ولاية أمن وجدة تستعد لتأمين ليلة رأس السنة بتلوينات متنوعة من رجال الأمن

نظرية المؤامرة..جزائريون من قلب الرباط يصدمون حفيظ دراجي بأجوبة لن يتوقعها

ولاية أمن تطوان تعبئ مختلف وحداتها لتأمين احتفالات رأس السنة الميلادية

تحت الأمطار.. استعدادات أمنية مكثفة لتأمين احتفالات رأس السنة الميلادية بفاس

موظفو المالية يخوضون وقفة احتجاجية وطنية رفضا لمقتضيات القانون 14.25

غضب جماهيري تونسي بعد التعادل أمام تنزانيا: منتخب ضعيف بلا روح وأداء مخيب

ديمقراطية الفقر

ديمقراطية الفقر

محمد شاكري

 

عندما طلعت علينا الوزيرة الحقاوي بتصريحها أن عشرين درهم تخرج صاحبها من دائرة الفقر تذكرت زميلتها السابقة أفيلال و هي تقول أن معاش البرلماني و الوزير مجرد " جوج فرنك " فهذه هي ديمقراطية النخبة السياسة في البلاد و يا لها من مقارنة بين من يجب أن يقنع بعشرين درهما و بين من يعتبر الملايين لا شيء .

 

الحديث عن الديمقراطية حديث ذو شجون ، و هو إن اتخذ في العالم العربي و دول العالم المتخلف عموما صبغة سياسية أكثر من أي شيء آخر ، فلأن الإستبداد السياسي يجر معه استبدادا اقتصاديا يغني الغني و يفقر الفقير و يركز الثروة في يد الغني، فالعديد من فئات الشعب عانت و تعاني من سياسات عمومية مجحفة ، فإذا كان النصف الثاني من القرن الماضي فترة صراع سياسي بامتياز تميزت بلي الذراع بين النظام و معارضيه فإن الفترة الراهنة تجاوزت مطالب الحرية السياسية إلى التساؤل عن ثروات البلاد بأين و كيف و من .

 

تساؤلات مشروعة تحمل في طياتها غضبا عاما عن الوضع الإقتصادي ، فالدولة تتحدث عن التقشف و ترشيد الإنفاق العمومي و تثقل المواطن بالضرائب أشكالا و ألوانا و تسحب الدعم الذي كان يستفيد منه الفقير بحجة أن الأغنياء يستفيدون منه أيضا ... لكن ..

 

لكن هنا اعتراض على شيء غير مفهوم ، فالإصلاح المزعوم يتحمله المواطن البسيط وحده لأن الغني لن يشعر بثقل "درهم" زائد في مادة حيوية كالسكر أو الدقيق . ثم لماذا لا تجد الحكومة حرجا في المساس بكل ما يستفيد منه الفقراء على علاته و لا تجرؤ مثلا على فرض ضريبة الثراء على الأغنياء ؟ لماذا لا تفتح الصناديق السوداء التي لا يعلم أحد قيمتها ؟ لماذا مثلا لا تستخلص الزكاة من أغنياء البلاد و تجبرهم على المساهمة و التضحية كما تجبر عامة المواطنين ؟ لماذا لا يجرؤ نواب الأمة على مساءلة ميزانيات الخطوط الحمراء و تقصي أثر الفساد المالي أينما كان ؟

 

لدي شعور بأن الحكومة توسع مساحة الفقر من خلال ترك الباطرونا المحلية و الأجنبية والحيتان الكبيرة يمتصون دم الشغيلة مقابل أجر لا يصل حتى إلى الحد الأدنى المنصوص عليه قانونيا ناهيك عن باقي الإنتهاكات و من خلال تفقير الطبقة المتوسطة و حشرها في الخندق بإجراءات تمش معيشها اليومي .

 

من الصعب جدا إنكار أن البلاد تعاني من فساد يهدر الثروة لكن أين محاسبة الفساد و المفسدين ؟ يغمرني إحساس أن النخبة السياسية لديها طموح واحد هو كيف تجلس على المائدة التي توزع عليها الكعكة أما المواطن فهو آخر اهتماماتها سواء كان في المدينة أو في أعالي الجبال .

 


هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟

*
*
*
ملحوظة
  • التعليقات المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
  • من شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات
المقالات الأكثر مشاهدة