غضب جماهيري تونسي بعد التعادل أمام تنزانيا: منتخب ضعيف بلا روح وأداء مخيب

وسط أجواء قاسية.. السلطات المحلية بتزي نغشو تواصل فتح الطرق المقطوعة بسبب الثلوج بإقليم ميدلت

مغاربة يدعمون المنتخب التونسي أمام تنزانيا في أجواء أخوية بالملعب الأولمبي بالرباط

الركراكي يؤكد: أمرابط عنصر أساسي ونحتاجه في قادم المباريات

الركراكي: المغربي ممكن يتقلق عليك فالصباح، ولكن فالليل يوقف معاك ويعرض عليك

رغم الفوز أمام زامبيا.. لاعبو المنتخب المغربي يرفضون تقديم التصريحات للمنابر الإعلامية

واقع يضطرم بأسئلة محمومة !

واقع يضطرم بأسئلة محمومة !

عبد اللطيف مجدوب

عقلياتنا حالياً

 

منذ عقد ونيف ، وواقعنا الاجتماعي يشهد انحسارا وتراجعا مريعين لأدوار المؤسسات التربوية .. انعكست آثارها على الإنسان المغربي المعاصر ( الأربعيني فما دون ) ، وسلوكاته ومواقفه وحتى أدائه العملي إن كان يمتهن عملا ، يمكن ؛ بيسر تام ؛ معايشتها والاحتكاك بها في كل المواقع والمرافق والمناسبات ؛ ولعل أقربها إلينا المناسبات الدينية ، وعلى وجه أخص العيدين ؛ عيد الفطر وعيد الأضحى والتي تختزل وبشكل صارخ العقلية المغربية الجديدة الخالية بالكاد من كل آثار التربية والتنشئة الاجتماعية ، وكأننا إزاء إفراز جديد لكائن بشري تعطلت لديه كل مقومات الشخصية السوية ، وحاضرة بدلها بقوة فقط حاجياته ونزواته التي يسعى إلى إشباعها بكل ما اتفق له من وسائل وأساليب ؛ لا يعيرها أي اهتمام ما إن كانت مشروعة أو لامشروعة ، أشبه بكائن غرائزي !. ترى ما هي أسباب ضمور أدوار التربية لديه ، وهل بالإمكان استعادتها في ظل المتغيرات الحالية ؟

 

الأمية والأسرة اللامربية والبورطابل الأعمى !

 

غير خاف على أحد أن المغاربة ؛ في الظروف الراهنة ؛ أصبحوا يمقتون القراءة أو بالأحرى فقدوا بالكاد الثقة بها ، لقناعتهم بأنها غير وظيفية وتلقي كل سنة بعشرات الآلاف من الطلبة إلى عرض الشارع ، ولا أمل في تشغيلهم ، لكن ومن سخرية الأقدار وجدوا في البورطابل ، ووسائل التواصل الاجتماعي عموما بديلا فأقبلوا يلتهمون كل موادها بما فيها أشرطة الفيديو القصيرة بلغاتها العامية الفجة ، لذلك لاحظنا ؛ في هذا السياق ؛ استواء الأمي والمتعلم على حد سواء في التعاطي لهذا الإعلام الشعبي الرقمي الذي يكرس في صاحبه الهوس بالثقافة الشعبية ، والمساهمة في نشرها على أوسع نطاق .

 

وكان من الضروري ؛ وكنتيجة حتمية ؛ لتضافر هذه العوامل بروز ظاهرة أسر لا تتوفر لها أدنى المقاييس التربوية .. بل تتخذ من أليوتوب وأشرطته وسيلة لإسكات صغارها ، فيظلون لساعات طوال وأعينهم لصيقة بها ، وأهاليهم ؛ على مواعد مع الواطسيب والفايسبوك ؛ غير آبهين بتداعياتها الصحية والتي قد تذهب بأبصارهم في وقت وجيز ، فكيف بعقولهم !

 

مواطن يدعو إلى القلق والتوجس

 

لنا في حوادث السير أكبر مؤشر على مرضية شخصية المواطن المغربي ، عدا سلوكاته الرعناء سواء في المرافق العامة أو امتهان حرفة معينة كسائق سيارة الأجرة والنقل العمومي الحضري ، أو كموظف عادي ملحق ببعض المرافق الإدارية العمومية . ولترجمة سلوك المواطن المغربي الحديث إلى أرقام ، يكفي الوقوف عند بعض المؤشرات . فالدولة تخسر سنويا ملايين الدولارات جراء :

 

*حوادث السير ................................. 7500 بين قتيل وجريح ، مما يجبر الدولة على رفع حالة الطوارئ بداخل المستشفيات .

 

* تأخر في تدبير ملفات وقضايا المواطنين .................لمدة تزيد عن 5 سنوات في المتوسط .

 

* أخطاء واختلالات فادحة ، مثال هندسة الباء ( قناطر ؛ طرق ؛ دور سكنية ) ..... ضحايا مع نهب الملايين .

 

* أخطاء مهنية على المستوى الصحي (عمليات جراحية ، ولادات ...) ، وما يستنزف ذلك من طاقات الدولة

 

* ديبلومات وأطروحات جامعية مغربية عرضة للبيع والشراء ؛

 

* السيارت الوظيفية التابعة لملكية الدولة لا تعيش في المتوسط أكثر من 5 خمس سنوات حتى تنضم إلى حظيرة المتلاشيات ؛

 

* هدر المليارات من الدراهم على التعليم مقابل مخرجات ضحلة ؛

 

* استفحال معدلات الجريمة داخل المدن بأرقام قياسية، واحتلال المغرب رتبة لا بأس بها في احتراف الإجرام ؛

 

 

* هروب الرساميل الأجنبية وعدولها عن استثمارها في المغرب ، بما فيها أحيانا الرساميل الوطنية .


هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟

*
*
*
ملحوظة
  • التعليقات المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
  • من شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات