الرئيسية | أقلام حرة | نوستالجيا الحانوت!!

نوستالجيا الحانوت!!

بواسطة
حجم الخط: Decrease font Enlarge font
نوستالجيا الحانوت!!
 

 زمان أيّام كان لمول الحانوت همّة وشان، كُنّا في ليلة الخميس تانوجّدو شلّا كْوَالَا ذ السّميدة غليظة، استعدادا لصبيحة يوم الجمعة، باش الكليان غير يوقف قدّامك، يلقى السّخرة موجودة، وأنت كمول الحانوت بهاذ العمليّة الإستباقيّة، كاتّفادَى تعطال الصّوالح ليك وللزّبون ذيالك. بالخفّ كاتسربيه، وتزيدو الإضافات اللي ممكن يحتاجها، وتدوز للكليان اللي من بعدو.

 

  ف ذيك الأيّام الزّينة، كان من باب الأمانة، شي ثلاثة ذ الأنواع ذيال الكسكسو أومبالي، هوما التّقدّم والسّبع وكوبّار، وواحد النّوع ذيال العبار معروف بالكسكسو ذيال الشّمال، ممكن النّاس القدام في الضّومين يفيدو الجّداد في إثبات حقيقة هاذ المعلومات، ومع ذلك كانت السّميدة الغليظة هيّ المُتربّعة على عرش الأكثر مبيعات يوم الجمعة. هاذشي قبل ما تشيع ظاهرة الكسكسو ذيال البكيّة بشكل متناغم مع طفرة التّطوّر اللي طرات على عادات المستهلك.

  

  النّتيجة اللي حسمات فيها العديد من المستجدّات، اللي قدرات تغيّر سلوكات النّاس إلى يومنا هذا، واضحة وباينة ومازال مستامرّة في التّطوّر. وبمجرّد مقارنة بسيطة ما بين ميزان الصّروف القديم وميزان التّريسينتِي الحَديث، غادي نفهمو أنّ مناحي الحياة برُمّتِها رجعات بشكل من الأشكال كهربائيّة، أوْ بصيغة أخرى، غير تكون خدّام بالضّووْ، ولا يهزك الما ويضربك الضّووْ!!

 

  اليوم عوض ما يفتح مول الحانوت نقاش جادّ وبنّاء حول ازدواجيّة وُجُودُو المُتمثّلة في تُراثُو المهدّد بالإقبار وروح مقاولتو السّائرة نحوَ الفناء، تانشوفوه هْرَب من واقع الحانوت، وطلب حقّ اللجوء الإفتراضي في مواقع الفايسبوك والوات سابّ، ونهار على نهار كيزيد الكسكسو ذ الباكيّة في تطوير أشكالو ومحتوَياتو بفضل أفكار مُبتكريه المتجدّدة، ومع ذلك باقية السّميدة الغليظة حاضرة بوجودها التّقليدي ف تراثنا، بينما مول الحانوت مكمّش ف محالو، واخّا گاع يكون هاذ المحال من الطّراز العصري الواعر، حيث المهمّ في الاوّل الأخير هوّ تطوير الفكر ماشي عَصرنة الحانوت فقط، ولا أكثر!!

 

 

  بالنّهاية هاذيك السّميدة الغليظة اللي افتاتحنا بها هاذ المقال، هيّ باش تايختمو أغلب النّاس مراسيم العزاء اليوم، وهاذاك مول الحانوت اللي ماتيدير حتّاشِي مقارنة بين الماضي والحاضر، باش يخططّ لمستقبلو، غادي يبقى رهينة عند قراصنة النّضال، وعَبد جُوطابل في نفوذ الشّركات الوَتنيّة، يساوْمُو به تجّار الأزمات من سيّاسيّين انتهازيّين وممثّلين هَمزاويّين، ما حدّ باقي كنّاش الكريدي مفتوح، وقادر على احتواء صدمات واختلالات القُدرة الشّرائيّة!! عموما، جمعة مباركة للجميع..

 
مجموع المشاهدات: 497 |  مشاركة في:

الإشتراك في تعليقات نظام RSS عدد التعليقات (0 تعليق)

المجموع: | عرض:

هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟

التعليقات المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع

من شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات

مقالات ساخنة