غضب جماهيري تونسي بعد التعادل أمام تنزانيا: منتخب ضعيف بلا روح وأداء مخيب

وسط أجواء قاسية.. السلطات المحلية بتزي نغشو تواصل فتح الطرق المقطوعة بسبب الثلوج بإقليم ميدلت

مغاربة يدعمون المنتخب التونسي أمام تنزانيا في أجواء أخوية بالملعب الأولمبي بالرباط

الركراكي يؤكد: أمرابط عنصر أساسي ونحتاجه في قادم المباريات

الركراكي: المغربي ممكن يتقلق عليك فالصباح، ولكن فالليل يوقف معاك ويعرض عليك

رغم الفوز أمام زامبيا.. لاعبو المنتخب المغربي يرفضون تقديم التصريحات للمنابر الإعلامية

المشاركة العربية في كأس العالم " مشرفة " .. و إليكم التفسير

المشاركة العربية في كأس العالم " مشرفة " .. و إليكم التفسير

الصادق بنعلال

شكل تأهل أربعة منتخبات عربية للمشاركة في مونديال 2018 المقام بروسيا حاليا ، حدثا هاما بالنسبة للمعنيين بالشأن الرياضي و السياسي العربي ،  و كان من المرتقب أن يسفر هذا الحضور العربي الملحوظ عن عروض فنية مقنعة نتيجة و أداء ، إلا أن كل هذه المنتخبات ذاقت مرارة الهزيمة ، و بدت تقنبا ، دون أفق انتظار الجماهير العربية العريضة ، بل حتى بعض رموز السلطة في بعض الأقطار العربية عبرت عن " عدم  رضاها " عن المستوى الهزيل الذي ظهر به لاعبون ينتظر منهم  " الدفاع " عن الألوان الوطنية ، و الحفاظ على الصورة " المشرقة " للبلد في المحافل الرياضية الدولية !

 

و الحقيقة التي لا مجال للشك فيها أن جل هذه المنتخبات العربية أبلت البلاء الحسن ، و قدمت كل ما تملك من جهد عضلي و ذهني ، و حرصت على مقارعة خصومها بقدر كبير من الإحساس بالمسؤولية و الرغبة في تحقيق الأفضل رغم هزائمها العريضة . لكن ، ماذا كنا ننتظر أكثر من ذلك ؟ إن الخبراء الغيورين العرب كانوا يترقبون هزائم دراماتيكية ونكسات تاريخية ، بيد أن الله ستر ، مما يفضي بنا إلى استنتاج خلاصة مفادها أنه مازال في " الأمة " من " يقاوم " و " يدافع " عن الثوابت و المصالح الاستراتيجية  للعروبة !

 

لننتقل إلى الزاوية المقابلة حيث الساسة و السياسيون ، و اللاعبون الكبار في مربع الحكم ،

 

و " الساهرون " على تنمية البلاد و تقدمها .. هل كان من الممكن أن يحصدوا نتائج مميزة ، و علامات مشرفة ، في كأس العالم السياسية ؟ هل يمكن أن نتصور أن زعيما عربيا قادرا على ضمان مكانته كيفما كانت تحت شمس الديمقراطية ؟ هل يمكن أن نتخيل أن العائلات العربية الحاكمة و المتحكمة في رقاب شعوبها ، تستطيع أن تحظى بأقل من صفر في مباراة الحكامة الرشيدة ؟ لماذا نحمل رياضيينا وحدهم ما لا يقوون عليه ؟ لماذا نلزمهم وحدهم ما لا يلزم ؟ لماذا ننتظر منهم أن يبثوا الفرح في أرجاء البلاد ، و يدخلوا السرور في أفئدة العباد ، و أولو الأمر في السياسة و الاقتصاد و الثقافة .. بعيثون في الأرض فسادا ، و يتنافسون في هدر مال الشعوب ، و بيع قضايا الأمة بالتقسيط و الجملة ؟

 

لست فخورا بما " أنجزه " الرياضيون العرب في هذه المنافسة الرياضة العالمية الرفيعة ، و هل يمكن أن نفتخر بالهزائم و النكبات ؟ لكنني أراهم أفضل بكثير من أصحاب القرار السياسي عندنا ، الذين تغولوا في الاستبداد و الفساد ، و أمعنوا في حرمان شعوبهم من العيش الكريم ، و تطلعهم  إلى نظام سياسي مدني يضمن الحرية و العدالة و المساواة ! يكفي الرياضيين العرب " اعتزازا " أنهم لم ينقلبوا على الإرادة الشعبية و لم يتلاعبوا بنتائج الانتخابات ، و لم يصطنعوا هيئات سياسية إدارية تكون جاهزة لتنفيذ المهمات القذرة ، و الزج بالشباب المتنور خلف القضبان ، و قمع حرية الرأي و التعبير ..

 

 

لن تقوم للعرب قائمة  سياسيا و اجتماعيا و اقتصاديا و ثقافيا .. إذا لم يتخل زعماؤهم  و بشكل جذري عن مسلكياتهم السياسوية ، و يلتحمون بآمال شعوبهم و تطلعاتهم المشروعة ، نحو الممارسة الديمقراطية المتعارف عليها أمميا ،  و يقدمون للمواطنين مثالا في الصلاح و العفة و القناعة ، و ينكبون على إصلاح أعمدة الدولة و أسسها المتينة ، من تعليم و صحة و إدارة و قضاء .. و في انتظار هذا الحلم الديمقراطي الذي يأتي و لا يأتي ، تظل أخطاء رياضيينا أهون بكثير ، من خطايا أصحاب المعالي و السمو و الفخامة ..


هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟

*
*
*
ملحوظة
  • التعليقات المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
  • من شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات