الرئيسية | قضايا المجتمع | هل سينهي القانون الجديد حقا العنف والتحرش بالنساء بالمغرب؟

هل سينهي القانون الجديد حقا العنف والتحرش بالنساء بالمغرب؟

بواسطة
حجم الخط: Decrease font Enlarge font
هل سينهي القانون الجديد حقا العنف والتحرش بالنساء بالمغرب؟
 

بقلم: اسماعيل الحلوتي

بحلول يوم الأربعاء 12 شتنبر 2018، يكون القانون 13.103 المتعلق بمحاربة كل أشكال العنف ضد النساء ومواجهة ظاهرة التحرش، المصادق عليه في جلسة عمومية بمجلس النواب بتاريخ 14 فبراير 2018، إثر موافقة 168 نائبا ومعارضة 55 آخرين، فيما لم يمتنع أي نائب عن التصويت. والصادر بالجريدة الرسمية عدد 6655 في 12 مارس 2018، قد دخل حيز التنفيذ في سائر المحاكم، وتكون الخزانة القانونية ازدانت بمولود جديد، بعد مخاض عسير دام عدة سنوات.

ففي ظل تصاعد جرائم العنف ضد النساء وتفشي ظاهرة التحرش الجنسي، لا يسعنا إلا نصفق بحرارة لمثل هذه القوانين، التي من شأنها الضرب بيد من حديد على كل من تسول له نفسه التمادي في الاعتداء على المرأة، سواء في البيت أو في العمل أو في الشارع أو في المؤسسات العامة والخاصة. لكن إلى أي حد يمكن أن تكون هذه النصوص القانونية رادعة؟ مما لا ريب فيه أنه إذا لم يتم السهر على ترجمتها إلى أحكام عادلة وملموسة، ستظل مجرد حبر على ورق. لأننا مازلنا غير متشبعين بأبجديات القانون وبعيدين عن احترامه، ويصعب علينا الانضباط إلى مواده وبنوده ونصوصه، ما لم نقتنع بأحكامه ونلتزم بفصوله، باعتباره ثقافة يتم اكتسابها وسبر أغوارها، عبر التعلم والتوعية والممارسة اليومية في كافة مناحي الحياة العامة، والحرص على استقلالية القضاء في ضمان حقوق الإنسان والحريات الأساسية، والتعامل مع المواطنين على قدم المساواة وفق أحكام القانون بلا تمييز...

إذ رغم ما حمله معه هذا المولود الجديد من نواقص، وما أثير حوله من جدل واسع وسط الجمعيات الحقوقية خاصة منها المدافعة عن حقوق المرأة، وما أعيب على وزارة التنمية الاجتماعية والأسرة والتضامن، التي تشرف على تدبير شؤونها القيادية بحزب "العدالة والتنمية" الوزيرة بسيمة الحقاوي، من كونها لم تقم بالتمهيد لتنزيله عبر ما تعهدت به من حملات تحسيسية. فمن حسناته أنه يهدف بشكل عام إلى تأمين الحد الأدنى من شروط وضوابط الحماية القانونية للنساء ضحايا العنف، ويأتي في سياق ما تعرفه بلادنا من دينامية حقوقية تعززت مع إقرار دستور 2011، الذي ساهم في ظهور جيل جديد من الإصلاحات، وبلورة ميثاق حقيقي للحقوق والحريات الأساسية، إحداث هيئات للنهوض بحقوق الإنسان، وترسيخ مبادئ وقيم ومقتضيات دعم المرأة وحماية حقوقها وصيانة كرامتها، حتى يمكنها الانخراط الفعلي والفعال في المسار التنموي.

فالقانون 13.103 يعتبر العنف "كل فعل مادي أو معنوي أو امتناع أساسه التمييز بسبب الجنس، يترتب عليه ضرر جسدي أو نفسي أو جنسي أو اقتصادي للمرأة" وهو ما يميز بين أربعة أشكال من العنف، تتمثل في العنف الجسدي الذي يرتبط بكل ممارسة أو رفض يضر أو من شأنه الإضرار بالسلامة الجسدية للمرأة. والعنف الجنسي، الذي يتعلق بكل لفظ أو استغلال يمسان بحرمة جسد المرأة إما لأغراض جنسية أو تجارية. وهناك أيضا العنف النفسي كالإكراه أو التهديد أو الإهمال، ثم العنف الاقتصادي، الذي يحرم المرأة من حقوقها الاجتماعية والاقتصادية.

وينص بخصوص التحرش على أنه: "يعتبر مرتكبا لجريمة التحرش كل من أمعن في مضايقة الغير في الفضاءات العمومية أو غيرها، بأفعال أو أقوال أو إشارات ذات طبيعة جنسية أو لأغراض جنسية، أو بواسطة رسائل مكتوبة أو هاتفية أو إلكترونية أو تسجيلات أو صور ذات طبيعة جنسية أو لأغراض جنسية. وتضاعف العقوبة إذا كان الجاني زميلا في العمل أو من الأشخاص المكلفين بحفظ النظام العام والأمن. ويعاقب بالحبس من شهر إلى ستة شهور وغرامة مالية من 2000 درهم إلى 10000 درهم. كما يكون العقاب بالسجن من 3 إلى 5 أعوام وغرامة من 5000 درهم إلى 50000

درهم، إذا ارتكب التحرش الجنسي من طرف أحد الأصول أو المحارم أو من له ولاية أو سلطة على الضحية أو مكلفا برعايتها أو كافلا لها، أو إذا كانت الضحية قاصرا. وهناك مواد قانونية وأحكام أخرى من القانون ذاته، يمكن الرجوع إليها للاستئناس.

ومثل سائر القوانين السابقة، لم يسلم القانون 13.103 من انتقادات حادة لما شابه من عيوب كان يمكن تجاوزها وإدخال بعض التعديلات الهادفة إلى تجويده. حيث أنه لم يرق إلى مستوى انتظارات المجتمع، لاسيما أن الحكومة تجاهلت إشراك المجتمع المدني في صياغته، والأخذ بآراء واقتراحات المؤسسات الحقوقية الرسمية والمنظمات غير الحكومية الوطنية والدولية، بما فيها التابعة للأمم المتحدة. ويرى بعض الرافضين له أنه لم يقدم تعريفا واضحا للعنف ضد النساء كما وقفت عليه كل الاتفاقيات الدولية المهتمة بحقوق المرأة، إضافة إلى أنه يتسم بالضبابية في تحديد الموقف من العنف الزوجي والاغتصاب، ويرجح المقاربة الزجرية على المقاربة الوقائية والحمائية...

 

لقد كان يفترض أن يرى القانون النور منذ أمد طويل، في ظل ما بات يعرفه مجتمعنا من ظواهر سلبية خطيرة، تتقدمها ظاهرة العنف ضد النساء، وأن ترافقه حملة توعوية في مختلف وسائل الإعلام، وتسبقه ثورة حقيقية في البيت والمدرسة والجامعة... أليس من العار أن يتعرض للعنف سبعة نساء من عشرة وفق ما أورده تقرير من إعداد الوزارة الوصية خلال عام 2017، وأن يقع حوالي ثلث المغربيات ضحية العنف الجنسي حسب الأمم المتحدة؟ ناهيكم عن تقارير أخرى وطنية ودولية تكشف عما تعانيه المرأة من فظاعات.

مجموع المشاهدات: 1829 |  مشاركة في:

الإشتراك في تعليقات نظام RSS عدد التعليقات (7 تعليق)

1 | اللهم ان هادا منكر
اللهم ان هادا منكر
حكومة اللعب والخزعبلات الخاوية اديرو قانون ديال محاربة الفساد بشتى انواعه وعدم التساهل مع ناهبي المال العام المحاسبة تم المحاسبة وقانون الاعدام في حق من ارتكب جريمة الضرب والكريساج وعدم الاعفاء من ماتبقى من العقوبة الحبسية فكل مناسبة وطنية اكترتو بهاد القوانين التي لاتسمن ولاتغني من جوع حاربو الكريساج والسرقة بقوانين رادعة وبراكة ماتفلاو علينا الله ياخد الحق.....
مقبول مرفوض
1
2018/09/11 - 11:00
2 | رحال
قانون غير مكتمل فماذا عن التحرش ضد الرجال وابتزازهم من طرف الفتيات والنساء بمساعدة بعض الشبان عديمي الأخلاق والضمير ودلك بواسطة الهاتف النقال واحيانا بتهديدهم بنشر فيديوهات قد تكون مفبركة ومطالبتهم بدفع أموال ان أرادوا الإفلات من الفضيحة وقد يكونوا سببا في تشتيت عائلة بأكملها . يجب الضرب بيد من حديد كل من تجرأ واعتدى على خصوصيات و حرية المواطنين.
مقبول مرفوض
0
2018/09/11 - 11:59
3 | ابو هيثم
قانون سيبقى يتداول في المحافل دون ان يطبق على ارض الواقع كالقوانين السابقة مثل منع التدخين في الأماكن العامة ومنع الشيشة بالمقاهي وقانون منع بيع الخمر لغير المسلمين غير ذلك من القوانين التي وان طبقت طبقت على المستضعفين
مقبول مرفوض
0
2018/09/11 - 01:39
4 | محمد
هل هناك متطوع من الحكومة دات الصيفة الضعيفة ان تشرح لنا كيف تتغافل عن قانون منع التدخين في الاماكن العمومية الصادر في التسعينات؟؟؟ و كيف تهتم بقوانين مستوردة من اوروبا ؟ نعم لا للتحرش و لا للفساد و لا للعنف. و لكن هل المرأة المغربية مؤطرة لهذه القوانين؟؟؟ حذاري من الشعبوية فقد تؤدي بأبرياء و مظلومون الى المحاكم.
مقبول مرفوض
0
2018/09/11 - 04:42
5 | كبور
المساوات
هناك نساء يتحرشن و يعنفن الرجال أيضأ ، فلماذا لم تكونوا عادلين في سن وتطبيق القوانين !
مقبول مرفوض
0
2018/09/11 - 06:09
6 | عبدالرحيم
مزيان ، لكن النساء والرجال
مزيان ، ولكن كلشي كيف كيف ، من السهل بعض النساء. يستغلوا القانون ويبداو في التبوطيل والاتهام، انا ضد ظلم المرأة وضد ظلم الرجل، لازم كل واحد يحتارم راسو ، والنساء خاصهم مايكونوش فتنة باللباس والزواق ، اسأل الله أن يصلح احوالنا جميعاويجعلنا طيبين محترمين لنفوسنا ولغيرنا.
مقبول مرفوض
0
2018/09/12 - 01:15
7 |
انا يتحرشون بي النساء يوميا باظهار مؤخرتهم بدون اسليب، تحتالسروال او الجلباب، الي اي جهة اشكي امري نوروني ان كنتم تعلمون، حكومة المزعبلات. ترك الكريساج في الداخل بالاقلام و في الخارج بالسيوف، وتلع التغهات. (بش كل وحدة مدبرشي في اليوم تلصق فشي واحد ودقلهم اتحرش بي) .هنا فتحت ابواب الحكرة على الرجال و الشباب.
مقبول مرفوض
0
2018/09/12 - 05:16
المجموع: 7 | عرض: 1 - 7

هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟

التعليقات المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع

من شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات

مقالات ساخنة