أخبارنا المغربية- محمد الميموني
في ليلة كروية لا تُنسى، دوّن نادي ريال أوفييدو اسمه مجددًا ضمن كبار الكرة الإسبانية، بعدما حسم بطاقة الصعود إلى الليغا عقب مباراة ملحمية أمام ميرانديس، انتهت بفوز أبناء أستورياس بثلاثة أهداف مقابل هدف واحد بعد التمديد، ليحسموا مجموع اللقاءين (3-2) ويعودوا إلى دوري الأضواء بعد غياب دام 24 سنة.
المباراة التي احتضنها ملعب "كارلوس تارتيري" بدأت بشكل صادم لأنصار أوفييدو، بعدما باغت المهاجم الأرجنتيني خواكين بانيتشيلي دفاع الفريق بهدف مبكر في الدقيقة 16، مستغلًا تمريرة دقيقة من زميله إيكر بينيتو، ليربك الحسابات ويجمد الأجواء الحماسية في المدرجات.
لكن المخضرم سانتي كازورلا، النجم الذي لم يشيخ رغم بلوغه 40 عامًا، أعاد الأمل بهدف من نقطة الجزاء في الدقيقة 39، ليشعل شرارة العودة ويقلب الطاولة على ميرانديس.
بداية الشوط الثاني حملت الفرح الكبير لجماهير أوفييدو، بعدما بصم النجم المغربي إلياس شعيرة على هدف حاسم في الدقيقة 52، مستغلًا ارتباكًا دفاعيًا داخل منطقة الجزاء، لينقض على الكرة بذكاء ويضعها في الشباك بلمسة رائعة، مانحًا فريقه الأفضلية ومثبتًا مرة أخرى قيمته الفنية كلاعب حاسم.
هذا الهدف رفع رصيد شعيرة ذي 24 سنة إلى 8 أهداف هذا الموسم، مؤكّدًا مكانته كلاعب فاعل في مشروع عودة أوفييدو إلى القمة.
وبعد انتهاء الوقت الأصلي بالتعادل في مجموع اللقاءين (2-2)، احتكم الفريقان إلى الأشواط الإضافية، حيث كان الموعد مع لحظة تأريخية جديدة. اللاعب المخضرم فرانشيسكو بورتيو، صاحب الـ35 عامًا، خطف الأنظار بهدف ثالث قاتل، بتسديدة مركزة سكنت الزاوية العليا لحارس ميرانديس، ليشعل المدرجات فرحًا ويقود فريقه إلى المجد.
وهكذا، وبعد 24 عامًا من الانتظار والمعاناة في الدرجات السفلى، يعود نادي ريال أوفييدو إلى دوري الدرجة الأولى الإسباني، وسط فرحة عارمة من جمهوره الوفي، الذي لم يتخلّ يوما عن الحلم، في ليلة ستظل محفورة في تاريخ المدينة وفي ذاكرة المغربي إلياس شعيرة، أحد نجوم ملحمة الصعود.