أخبارنا المغربية - عبد المومن حاج علي
على بعد ساعات قليلة من صافرة انطلاق المباراة الافتتاحية لكأس أمم إفريقيا 2025، اختار مدرب منتخب جزر القمر، الإيطالي ستيفانو كوزين، أن يبعث برسائل غير مألوفة قبل مواجهة البلد المضيف المغرب، في حديث إعلامي أدلى به، السبت، من داخل مركب مولاي عبد الله بالرباط، كشف فيه عن مزيج من الواقعية والطموح، وعن مقاربة لا تخلو من الجرأة أمام واحد من أقوى منتخبات القارة.
ولم يخف كوزين اعتزازه الكبير بالوصول إلى هذا الموعد القاري، معتبرا أن مواجهة المنتخب المغربي في الافتتاح تشكل لحظة تاريخية لبلده ولاعبيه، ومؤكدا أن الشعور بالفخر يطغى على كل شيء بالنظر إلى المسار الذي قطعه منتخب جزر القمر في فترة وجيزة؛ غير أن المدرب الإيطالي سرعان ما انتقل إلى نبرة أكثر صراحة حين اعترف بصعوبة المهمة، واصفا المنتخب المغربي بأفضل منتخب إفريقي وأحد أفضل المنتخبات على الصعيد العالمي، خاصة وهو يلعب فوق أرضه وأمام جماهيره.
ولم يكن اللافت في تصريح كوزين اعترافه بقوة “أسود الأطلس” فقط، بل إصراره على أن فريقه لن يدخل المباراة بعقلية الدفاع المحض، مشددا على ضرورة إيجاد توازن بين التنظيم الدفاعي ومحاولة اللعب، معتبرا أن الاكتفاء بالتراجع وانتظار ما سيقع سيكون خيارا مؤسفا، حتى أمام خصم من هذا الحجم، وهو تصريح يعكس رغبة واضحة في كسر الصورة النمطية للمنتخبات الصغيرة في مثل هذه المباريات.
وعن وضعية النجم المغربي أشرف حكيمي، اختار مدرب جزر القمر الابتعاد عن الجدل، مبرزا احترامه الكبير للاعب، ومؤكدا أن وجوده أو غيابه لا يغير من تنافسية المنتخب المغربي، الذي يظل قويا في جميع الأحوال، قبل أن يتمنى له الجاهزية على المستوى الإنساني، في موقف اتسم بالهدوء والاتزان.
وتطرق كوزين أيضا إلى ظروف تحضير منتخب جزر القمر للبطولة، موضحا أن الاستعدادات لم تكن مثالية بسبب قرارات تنظيمية، حيث انطلقت التحضيرات بعدد محدود من اللاعبين في جنوب فرنسا، مع خوض مباراة ودية واحدة فقط، معتبرا أن الأمور سارت بشكل مقبول، رغم تمنيه الحصول على وقت أطول للعمل، في إشارة إلى التحديات التي تواجهها المنتخبات ذات الإمكانيات المحدودة.
وعن الضغط المرتبط بمواجهة منتخب البلد المنظم في مباراة الافتتاح، استحضر المدرب الإيطالي تجاربه السابقة، مؤكدا أنه يعرف هذا النوع من الضغط جيدا، سواء خلال تجربته في ليبيا أو من خلال مباريات خاضها في ملاعب صعبة مثل رادس وأكرا.
وأوضح المتحدث أنه اشتغل مع لاعبيه على الجانب الذهني، مطالبا إياهم بالتركيز والتواصل داخل الملعب دون الالتفات إلى ضغط الجماهير، معتبرا أن الأهداف لا تسجل من المدرجات، وأن المغرب يدخل المباراة بهدف واحد هو الفوز، بينما يملك منتخب جزر القمر عدة سيناريوهات للعب.
وشدد كوزين على أن العامل الذهني قد يكون حاسما، مستحضرا مفاجآت كرة القدم، ومشيرا إلى متابعته لمباراة البرتغال واليونان في نهائي يورو 2004، ليخلص إلى أن الإيمان بالحظوظ والعقلية القوية قادران على صنع الفارق، حتى أمام منتخب يملك سلسلة طويلة من الانتصارات.
وختم مدرب جزر القمر تصريحاته بالتأكيد على طموح فريقه في الذهاب بعيدا في البطولة، عبر قراءة المباريات بشكل جيد واستغلال اللحظات الإيجابية، في خطاب حمل الكثير من الطموح وشيئا من التحدي.
ومن جانبه، عبر لاعب الوسط يوسف مشانغاما، الذي رافق مدربه في الندوة الصحفية، عن حماس كبير لخوض مباراة الافتتاح، معتبرا المشاركة في هذا الموعد شرفا كبيرا، ومؤكدا أن منتخب جزر القمر، في ثاني مشاركة له بكأس أمم إفريقيا، يدرك قوة المنتخب المغربي، لكنه عازم على الحضور بقوة في هذا الموعد القاري، في مباراة تعد بالكثير من الندية داخل المستطيل الأخضر.
