غضب جماهيري تونسي بعد التعادل أمام تنزانيا: منتخب ضعيف بلا روح وأداء مخيب

وسط أجواء قاسية.. السلطات المحلية بتزي نغشو تواصل فتح الطرق المقطوعة بسبب الثلوج بإقليم ميدلت

مغاربة يدعمون المنتخب التونسي أمام تنزانيا في أجواء أخوية بالملعب الأولمبي بالرباط

الركراكي يؤكد: أمرابط عنصر أساسي ونحتاجه في قادم المباريات

الركراكي: المغربي ممكن يتقلق عليك فالصباح، ولكن فالليل يوقف معاك ويعرض عليك

رغم الفوز أمام زامبيا.. لاعبو المنتخب المغربي يرفضون تقديم التصريحات للمنابر الإعلامية

خلافة "العدل والإحسان"

خلافة "العدل والإحسان"

صلاح الدين عابر

 

العدل والإحسان تجوع كثيرا، وعندما  تريد الأكل تفطر على أول "ضفضعة" كذلك قالوا المغاربة القدامى  وهو أدق وصف لحالها اليوم، وما قالته نبيلة منيب حول عدم وضوح هذه الجماعة كله صح في صحيح، لكن النخب المتملقة والجبانة ترغب في اضعاف النقاشات البنيوية، من ينتقد  الملكية يخرجون له بمزاعم الثوابت العتيقة، ومن يتحدث عن الفكر الاجتماعي التنويري يخرجون له بخطاب طنان ديني جلب من القرون الوسطى، وقد يمضون حتى في الدفاع عن ملكية دينية حول "الإمارة" المزعومة.

 

 

لكن مهلا، وجديًا ماذا تريد العدل والإحسان، والتوحيد والإصلاح؟ حسب ابجديات التنظيمان فإن المراد هو  الخلافة الاسلامية، لا دولة مدنية تسود فيه الحقوق والحريات والاقتسام العادل للثروات والسلط، وعندما سُأل عنها  مرشد التوحيد والإصلاح الفقيه الريسوني، كيف تتحق في ظل هذا الوضع و الملكية القائمة؟، قال سنمضي في ذلك رويدا رويدا، ومن توغل  صغير الى تغلغل كبير، موضحا ذلك بخلافة صغيرة نحو خلافة كبيرة!، وحينما تحدث عنها مرشد العدل والاحسان العبادي، مضى مهرولا في الحديث عن قطع الرؤوس لمن يرفضونها في واحدة من "زلات اللسان".

 

 

الخلافة قضية دنيوية بحتة ازدهرت مع الإخوان وجماعات القاعدة كثيرا، ليس لها أصل شرعي في الإسلام، لا في الكتاب ولا في السنة، اللهم إلا أحاديث متواترة عن النبي الاسلام، تخبر بما يجري بعد موته، لكنها لا تضع قاعدة دينية من أي نوع لنظام حكم المسلمين، فلا سلطة دينية مطلقا في الإسلام، إلا في بعض تفسيرات جانبية لفرق من الشيعة، تتحدث عن الإمامة المحصورة في نسل علي من فاطمة، وتعطي عصمة النبوة للأئمة الوارثين.

 

 

ولم يعد من معنى للجدال الديني في القصة كلها، فقد كنا بصدد حكم دنيوي لا حكما دينيا، تتسع أراضيه الإمبراطورية بحق الفتح وحق السيف، ويقيم حضارة زاهرة في بعض العهود العباسية بالذات، أو ينتهي إلى بوار عقلي وحضاري على طريقة نهايات الدولة العثمانية.

 

 

عندما غادر البريطانيون مصر، تركوا منتج اسمه جماعة الاخوان، توالى البنا والسيد قطب في التنظير والتنظيم وتفرق الباقون في تكوين الجناح العسكري، تحالفوا مع الخصوم والاحباب، وبسطوا السيطرة "رويدا رويدا" وبعدها بأعوام، تفتقت الذهنية الإخوانية كثيرا، فانتجت القاعدة واخوتها، وراحوا يبحثون عن اقامة دولة الخلافة في كابول حتى وصلوا إلى مرحلة "الشريعة ضد الشريعة"، وحتى خرجت السيطرة على ايديهم، كما خرجت على من قبلهم، وصولا إلى أعلى مرحلة في سقف التيار الديني الاسلامي ألا وهي "داعش".

 

 

العدل والاحسان في المغرب، تعي جيدا مكتسبات عشيرتهم، الوصول إلى الحكومة على ظهر الحراك امتياز لم يسبق لاسلاميي المغرب الذين ظلوا مضحورين لسنوات في واحدة من اخطاء النظام، فحزب العدالة والتنمية سيبقى حزب إخواني فتلك مرجعية متماسكة ولو كره "الإخوان" أنفسهم وحاولوا إبعاد "شبهة" الإخوان التي كانوا يعتزون بها قبل سقوط خلافتهم الوهمية في مصر، وانضحالها في تونس وحملها للسلاح في سوريا.

 

 

عوض أن تكون جماعة "العدل والاحسان" جزء من النقاش العمومي والسياسي في البلاد، تظل منزوية في مغارتها المظلمة، إلى أن ترى جعجعة، فتخرج لاستعراض العضلات، بينما مكتب "ارشادها السياسي" عاجز تماما على المشاركة حتى في المعارضة وترويض الشارع واطلق العناع إلى كتلة من "مداويخ" الجماعة ينشطون من خلف شاشات الحواسيب، وقد يظن كما يشك الكثيرون، أن الغاية من هذا الفيلم كله، صفقة ثلاثية ضربت عرض الحائط عام 2011 جمعت الإخوان بالقصر، وجرى توزيع الأدوار، بعد حراك 20 فبراير.

 

 

 

وفي المقابل نخاف كثيرا أن يبقى امثال بيدالله وعبد اللطيف وهبي مع كامل الاحترام، يخرجون لنا بكلام عن "التوابث" ويدعون النخب والسياسيين إلى ضرب جدار الصمت المطبق وأن يستعرض علينا حامي الدين "تجذره"، وهناك من النخبة من يدعوا المغاربة أن يحمدوا الله على ماهم فيه.. وهنا مايسعنا إلى أن نقول غير ما قال شيخ سبعيني ذات ليلة شتاء " يا هاذ الناس خلونا نعاونوا سيدنا راه البلاد المشات!".


هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟

*
*
*
ملحوظة
  • التعليقات المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
  • من شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات