موجود حي أو جامد، ساكت أو ناطق ، ساكن أو متحرك ، ستر خادع .تحب الشئ، تظن أنك لا تستطيع أن تعيش بدونه ، تعمل فوق طاقتك لإمتلاكه ، ثم تحصل عليه، فتكتشف أنه لم يكن يستحق المجهودالمبدول في سبيله ))

ثم يتابع عبد الله العروي متحدثا عن بروست وكيف عاش وقع لعبة الزمن عليه (( عاش بروست حياة فارغة ينتظر أن يدخل عالما مسحورا، ثم انفتح له باب ذلك العالم، فاكتشف أن الحياة التي كان يظن أنها لامعة ، هي في الواقع تافهة فحن إلى فترة الإنتظار الأولى . ))

لا يهمنا ما جاء في سيرة إدريس الذهنية عند العروي ، ولكن يهمنا الموضوع الأساس عند بروست وهو الزمن الذي انقضى والأحداث التي عاشها ولكن لم يعها تمام الوعي ولم يتذوق حلاوتها فعاد إلى الذاكرة ليعيشها من جديد بواسطة السرد وباعتبارها الجنة المفقودة وسنوات السعادة التي يحن إليها بعد ما ضاعت منه. إنها الجنة الحقيقية.

كما يهمنا ما أشار إليه بروست من خيبة أمله في ذلك الشئ الذي كرس له طاقته ثم وجده في آخر المطاف لا يستحق العناء والمشقة التي بدلت من أجله.

فهو كان يعيش حياة فارغة منتظرا هذا الشئ ليدخل به إلى عالم جميل لامع ، فإذا هو عالم تافه وواقع رديئ . إدن رداءة الواقع الحاضر وتفاهته ، تستدعيان العودة إلى ( الزمان الضائع ) وهذا ما يفسرعند الكثيرين إن لم نقل عند كل الناس الحنين إلى خبز الأم وقهوتها كما قال محمود درويش ، والحنين إلى الماضي بدكرياته وإلى الطفولة حتى ولو كانت معذبة وإلى ما يسمى باختصار( الزمن الجميل .)

مايمكن أن نستنتجه من خلال نظرة بروست، هو أن الزمن المفقود ، هو زمن الأحداث التي ما وعيناها ونحن نعيشها فنندم عليها والذاكرة تعيد تشكيلها.

كما نستنتج أن الإنسان غالبا ما يسمم واقع حاضره بالتفكير في المستقبل الذي قد يأتي ولا يأتي وحتى إذا أتى ، فقد لا يكون أفضل مما أتى في الزمن المفقود .تماما كما حصل لبروست  

أنا هنا لا أدعو إلى التقاعس وعدم الإجتهاد والكد في تحقيق الطموحات والأماني، لأنها الطاقة المحركة للإنسان ، ولكن أدعو إلى عدم تأجيل التمتع بالحياة وعدم انتظار ما سيحمله المستقبل، بل الغنم من الحاضر لذاته المشروعة فليس من طبع الليالي الأمان كما قال عمر الخيام ، ولأن قطار الحياة لا ينتظر أحدا وكنز العيش لابد نافد كما قال الشاعر طرفة بن العبد 

أرى العيش كنزا ناقصا كل ليلة 

                         وما تنقص الأيام والدهر ينفد 


هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟

*
*
*
ملحوظة
  • التعليقات المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
  • من شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات
المقالات الأكثر مشاهدة