أخبارنا المغربية- عبد الإله بوسحابة
يبدو أن مدرب المنتخب المغربي وليد الركراكي يعيش واحدة من أدق لحظاته منذ توليه قيادة "أسود الأطلس"، في ظل تزايد المؤشرات التي ترجّح إمكانية إنهاء مهامه قبل انطلاق كأس أمم إفريقيا 2025، التي ستحتضنها المملكة مطلع العام المقبل.
فبعد الأداء المتذبذب للمنتخب الوطني خلال الوديتين الأخيرتين أمام تونس والبنين، كشفت مصادر مطلعة أن الاجتماع الذي عُقد بين الركراكي ورئيس الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم فوزي لقجع، خلُص إلى اشتراط هذا الأخير على الناخب الوطني إجراء تغييرات جذرية في طاقمه التقني، وهي إشارة فُسرت في الأوساط الكروية على أنها بداية انهيار الثقة بين الجانبين.
ويرى متابعون أن هذه الخطوة، التي جاءت بطلب مباشر من لقجع، تؤكد أن رئيس الجامعة لم يعد مقتنعًا بقدرة الطاقم الحالي على قيادة الأسود إلى منصة التتويج القاري، لا سيما وأن الوقت يمر بسرعة والرهانات تزداد ثقلاً مع اقتراب "كان 2025".
وعلى الرغم من الدعم الكبير الذي حظي به الركراكي من قبل جامعة "لقجع" عقب ملحمة قطر، إلا أن أداء المنتخب في الآونة الأخيرة أظهر تراجعاً واضحاً في النسق العام، مع تسجيل غياب واضح لروح المبادرة والانسجام، وهو ما أعاد الجدل مجدداً حول مدى كفاءة الإطار التقني الحالي في بناء منتخب قوي ومتماسك.
المفارقة المثيرة، حسب عدد من المحللين، أن نفس اللاعبين الذين لم يقدموا الأداء المنتظر مع المنتخب "الركراكي"، تألقوا بشكل لافت (نتيجة وأداء) مع المنتخب الأولمبي بقيادة طارق السكتيوي خلال أولمبياد باريس، حيث حققوا إنجازاً تاريخياً بالوصول إلى المركز الثالث. وهو ما يطرح علامات استفهام كبيرة حول ما إذا كانت الأزمة مرتبطة فعلاً بالأسماء، أم بالنهج والأسلوب المعتمد من طرف الطاقم التقني بقيادة الركراكي.
وفي انتظار القرار النهائي الذي ستتخذه الجامعة، يبقى مستقبل مدرب "الأسود" مفتوحًا على كل الاحتمالات، وسط حديث متزايد عن أسماء بديلة قد تدخل على الخط، في محاولة لإعادة إحياء الحلم المغربي بالتتويج القاري على أرض الوطن.
