لاعبو الجزائر يتحدثون عن مواجهة الكونغو وحضور زيدان في ملعب مولاي الحسن

ولاية أمن وجدة تستعد لتأمين ليلة رأس السنة بتلوينات متنوعة من رجال الأمن

نظرية المؤامرة..جزائريون من قلب الرباط يصدمون حفيظ دراجي بأجوبة لن يتوقعها

ولاية أمن تطوان تعبئ مختلف وحداتها لتأمين احتفالات رأس السنة الميلادية

تحت الأمطار.. استعدادات أمنية مكثفة لتأمين احتفالات رأس السنة الميلادية بفاس

موظفو المالية يخوضون وقفة احتجاجية وطنية رفضا لمقتضيات القانون 14.25

التحريض كعقيدة

التحريض كعقيدة

الصادق بنعلال

 

إن ما يبرر وجود " الإسلام السياسي " اليوم، أعني وجوده التاريخي، هو الاستبداد و الظلم .. اللذان لم تنجح التيارات الأيديولوجية الحديثة – في البلدان العربية – في مقاومتهما و فرض البديل الديمقراطي مكانهما : محمد عابد الجابري

مرة أخرى يطلع علينا القيادي في حزب الوردة ، السيد يونس مجاهد بمقال صحفي ، تحت عنوان الاغتيال كعقيدة ، ليوجه " انتقاداته " المعهودة إلى الخصم الخصم السياسي الممثل في الإسلام السياسي المعتدل ، و الذي اختارته  "القوات الشعبية "  كهيئة سياسية أولى في مختلف الأقطار العربية ، أثناء  مختلف الاستحقاقات البرلمانية و الأهلية ، و في مناخ من النزاهة و الحرية و الاستقلالية . و الواقع أنه من حق السيد مجاهد و غيره من " المجاهدين اليساريين " أن يعبروا عن مواقفهم و وجهات نظرهم إزاء قضايا المجتمعات العربية السياسية و الدينية و الثقافية و الاقتصادية .. لكن بقدر يسير من الموضوعية و الحياد و الانحياز للعقيدة الديمقراطية .

و مقال السيد مجاهد المشار إليه أعلاه ، نموذج دقيق للكتابة الصحفية غير الموفقة ، إذ يمكن أن يدرس في المعاهدو المؤسسات الإعلامية كمثال للصوغ الصحفي المختل ، فهو عبارة عن مسكوكات و تراكيب لغوية مفعمة بميكانيزمات  الإنكار و الحسم و التعميم ، و قمع الصوت الآخر ، عبر مونولوجية إعلامية استئصالية إلى أبعد مدي ! و هكذا حسب زعمه و بجرة قلم ، " يتلازم تاريخ حركات ما يسمى بالإسلام السياسي ، بقتل المثقفين و السياسيين اليساريين و الصحفيين " ، و من المعروف أن السيد مجاهد مجرد صحفي  ، مع كامل احترامنا و تقديرنا لمهنة المتاعب ،   و اعتزازنا بالمهمة الرفيعة التي تقوم بها خدمة لتنوير الرأي العام ، و لا يُعرف بإنجازات بحثية جامعية أو أكاديمية رصينة تخول له أن ينتهي بخلاصات بالغة الخطورة من قبيل : " إن كل حركات الإسلام السياسي ، تتبنى نفس هذا الفكر ( الفكر الظلامي الهمجي ) " . إن مثل هذه الاستنتاجات تستدعي دراسات علمية و مطارحات استدلالية أكسيومية فوق طاقة صاحب عمود بالفصيح ! إننا لا ننزه التيارات الدينية الإسلامية و غيرها عن ممارسة العنف في سياقات تاريخية نوعية ، و تجاذبات سياسية مخصوصة ، و نحن إذ نند بكل أنواع الإرهاب و القتل المجاني للأبرياء ، و نطالب في كل وقت وحين بأولوية حرية الرأي و التعبير ، فإننا في الآن عينه ، نرى مثل ما يراه غيرنا من رجال الفكر و السياسة النزهاء أن الإرهاب لا دين له ، و أن ما يميز مجتمعاتنا العربية الراهنة من مظاهر التخريب و التدمير الذاتيين ، هو نتاج لمسلكيات الفساد       و الاستبداد ، و بعض الجماعات الدينية المتشددة البعيدة كل البعد عن جوهر الإسلام العظيم ،و إفراز لمخططات إقليمية  دولية تستهدف أي نهوض ينحو نحو الاستقلال التاريخي للأمة العربية ، سواء كان ذلك على يد القوميين أو الليبراليين أو الاشتراكيين أو الإسلاميين المعتدلين !

نتفهم الوضع السيكولوجي غير المريح للسيد المجاهد  و رفاقه ، خاصة و هو يرى بأسى و حسرة  حزب الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية ، الذي كان في الماضي القريب أقوى هيئة سياسية عربية و إفريقية ، يتهاوى على حلبة المشهد السياسي المغربي ، دون مقاومة تذكر . إن صاحب هذه الأسطر أول من يتألم لهكذا وضع مأساوي لحزب المهدي بنبركة و عبد الله إبراهيم و عمر بنجلون و عبد الرحيم بوعبيد و عبد الرحمن اليوسفي ، الإطار السياسي الذي لقننا دروس الاحتماء بالقيم الإنسانية النبيلة ، و الذود عن تطلعات القوات الشعبية نحو الكرامة و العدل و الحرية ، و بناء دولة وطنية ديمقراطية تسع جميع مكونات المجتمع المغربي ، بعيدا عن أي إقصاء أو استئصال . و كان من الأولى على السيد مجاهد أن  يتوقف عن التحريض على منافس سياسي يمكن الفوز عليه بطرق شريفة ، بدل طرق أبواب التزلف و الابتزاز ،     و أن  يخصص عموده بلغة عربية  "فصيحة " لقراءة جديدة و مثمرة للمنجز السياسي الاشتراكي ، من أجل وضع حد للممارسات الفردية البائدة داخل " حزبه " ، و إقرار ديمقراطية داخلية حقيقية ، و التأكيد على تداول النخب الجديدة       و الشابة على وجه الخصوص على تحمل المسؤوليات النوعية ، و التصدي  لجيوب مقاومة التغيير و التجديد ، و على السيد مجاهد مرة أخرى أن يتجنب رمي الآخرين بالحجارة خاصة أن بيته من زجاج بالغ الهشاشة !

 

 


هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟

*
*
*
ملحوظة
  • التعليقات المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
  • من شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات
المقالات الأكثر مشاهدة