موظفو المالية يخوضون وقفة احتجاجية وطنية رفضا لمقتضيات القانون 14.25

غضب جماهيري تونسي بعد التعادل أمام تنزانيا: منتخب ضعيف بلا روح وأداء مخيب

وسط أجواء قاسية.. السلطات المحلية بتزي نغشو تواصل فتح الطرق المقطوعة بسبب الثلوج بإقليم ميدلت

مغاربة يدعمون المنتخب التونسي أمام تنزانيا في أجواء أخوية بالملعب الأولمبي بالرباط

الركراكي يؤكد: أمرابط عنصر أساسي ونحتاجه في قادم المباريات

الركراكي: المغربي ممكن يتقلق عليك فالصباح، ولكن فالليل يوقف معاك ويعرض عليك

رحم الله زمان الكتاب

رحم الله زمان الكتاب

عبد اللطيف مجدوب

ظاهرة تراجع نفس القراءة

رحم الله زمانا ولّى بيننا ؛ كان فيه نفس القراءة قويا تصل نسبه أحيانا إلى التهام صفحات كتاب ضخم في أسبوع أو بضعة أيام ، دونما شعور بالملل أو الكلل .. لكن ؛ ومع الانفجار المعرفي وشيوع ثقافة الصورة التي تبصم الألفية الثالثة ؛ أخذ هذا النفَس والإقبال على القراءة يتراجعان حتى وصلا إلى مستويات مخجلة ؛ حملت القارئ "الحديث" على التبرم من النصوص المطولة والاكتفاء باختلاس نظرة عشوائية وسريعة إلى فقراتها ، ومن ثم بناء مواقف ارتجالية هشة حول مواضيعها ، سيما إن كانت محمولة على النت ، أما الورقية منها فربما عادت بتقادمها "متجاوزة" أشبه بالمستحثات Fossil .

 

وتبعا لتداعيات هذه الطفرة التكنولوجية ، يمكن للشاعر أبي الطيب المتنبي الذي صدح منذ قرون بشطر بيته الشعري الشهير " خير جليس في الزمان كتاب " أن يغيره ؛ لو عاش زماننا هذا ؛ إلى ( خير جليس في الزمان بورطابل ! ) بحكم أن هذه الوسيلة الأخيرة أضحت السائدة والمهيمنة على معظم أنشطتنا اليدوية/الذهنية في معانقة الفضاء الأزرق والعيش في أزمنة افتراضية رهيبة ؛ نزعت منا ـ بالكاد ـ إنسيتنا وحولت انشغالاتنا إلى مطاردة محمومة لهواجسنا وفضولاتنا الرقمية . ولعل من أبرز تداعيات هذا التحول الرقمي ظاهرة ابتسار النص واعتماد الانتقائية في قراءته ؛ كأن نتوقف فقط عند بعض عناوينه أو فقراته ؛ في أفضل أحوال القراءة ؛ كما يجري حاليا عند معظم جمهور القراء ومطالعته للصحف اليومية ، إذا استثنينا الأخبار ذات النزعة الإثارية Excitative أو الإشهارية ، منها أحداث الإجرام والسطو والنصب والاحتيال والتي تقبل عليها عينة من القراء بنهم شديد مهما طالت نصوصها ، على أن هناك قراءة "وظيفية" ينشد أصحابها لونا أو بالأحرى جنسا أدبيا كالقصة القصيرة وإن كادت تختفي بيننا إلى جانب الشعر ، ثم الكتابات ذات النزعات العرقية كالانتصار للسان العربي أو الأمازيغي .. دون أن نغفل عن جانب إعداد البحوث والأطروحات الجامعية وما تستلزمه من قراءة منهجية منتظمة ؛ بيد أن فريقا آخر من (القراء) يعزو عزوفه عن القراءة إلى ندرة الكتابات الرصينة والمواضيع "الهادفة" وإن كانوا كلهم يندرجون ؛ بمعنى أو آخر ؛ ضمن شعب يحتل درجة متدنية في القراءة .


هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟

*
*
*
ملحوظة
  • التعليقات المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
  • من شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات