عبد اللطيف مجدوب
انتظارات تستعير معها الأسئلة
لا يجادل أحد في وجود احتقان اجتماعي غير مسبوق ؛ تتزايد حدته يوما بعد آخر ، ومستشريا في كل القطاعات ؛ في التعليم ؛ في الصحة ؛ في الإدارة ... حتى أصبح المادة الأكثر استهلاكا في أحاديث المواطنين ، مباشرة أو عبر شبكات التواصل الاجتماعي ، وفي أحيان كثيرة ؛ يختزل في أسئلة ملحة من قبيل : إلى متى هذه الزيادات التي لا تعرف توقفا ؟ أليس في البلاد رقيب ؟ هل يرغبون في إحراقنا بمحروقاتهم ؟ ألم يكفهم احتراقنا اليومي ؟ دار لقمان لا زالت على حالها .. فهل هي لعنة اختياراتنا الهوجاء يوم أن زرنا صناديق الاقتراع ؟ وهل الحكومة واعية بما يجري ؟ ولمَ لا تحرك ساكنا ..؟ وهل الفرج آت .. آت .. في خطاب ملكي أو بالأحرى زلزال بمعيار حراك الحسيمة ؟!
هناك مؤشرات حمراء ، هي بمثابة إنذارات قابلة لأن تتحول إلى انفجارات في كل لحظة ، وقد تكون خير شاهد على اقتران الضغط العالي بالأمل المتآكل ، وكأننا إزاء بالون اختبار درجة صبر وتحمل المغاربة لمزيد من العناء والمعاناة . فهل هو عقاب جماعي غير معلن ؟ لنتمعن في أوضاعنا ونراجع مواقفنا تجاه هذا اللون الحزبي الذي دس للمغاربة العسل في السم ودوّخهم بالأماني العريضة حتى استيقظوا فجأة ليجدوا أنفسهم مساقين إلى الحضيض ؟
ساعة الحسم
من خلال استعراض كرونولوجيا الحكومات المغربية المتعاقبة ، سنقف على حكومة البيجيدي بوصفها أبرز حكومة شهدت سلسلة ارتفاع وتيرة الأسعار بدرجة غير مسبوقة مع ما أعقبها من توتر واحتقان حادين ، يأتي أثرهما على كل القطاعات بتواز مع استفحال ظاهرة الفساد ونهب المال العام والتلاعب في إبرام العقود والصفقات ، إلى جانب هيمنة ثقافة النصب والاحتيال .
لكن ثمة وعي شقي شرع يشق طريقه وسط شريحة واسعة من الرأي العام بأن ظاهرة "التدبير اللامسؤول" و " وتحصن الحكومة بالصمت " وسط بركان هائج من القضايا والأمراض والانفلات من العقاب ... هي مقدمة لحمل المغاربة قاطبة على القطع مع الانتخابات الزائفة ، وعدم الثقة في هذا اللون الحزبي أو ذاك أو بالأحرى حزب البيجيدي الذي أصبحت "حكومته" برأي الجميع سفينة هائمة تتلاطمها الأمواج من كل فج عميق ؛ وهي تنتظر أن يخبو وهجها وتصير إلى القعر جوار حكومات سابقة . ولو أن هناك رأي آخر يقول بتسليط عقاب جماعي على المغاربة بعدم الاستجابة إلى مطالبهم الملحة ، كرد فعل ؛ ولو غير مباشر ؛ لعقاب اتخذه قطاع واسع من المواطنين في حق منتجين لبعض المنتجات الاستهلاكية من خلال مقاطعتها والبحث عن بدائل لها ، سيما أن هؤلاء المنتجين يشكلون لوبيات نافذة وعلى صلة بالتدبير الحكومي .
وبين هذا وذاك ؛ يبقى الترقب سيد الموقف ، وكثيرا ما يخامر انتظارات المواطنين كلما اقتربت مناسبة وطنية للحسم في عدة ملفات أو إنزال عقوبات زجرية عبر خطاب ملكي .
