احتفالية رائعة بالأضواء في مباراة الجزائر وبوركينافاسو بملعب مولاي الحسن

مدرب الجزائر بيتكوفيتش: رغم الصعوبات، تمكنا من تقديم أداء قوي وتجاوز التحديات

زيدان وأسرته يحضرون مجددا لمؤازرة المنتخب الجزائري في كأس إفريقيا بالمغرب

مغاربة فرحانين بفوز المنتخب الجزائري أمام بوركينافاسو بملعب مولاي الحسن

لحظة وصول منتخب أوغندا لمدينة فاس

إبراهيم مازا سعيد باختياره أفضل لاعب في مباراة الجزائر وبوركينافاسو

الدرس الأمريكي (1)

الدرس الأمريكي (1)

بوسلهام عميمر

قبيل الإعلان عن فوز جو بايدن الرئيس الأمريكي 46، ذهبت التعليقات والتحليلات مذاهب

 

شتى، خاصة ببلادنا العربية المتخلفة، بعيدة كل البعد عن الواقع و ما يعرفه خلال انتخاباته

 

من تجاذبات قوية.

 

"إذا بان السبب بطل العجب"، لما ندرك أنها خلاصات منسجمة مع المقدمات، إنها أحكام

 

تصدر من واقعنا العربي المأزوم. و الغريب أنها استنتاجات تعود لمحللين كنا نظنهم بحكم

 

خبرتهم أنها تتوفر على نسبة معتبرة من المصداقية، لكن للأسف كانت أبعد ما تكون عن

 

الحقائق.

 

فقد ذهبت هذه بعض هذه التحليلات، إلى التوقع بما يشبه الجزم أن أمن الولايات المتحدة

 

على كف عفريت، وأنها مقبلة على حرب أهلية لا تبقي و لا تذر بين أنصار ترامب

 

الجمهوريين وأنصار بايدن الديموقراطيين، وأن اصطدامات قوية ستقع لا محالة بين قوات

 

أمن الولايات والجيش الفدرالي الأمريكي، بم أن ترامب يهدد ويتوعد أنه لن يغادر البيت

 

البيضاوي، وأنه يردد أن الانتخابات لا يمكن أن تؤول إلا إليه، وإن حدث العكس فهي

 

مزورة، وهلم هلوسات اعتمدوا عليها لاستنتاجات هذه الخلاصات.

 

بل وأغرب التحليلات لم تترك للتعسف ما يقوله، لما أخذ أحدهم يفيض في المقارنة بين

 

المجتمع الأمريكي الذي حَسْبه يحمل في جيناته كل عناصر الفرقة بما أنه مجمتع تتكون

 

تركيبته الاجتماعية من الملونين ومن أجناس مختلفة ومن صراع تاريخي بين الكاثوليك و

 

البروتستانت وبين الأفارقة و الإسبان والأوربيين والهنود و يبصم على هرطقته، لما يفارن

 

ما لا يمكن أن يقارن بتاتا. مقارنة أغرب من الخيال لما يجعل المجتمع الأمريكي في مقابل

 

المجتمع المدني على عهد الرسول عليه السلام بالمدينة المنورة، بما أنه كان يضم في

 

تركيبته عرب المدينة من أوس و خزرج، وعرب مكة، و اليهود و نفر من النصارى، ومن

 

خلاله عرج على الأمويين كيف انهارت دولتهم نتيجة الصراع الداخلي على الحكم، مؤكدا

 

أنه نفسه سيحصل اليوم لأمريكا، وعلى العباسيين وما كان بين العرب والأعاجم من صراع

 

على تولي السلطة والإمساك بدواليب الحكم والأتراك.

 

أي منطق هذا؟ لكن للأسف يجدون المنابر تروج لبضاعتهم الخرقاء، ويجدون من يتابعهم،

 

و يسجل إعجابه بخزعبلاتهم.

 

نعم لا أحد من الأحرار عبر العالم، يوافق ترامب على ميله السافر للجانب الإسرائيلي فيما

 

يعرف بصفقة القرن، وما فعله بخصوص القدس، و أيضا ما فعله بهضبة الجوالان، لكن

 

هل يجيز لنا هذا وغيره، أن نتحامل على أمريكا بهذه التحليلات المتعسفة؟

 

فهل غاب عن هؤلاء أن الواقع الذي يصدرون عنه غير الواقع الأمريكي وأنه لا مجال

 

للمقارنة بتاتا؟ و هل غاب عنهم أن أمريكا دولة مؤسسات لم تبن بين عشية وضحاها نتيجة

 

انقلاب عسكري لذر الرماد في العيون، فالقضاء الأمريكي لا يخضع للإملاءات مهما كانت

 

قوة الرئيس الحاكم.. فمؤسسة الرئاسة لها صلاحيتها وللقضاء سلطته، وبالمناسبة رأينا كيف

 

تم تعيين قاضية من طرف الرئيس (من عين الابرة) فلم تثبت في منصبها إلا بعد مسار جد

 

معقد. فالناس لا تمزح. إنهم يعرفون ما يفعلون.

 

وهل غاب عنهم أن للجيش صلاحيات محددة بنصوص قانونية صارمة، لا يمكن أن يحيد

 

عنها مهما كانت النتائج الانتخابية؟ فالجيش لا يهمه أن يصعد نجم هذا الرئيس من الحزب

 

الجمهوري أو ذاك من الحزب الديموقراطي. وهل غاب عن هؤلاء أن للناخب الأمريكي

 

الكلمة العليا و كلمة الحسم يوم الاقتراع بدون تأثير أية جهة كانت؟ إنهم يصوتون لهذا أو

 

لذاك بناء على برنامجه الذي يعلن عنه في حملته الانتخابية، أو يعرضه خلال مناظرته

 

على الهواء، التي ترجح كفة هذا المرشح أو ذاك؟

 

إن الشعب الأمريكي لا يميل لأحد المرشحين بناء على ضغوطات ترهبه، أو بناء على

 

علاقات قرابة، أو طمعا في منصب يحوزه. فقد رأينا كيف كان التركيز على موضوع

 

الساعة (كورونا). فقد كانت مقتل ترامب الذي ركز بايدن ضرباته عليها. فما فتئ يذكر

 

بالآلاف التي خسرها الشعب الأمريكي من أبنائه. فلم تنفع ترامب ما حققه على المستوى

 

الاقتصادي، و ما تشكله الصين من تهديد. كما ركز بايدن على موضوع الهجرة الذي أتى

 

فيه ترامب ما لم يسبقه أحد من الرؤساء، لما فصل الأطفال عن آبائهم. و قاصمة الظهر

 

كان موقفه المتذبذب من مقتل الأمريكي من أصول إفريقية بالطريقة البشعة.

 

كل ذلك وغيره لم يغفره له الشعب الأمريكي فصوت ضده عقابا له على تغريداته

 

 

وتصرفاته غير المحسوبة.


هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟

*
*
*
ملحوظة
  • التعليقات المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
  • من شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات
المقالات الأكثر مشاهدة