السيسي "يقطر الشمع" على حكام الجزائر ويحذر من تمدد إيران في المنطقة

أخبارنا المغربية: عبدالاله بوسحابة
في معرض كلمة له، ألقاها أمام الحاضرين بالقمة العربية المنظمة بالجزائر، اختار الرئيس المصري "عبد الفتاح السيسي"، توجيه رسائل واضحة إلى حكام الجارة الشرقية، حيث حذر من الأخطار التي تهدد المنطقة العربية عموما، والمغربي العربي على وجه التحديد.
وحملت كلمة "السيسي" إشارة واضحة إلى "المد الشيعي"، الذي بات يتجذر شيئا فشيئا بالمغرب العربي، وهنا الرسالة كانت موجهة أساسا إلى الجزائر التي تعد أكبر داعم لإيران في المنطقة، سيما أنها كانت أكبر معارض لمشروع قرار تقدم به الوفد المغربي، يروم إدانة تدخل إيران في الشؤون العربية وتسليحها الميليشيات وجماعات طائفية وانفصالية، ضمنها "الحوثي" وجبهة "البوليساريو" الانفصالية وتهديدها للأمن القومي العربي.
وفي ذات الصدد، قال "السيسي": "يتعين علينا تبني مقاربة مشتركة وشاملة تهدف إلى تعزيز قدرتنا الجماعية على مواجهة مختلف الأزمات استناداً على أسس واضحة تقوم على تكريس مفهوم الوطن العربي الجامع من ناحية، والدولة الوطنية ودعم دور مؤسساتها الدستورية من ناحية أخري... بما يسهم في حفظ السلم الاجتماعي وترسيخ ركائز الحكم الرشيد والمواطنة وحقوق الإنسان، ونبذ الطائفية والتعصب، والقضاء على التنظيمات الارهابية والميليشيات المسلحة، وقطع الطريق أمام أية محاولات لدعمهم أو منحهم غطاءً سياسياً أو توظيفهم من قبل بعض القوى سواء الإقليمية أو الدولية لإنشاء مناطق نفوذ لها في العالم العربي".
وتابع الرئيس المصري حديثه قائلا: "إن ضمان قوة وحدة الصف العربي هي خطوة أساسية على صعيد تأسيس علاقات جوار إقليمي مستقيمة تستند إلى مبادئ غير قابلة للمساومة وملزمة للجميع، وهي احترام استقلال وسيادة وعروبة دولنا، وتحقيق المنفعة المتبادلة، وحسن الجوار والامتناع الكامل عن التدخل في الشئون العربية".  
وشدد "السيسي" على أن: "تاريخ أمتنا العربية، وما شهدته دولنا من أحداث في الماضي القريب، يثبت لنا جميعاً، وبما لا يدع مجالاً للشك، أن ما قد يؤلم أشقائنا بالمغرب العربي، سيمتد إلى مصر والمشرق العربي ودول الخليج، وأن عدم الاستقرار في دول المشرق أو فلسطين إنما تمتد أثاره إلى المغرب العربي، وأن تهديد أمن الخليج هو تهديد لنا جميعا".
كما أكد الرئيس المصري على أن: "أمننا القومي العربي هو كل لا يتجزأ، فأينما نولي أنظارنا نجد أن الأخطار التي تداهم دولنا واحدة، وترتبط في مجملها بتهديد مفهوم الدولة الوطنية، وتدخل قوى إقليمية أجنبية في شئون المنطقة من خلال تغذية النزاعات، وصولاً إلى الاعتداء العسكري المباشر على بعض الدول العربية".