أخبارنا المغربية - عبد المومن حاج علي
رغم انتهاء فصل الزمالة بينهما داخل أسوار نادي باريس سان جيرمان، لم تنته فصول العلاقة الاستثنائية التي تجمع النجم المغربي أشرف حكيمي بزميله السابق كيليان مبابي، حيث تجاوزت العلاقة حدود المستطيل الأخضر لتترجم إلى صداقة متينة تتحدى منطق الانتقالات وتبدل الأقمصة وتفرض حضورها على هامش المشهد الكروي، بل وفي قلبه.
وتوقع كثيرون مباشرة بعد إعلان انضمام مبابي رسميا إلى ريال مدريد، أن يطوي اللاعب الفرنسي صفحة الماضي مع زملائه الباريسيين، غير أن الأيام أثبتت أن العلاقة التي نسجها مع حكيمي أكبر من أن تختزل في إطار ناد أو موسم رياضي، حيث ظهر اللاعبان معا، خلال الأيام الأخيرة، في أكثر من مناسبة خاصة، كان أبرزها حضورهما المشترك في حفل موسيقي بمدينة بورتو ريكو، في سياق قضائهما لعطلتهما الصيفية.
لكن اللافت أكثر، والذي لفت انتباه المتابعين وأعاد الحديث عن "الرباط الرياضي العابر للحدود"، هو نشر مبابي، عبر حسابه الرسمي على "إنستغرام"، لمقاطع فيديو توثق لتدريبات بدنية مشتركة مع حكيمي، في إشارة واضحة إلى حرص الثنائي على الحفاظ على الجاهزية البدنية رغم أجواء العطلة، في خطوة تنم عن وعي احترافي نادر، وتؤكد أن المسيرة لا تبنى داخل الميادين فقط، بل في تفاصيل الالتزام خارجها.
واعتبر كثيرون أن اختيار مبابي، المنتقل إلى قلعة "سانتياغو برنابيو"، أن يشارك لحظات التحضير البدني مع حكيمي، هو تأكيد غير مباشر على الثقة المتبادلة بين اللاعبين، وعلى استمرار علاقة ظلت نموذجا لما يمكن أن تكون عليه الصداقة داخل عالم احترافي متقلب، كما أن حرصهما على التمارين المشتركة يكشف عن رغبة صريحة في مواصلة التطور والحفاظ على النسق العالي، خصوصا في مرحلة انتقالية يعيشها كلاهما على طريق تحديات جديدة.
ويعيد المستطيل الأخضر الجمع حكيمي ومبابي، في مشهد لا يخلو من دلالة، حتى وإن كان خارج الأندية والمباريات الرسمية، ليؤكد من جديد أن كرة القدم لا تختزل فقط في التنافس، بل تصنع روابط قد تصمد أكثر من نتائج المواسم ومجريات الدوريات.

