الرئيسية | أقلام حرة | المغرب الجزائر إلى أين؟

المغرب الجزائر إلى أين؟

بواسطة
حجم الخط: Decrease font Enlarge font
المغرب الجزائر إلى أين؟
 

لا يظهر من العنوان عن ما سيكتبه البنان و عجز عن ذكره  اللسان. فما فحوى علاقة المغرب بالجزائر ؟ وما هو جوهر الخلاف بينهما؟ وما هو كنه الصراع المفتعل؟ ومن الظالم و المظلوم؟ لقد أسرفت بطرح الكثير من الأسئلة، فهل من أجوبة؟. 

لا يختلف إثنان أن العلاقة مع الجارة الشرقية يشوبها التوتر و النفور، و هي في منزلق خطير، خصوصا بعد الأحداث الأخيرة. فلنبدأ بالماضي أي التاريخ ،فمن ليس له ماض ليس له حاضر ولا مستقبل. هل تناسى النظام الجزائري ترحيل آلاف المغاربة في يوم مقدس عند المسلمين يوم عيد الأضحى المبارك وبطريقة وحشية عبر التحميل على الشاحنات وبالقوة وبدون أمتعة  وبدون سابق إنذار. في تعد سافر لحقوق الإنسان دون الحديث عن أخلاق المسلم وما غير ذلك،وهذا بشهادتهم وعلى قنواتهم. هل تناسى النظام الجزائري فضل المغرب من بعد الله في تحرير الجزائر من المستعمر الفرنسي إبان الثورة وكان بينا و جليا. فقد كان للمغرب خمس مصانع للأسلحة آنذاك كانت تزود جيوب المقاومة الجزائرية  بأمر من الشريف رحمة الله عليه الملك محمد الخامس، الذي لم يقبل مساومة الفرنسيين الذين وعدوه بأخذ مساحة تقرب نصف الجزائر. لكن أخلاقه الشريفة و الإسلامية جعلته يصطف خلف جيرانه وإخوانه بالزاد البشري و المادي. فمنكم من إعترف أنه لولا الدعم المغربي لما حررت الجزائر، وبشهادة كبار السياسيين عندكم وعلى قنواتكم، وبشهادة الفرنسيين أنفسهم. فهل جزاء الإحسان إلا الإحسان!!. هل تناسى النظام الجزائري وقفة عاهل البلاد، الذي رغم ما ذكرت وما هو إلا القليل. ومع ذلك مد يده الشريفة للتعاون المشترك مع جيرانه لما فيه مصلحة الطرفين، ومصلحة بناء المغرب العربي الأمازيغي الكبير، الذي سيعود بالنفع على المنطقة ككل في خطاباته الأخيرة، لكن لا حياة لمن تنادي. فلنعرج على الحرب الإعلامية الجزائرية الشرسة في نظر أصحابها على ملك البلاد. وسببها واضح، هو النجاح المبهر الذي حققته الدبلوماسية المغربية تحت قيادة صاحب الجلالة إفريقيا وعالميا بخصوص قضية الصحراء المغربية، وتحديدا الإعتراف الأمريكي بمغربية الصحراء وكذلك التدخل الحكيم في  تحرير الكركرات. والذي زاد الطين بلة تحريض النظام لأئمة المساجد  ضد المغرب لكسب دعم شعبي لكن هيهات، فهذا تصعيد خطير يدل على ما يكنون و ما يدبرون!. ففي هته النقطة التي سأذكر سأقف موقف المحايد، فلا يروقني كذلك موقف بعض الإعلاميين المغاربة في التنمر  بالأسماء والألقاب ولا حتى الإفتخار بخيرات بلادنا من ناحية المأكولات كالموز وغير ذلك. لأنها بكل بساطة ليست من أخلاق المسلم ولا المغربي في شيء. وكذلك تهييج الشعب الجزائري عن كيفية  توزيع ثروته الغنية بالبترول والغاز. كأننا نريد لهم الفتنة، فهذا شأن داخلي خاص بهم لا يخصنا. كما لا يروقنا كذلك أيا كان التدخل في أمور بلادنا الخاصة . لأن هته الفئة أبانت عن ضعف أخلاقي وديني عادة ما يتفوق  فيهما المغاربة عن غيرهم من الشعوب. فلا يجب الإنسياق وراء تلك الإستفزازات مصداقا  كقوله تعالى "فلا تنابزوا بالألقاب" "ولا يسخر قوم من قوم"... ولا حتى عرض إنجازات المملكة على قنواتنا لغيظهم فنحن أرفع من ذلك. فهذا مرادهم بعدما إنهزموا في الواقع، من خلال  تحرير الكركرات و الإعتراف الدولي بالصحراء المغربية. فلم يتبق لهم سوى سياسة المواقع. 

 فمهما حرضوا تبقى محبة الجزائريين للمغاربة والعكس صحيح ثابتة. لا يشوبها إعلام مسبوق الدفع، ولا خلق أعلام مزيفة، ولا هرطقات إنفصالية. لأنه بكل بساطة ما يجمعنا أكثر مما يفرقنا، من قرب جغرافي ودم مشترك و لغة واحدة و دين واحد. فرغم ما ذكر تبقى يد المغرب ممدودة لأي مبادرة تعود بالنفع على الجانبين، لأن الكبير دائما ما يسامح . وأقول للنظام الجزائري بكل لباقة أن يستحضر التاريخ، وأن يعي أن الشعب الجزائري أصبح أكثر فهما للطريقة البدائية التي ينهجها في تصدير أزمته الداخلية من خلال إفتعال صراع وهمي مع المغرب والسلام. 

مجموع المشاهدات: 2010 |  مشاركة في:

الإشتراك في تعليقات نظام RSS عدد التعليقات (0 تعليق)

المجموع: | عرض:

هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟

التعليقات المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع

من شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات

مقالات ساخنة