الرئيسية | أقلام حرة | صعوبة اٍيجاد الحلول في قضية الصحراء المغربية

صعوبة اٍيجاد الحلول في قضية الصحراء المغربية

بواسطة
حجم الخط: Decrease font Enlarge font
صعوبة اٍيجاد الحلول في قضية الصحراء المغربية
 

بدون مقدمات ، الاستفتاء أضحى غير مقبولا من طرف المغرب ، وغير مقبولا من جبهة البوليزاريو .

 

اقتسام الاراضي بين الطرفين يعتبر أيضا غير مقبولا اٍطلاقا .

 

وهناك الحل الثالث ، ألا وهو الحكم الذاتي الذي يقترحه المغرب وتزكيه هيئة الامم المتحدة والبلدان العظمى وترفضه الجبهة رغم أنه يمنح لها صلاحيات كبيرة ، شرط أن يتم الاحتفاظ بالعلم المغربي والعملة المغربية والمؤسسات المغربية .

 

تأسست جبهة البوليزاريو من طرف صحراويين مغاربة سنة 1973 بهدف تحرير جهة واذي الذهب والساقية الحمراء من الاستعمار الاسباني الذي احتل الاراضي الصحرواية منذ سنة 1884 ، هذه الجبهة كانت بمثابة حزب سياسي يدافع عن مصلحة الصحراويين القاطنين بالجهة الجنوبية المغربية .

 

لكن بعد تنظيم المسيرة الخضراء في عهد الملك الحسن الثاني سنة 1975 ، شاءت الاقدار أن تكلل بالنجاح ، ويسترجع المغرب الاراضي المستعمرة من طرف الاسبان .

 

سنة بعد هذا الحدث ، يعني سنة 1976 ، تم الاعلان عن تأسيس دولة تحت اسم الجمهورية العربية الصحراوية الديموقراطية خارج الحدود المغربية – مخيم تندوف – الواقعة فوق التراب الجزائري

 

هنا أريد أن أقف بعض الوقت على حالة مشابهة يمكن أن تتكرر ونصبح بالتالي أمام دولة ثانية بنفس الثوابل والحثياث والمعطيات وكأنها صورة مطابقة لما حدث بالصحراء المغربية .

 

لنفرض أن سكان مدينة سبتة ومليلة أسسوا جبهة لتحرير المدينتين المحتلتين من قبضة الاستعمار الاسباني ، ولنفرض أن المغرب سارع الى المطالبة باسترجاع المدينتين ، ولنفرض جدلا أن اسبانيا سلمت المستعمرات الى المغرب بسرعة البرق وبدون تماطل وبدون مقاومة .

 

الى هنا تظهر كل الامورعادية وطبيعية كيفما كانت درجة السرعة في تناسل الاحداث وكيفما كانت التفاصيل السياسية وتداعياتها ، لكن المفاجئة الكبيرة هو عندما تتقدم جبهة تحرير سبنة ومليلية بعد استراجاع المغرب لاراضيه ، تتقدم الجبهة بطلب الاستقلال عن المغرب واٍنشاء دولة مستقلة تحمل اسم الجمهورية السبتاوية الاسلامية مثلا .

 

هذا مثال من واقع السياسة العربية عامة والمغربية على الخصوص ، اٍلا أنه ورغم رأي المحكمة الدولية في مثل هذه الوقائع فاٍن هناك دول تساند هذا النوع من الجبهات وذالك لغرض في نفس يعقوب .

 

السياسة عدوة للانسانية وللمنطق ولوشائج القربى والقرابة ، السياسة تصب وتصبو دائما الى الوصول الى مواقف تميزها الارباح المادية والجغرافية والاستراتيجية والاقليمية واللائحة طويلة وطويلة .

 

هناك دولا عربية تدور في فلك هذه اللعبة ، الجزائر في الصف الاول وذالك لاسباب موضوعية لكنها مبنية على باطل .

 

أولها الحصول على منفذ يلامس المحيط الاطلسي من خلال دولة تم تأسيسها فوق أراضيها - الجمهورية العربية الصحراوية الديموقراطية سنة 1976 ، يعني بعد استرجاع المغرب للاراضي المستعمرة سنة 1975 .

 

ثانيها ، الخوف من التوسع الترابي من طرف المغرب على حساب الجزائر وعلى حساب شمال افريقيا وعلى حساب المغرب العربي وربما على حساب القارة الافريقية .

 

النقطة الثالثة ، وهي خطف الانظار بخصوص التقدم وتحقيق الازدهار والرفاهية للمواطنين انطلاقا من الثروات الظاهرة – فوسفاط وصيد بحري وفلاحة من جهة وغاز وبترول من جهة ثانية .

 

معبر الكركرات أبان مؤخرا على نقطة جد مهمة وهي التبادل التجاري بين شمال افريقيا عبر بوابة المغرب الجنوبية ودول الساحل ، وسوف أكون صريحا في تقديم ملاحضة قيمة في هذا المجال بحكم أن المغرب قام بتهيء المدن الصحراوية بشكل ملحوض في حين أن الشبكة الطرقية بين المغرب وموريطانيا لازالت تحتاج الى عناية كبيرة والى

 

مراجعة جيوسياسية عميقة تفوق المستوى المعهود الذي يردده الاعلام والذي يتم تلخيصة في مصطلح التنمية الوطنية المألوفة .

 

هناك دول عربية أخرى كانت ترحب بأطروحة جبهة البوليزاريو ، لكنها تراجعت عن موقفها بعد مراجعة عقلانية .

 

دولة جنوب افريقيا تعتبر أيضا من حلفاء الجبهة دبلوماسيا وذالك انطلاقا من منظومة التآزرألا مشروط لحركات التحرر من الاستعمار دون الالمام بالحقائق الثابثة ، وتفاديا للوقوع في هذا النوع المغلوط ، قدمت لكم مثال مدينتي سبتة ومليلية ، و ما يمكن أن يحصل أمام أعين الجميع .

 

 

فكرة سبتة ومليلية لم تأت من فراغ بل من نموذج سياسي واقعي تم اختياره لتوضيح السياق الاصلي لمشكلة الصحراء وما نتج عنه من تراشقات خطابية استمرت لعقود طويلة ، تحولت الى مبادء مبنية على مغالطات كبيرة .

مجموع المشاهدات: 1425 |  مشاركة في:

الإشتراك في تعليقات نظام RSS عدد التعليقات (1 تعليق)

1 | متتبع
التحليل
تحليل مريض مثل صاحبه. الحق يقال.
مقبول مرفوض
0
2020/11/21 - 04:35
المجموع: 1 | عرض: 1 - 1

هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟

التعليقات المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع

من شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات

مقالات ساخنة