بعد انتخابه أمينًا عامًّا مجددًا...هل بمقدور "بنكيران" أن يعيد لـ"مصباح" حزب العدالة والتنمية نورَه؟
أخبارنا المغربية- ياسين أوشن
نتائج غير متوقعة تمخضت عن انتخاب أمين عام جديد لحزب العدالة والتنمية خلفا للدكتور سعد الدين العثماني. فبعدما اعتُقد أن بنكيران أحيل على التقاعد السياسي بمعاش مريح عقب فشله في تشكيل الحكومة سنة 2017؛ كسر هذا الأخير كل التوقعات بعدما انتُخب، مجددا، على رأس الأمانة العامة لـ"المصباح" مساء أول أمس السبت.
عودة بنكيران لقيادة الحزب يراهن عليها الكثير من قواعد الحزب ومناضليه رغم الانشقاقات الداخلية التي عرفها، على أمل إعادة النور لـ"مصباح" العدالة والتنمية، لاسيما بعد انطفائه سياسيا نتيجة السقطة المدوية له في انتخابات 8 شتنبر المنصرم.
عبد الحميد بنخطاب، أستاذ العلوم السياسية بجامعة محمد الخامس أكدال-الرباط، يرى أن "التكهن بمستقبل 'العدالة والتنمية' بعد عودة بنكيران صعبة"، مؤكدا أن "مرحلة هيمنة 'البيجيدي' على المشهد السياسي انتهت بدون رجعة".
وزاد بنخطاب، في تصريح خصّ به موقع "أخبارنا"، أن "هذا الوضع لا يمنعه من أن يصير ضمن باقي الأحزاب الأخرى"، مشيرا إلى "أننا اليوم لسنا أمام حزب مهيمن، بل مجرد حزب متوسط قد يشارك في الحكومات المقبلة إن هو حصل على أصوات الناخبين، كما قد يظل في المعارضة في حالة استمرار التصويت العقابي ضده على غرار ما حصل له في انتخابات 8 شتنبر الأخير".
من جهته، يرى رشيد لزرق، أستاذ القانون الدستوري بجامعة ابن طفيل في القنيطرة، أن "عودة بنكيران ينبغي مواجهتها بالوضوح السياسي، من خلال بروز أقطاب سياسية تعطي للسياسة مضمونا حقيقيا، بذهاب القيادات الفاشلة ومواجهتها بأحزاب المؤسسة، والجيد أن المواطن أصبح مدركا لإفلاس السياسي. لهذا فإن الإبقاء على هذه القيادات هو من يغذي بنكيران وقوى التدين السياسي للعودة لتصدير تناقضاتهم الداخلية للخارج".
وبحكم أن بنكيران يمارس الشعبوية كثيرا في خطاباته منذ توليه رئاسة الحكومة سنة 2011 وفق تحليلات متتبعين؛ قال لزرق، في تصريح خصّ به موقع "أخبارنا"، إن "الشعبويين ساهموا في إذكاء روح احتقار السياسة من قبل المواطنين؛ ما يعني أن هم المواطن هو آخر ما يفكر فيه السياسي المطبوع بهذا الأسلوب البئيس، ولا يمكن إعادة المصداقية للمشهد السياسي دون إفراغه من القادة الشعبويين لفائدة سياسيين يؤمنون بمنطق التداول الديمقراطي دون إقصاء".
وتابع أستاذ القانون الدستوري بجامعة ابن طفيل في القنيطرة بالقول: "قمة الأداء السياسي لدى الشعبويين هي الحروب اللفظية التي لا تسعى بتاتا لتحقيق توازن في المشهد السياسي، ولكن يكون الغرض منها هو خلط الحابل بالنابل، حتى لا يعرف المواطن من هو الذي يقود الحكومة ومن يعارضها، ومن له برنامج ومن له جمل إنشائية كبيرة في اللسان خفيفة في الميزان لا تساوي حبة خردل في معيار التقييم".
عدد التعليقات (10 تعليق)
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟