جمال فكري
رماقات بعض "الفقهاء" والمتفيقهين، ليس مبررا لضرب الدين الإسلامي في العمق من لدن بعض الملاحدة المباشرين وغير "المباشرين"،الذين يتنكرون بأقنعة "تسامح" مفضوح المرامي، وعلمانية غير بريئة تتحكم فيها أجندات مجهولة المصدر تبعث على الشك والريبة، بالنظر إلى اللوجستيك والأموال الطائلة المسخرة للتنظير لها وترسيخ أفكارها داخل المجتمع عن طريق بروبغندا إعلامية واسعة النطاق.. تحري الفتاوى والخوض فيها مشروط بضرورة النهل من علم دقيق، يجمع ما بين علم الحديث،وعلم أصول الفقه،وضبط كبير وعميق للغة العربية، وعلوم شتى تتقاطع ما بين الأسئلة الوجودية الفلسفية،والمنطق،الفكرالإسلامي، والقانون بشقيه الخاص والعام.. نحن لا ننكر أن بعض علماء الدين يسيئون للدين الإسلامي بهرطقاتهم، وأهوائهم التي ما أتى بها الله من سلطان،لكن هناك علماء دين مجددون،يجمعون ما بين العقل والنقل، لهم حجية منطقية لا تحابي ولا تتخندق،لا مع سلطة، ولا مع سفسطة عقيمة رجعية بحثة.. لكن في المقابل،نلاحظ عن كثب،توغل الأقلام المسمومة بداع وبغيره، تتكالب بلا هوادة للنيل من الدين تحت يافطة إلحاد مقنعة.. طبعا،الإيمان والكفر هي مسألة شخصية،فمن شاء فليؤمن،ومن شاء فليكفر..لكن دعونا نتعايش وفق ما تمليه علينا إنسانيتنا أولا،ثم لما تمليه علينا هويتنا الإسلامية التي تتعايش في كنفها إثنيات إرتضت الغالبية الساحقة منها،إلى حدود الساعة، أن يكون الدين الإسلامي هو دينها،فماذا بعد هذا من إختيار.. إن صدورنا لتضيق لما تخط وتناوش به سواعد بني جلدتنا للتضييق على تعاليم الإسلام السمحة، وإظهاره بمظهر الرجعية المهترئ. فليرينا هؤلاء مشروع فردوسهم المنشود..لا شيء..سوى دعوة إلى العري، والمثلية، والإنصهار التام مع خصوصيات الغرب،ضاربين بعرض الحائط كل الخصوصيات الداخلية..بالطبع نحن مع التكنولوجيا، والتصنيع، والخلق، والإبداع في شتى الميادين، فلا يرمينا أحد برجعية ولا بماضوية، ولتكن لدى هته "النخبة" المتكلمة الجرأة والشجاعة في إنتقاد نفسها أولا، ونعتها بالجبن لعدم قدرتها على عدم الجهر بأن مشكل تخلف مجتمعاتها هو مشكل بنيوي قوته المحركة هو سياسة مستبدة وغير ناجعة،هي من تسيء للدين وللعبد..فالعيب ليس في الإسلام كدين، بل في من يسخره لأغراض دنيوية صرفة تنشد براغماتية متعفنة ليس إلا، ويجتمع في هذا من يسوق للإسلام السياسي،من أئمة،وأحزاب وغيرهم.. إن من تدعي بأنها نخبة، وأحيانا بأنها نخبة النخبة، ليست قادرة على الإتيان بنموذج مجتمعي يجمع ما بين هوية مجتمعها وبين محاسن الغرب التي لا ينكر أحد أهميتها ووجوب إعتمادها، فما نراه من هته "النخب" المزعومة، هو إستئصال لكل ما هو قيمي وهوياتي، يضع قطيعة مع الماضي بشكل نهائي وبلا هوادة..!!! يا سادة، إننا لا نرى منكم سوى إستنساخا مملا لما تقعد له أنامل من تعتبرونهم أنتم الأسياد، فلا حول ولا قوة لكم إلا بهم و بإلحادكم الذين تهرعون إليه، وذاك، لعمري، ما يدل على عجزكم تماما كما "فقهاء النوازل-السياسية" والفتاوى على المقاس، فأنتم في ذلك سواء، تحكمكم قوى تحابونها طوعا وكرها، فكل إناء بما فيه ينضح،وفي ذلك فليتنافس المستفيدون.
