غضب جماهيري تونسي بعد التعادل أمام تنزانيا: منتخب ضعيف بلا روح وأداء مخيب

وسط أجواء قاسية.. السلطات المحلية بتزي نغشو تواصل فتح الطرق المقطوعة بسبب الثلوج بإقليم ميدلت

مغاربة يدعمون المنتخب التونسي أمام تنزانيا في أجواء أخوية بالملعب الأولمبي بالرباط

الركراكي يؤكد: أمرابط عنصر أساسي ونحتاجه في قادم المباريات

الركراكي: المغربي ممكن يتقلق عليك فالصباح، ولكن فالليل يوقف معاك ويعرض عليك

رغم الفوز أمام زامبيا.. لاعبو المنتخب المغربي يرفضون تقديم التصريحات للمنابر الإعلامية

العرب و الصعود إلى الهاوية !

العرب و الصعود إلى الهاوية !

الصادق بنعلال

 

 

بمجرد أن حصلت الأقطار العربية على استقلالها و استرجاع " حريتها " من المحتل الأجنبي منذ  حوالي الأربعينيات من القرن العشرين ، و هي في صراع متواصل مع الذات و الآخر،  وقد كانت السلطة و مازالت عصب التناحر الدراماتيكي بين الحاكمين المحظوظين و الشعوب المحرومة ، تلك السلطة القائمة على الرغبة الجامحة في التحكم و الاستئصال و القمع ، و الوقوف في وجه أي نزعة نحو انتقال ديمقراطي نوعي ، يروم تمكين " المواطنين " و تأهيلهم للتعاطي الإيجابي مع معترك الحياة الاجتماعية  بمعناها الشامل ، و مأسسة الفاعلية السياسية و عقلنتها بالشكل الذي يتماشى و منطق الدولة المدنية الحديثة  .

 

و هكذا كان نصيب كل من تجرأ من المناضلين الشرفاء القوميين و الاشتراكيين و الشيوعيين و الليبراليين و الإسلاميين على أصحاب " الفخامة و السمو " ، و اقترح نهجا سليما في الحكامة الرشيدة و القيادة الراجحة .. كان نصيبه كل ما يخطر و ما لا يخطر على بال أحد من المعاناة و الحرمان و الجبروت  الرمزي و البدني ، مما أفضى إلى انتشار معالم اليأس و الإحباط و فقدان الأمل بأي حلم في رؤية الضوء في آخر النفق ، خاصة و أن الزعماء العرب الأشاوس قرروا بأنفسهم و " نيابة " عن شعوبهم أن يواجهوا " بتحد و صمود " إسرائيل " عدوهم " الأول ، و يحرروا فلسطين "كل " فلسطين ، بعد ذلك ينعمون بمتسع من الزمن لتحقيق " الوحدة العربية " و الديمقراطية و التقدم و التنمية .. فلا هم حاربوا إسرائيل و لا هم أقاموا نظاما سياسيا عادلا . و جرت مياه غزيرة تحت جسر الأمة العربية الجريحة ، لنستيقظ  في سنة 2011 على أصوات الشباب العربي غير المسيس ، و هي تنادي في ساحات التحرير بالعدالة و الحرية و الكرامة الإنسانية و إسقاط الفساد و الاستبداد ، مما أدى إلى إزاحة بعض رموز الغطرسة في مصر و تونس و ليبيا و اليمن . . على أمل بلورة انعطافة سياسية مفصلية ، تقطع مع ممارسات تجويف المجتمع من قواه الحقيقية سياسيا و ثقافيا و إعلاميا و اجتماعيا ، و ترنو إلى بناء تجربة سياسية تستحضر مستلزات الحداثة و آليات الفاعلية الديمقراطية بمعناها الكوني .

 

بيد أن جيوب مقاومة التغيير في الدولة العميقة أبت إلا أن تجعل من الربيع الديمقراطي  الواعد خريفا عربيا يقطر دما و ألما وظلما ! و انقلبت على الاستحقاقات الشرعية و المؤسسات المنتخبة في مناخ من التنافس الحر و المواجهة الشفافة  . فماذا ربح المنتكسون من عرقلة الانتقال الديمقراطي المجهض ؟ و ماذا قدموه لأجيال الأمة من نماء و تقدم ، غير الإمعان في الاستئصال و التفرد بالحكم ، و الزج بالمخالفين و أصحاب الرأي المستقل في غياهب السجون و المنافي ؟ إذا تأملنا الوضع الجيوسترانيجي المحيط بالمنطقة العربية لاحظنا بجلاء أننا أمام دول كبرى بمشاريع عملاقة اقتصاديا و عسكريا و اجتماعيا : تركيا و إيران و إسرائيل ؛ فعلى الرغم من التناقضات الحادة بين هذه الأقطاب الكبرى إلا أنها تميل ميلا إلى بناء قدراتها السياسية و التنموية بإصرار لا غبار عليه ، أما الكيانات العربية الكبيرة و الصغيرة ، و هل هناك فرق ؟ فقد آلت على نفسها أن تسترجع حروب  البسوس و داحس و الغبراء ، و تجتهد اجتهادا في محاصرة بعضها ، و تتأهب لمواجهة " أشقائها " بأحدث  الأسلحة ، و ترمي بها في هوة الخراب ، ألسنا أمة ضحكت من جهلها الأمم ؟

 

 

لا يشك أي متابع محايد للوضع السياسي الإقليمي و العالمي ، في أن العرب و بعد أن أبدعوا  في ضياع فرص النهوض الحضاري المأمول ، سائرون  إلى حتفهم ، و ماضون إلى المجهول عن سبق إصرار و ترصد ، بل إنهم صاعدون بحماس إلى الهاوية ، إلا إذا حدثت معجزة في زمن لا يؤمن إلا بالقوة الفاعلة و العقل الراجع و العمل الدائم ، و هذا ما لا نراه في أمة لها قابلية الانهيار والاندحار !


هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟

*
*
*
ملحوظة
  • التعليقات المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
  • من شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات