احتفالية رائعة بالأضواء في مباراة الجزائر وبوركينافاسو بملعب مولاي الحسن

مدرب الجزائر بيتكوفيتش: رغم الصعوبات، تمكنا من تقديم أداء قوي وتجاوز التحديات

زيدان وأسرته يحضرون مجددا لمؤازرة المنتخب الجزائري في كأس إفريقيا بالمغرب

مغاربة فرحانين بفوز المنتخب الجزائري أمام بوركينافاسو بملعب مولاي الحسن

لحظة وصول منتخب أوغندا لمدينة فاس

إبراهيم مازا سعيد باختياره أفضل لاعب في مباراة الجزائر وبوركينافاسو

الانتخابات غاية أم وسيلة؟

الانتخابات غاية أم وسيلة؟

بوسلهام عميمر

ترى لو طرح هذا السؤال على سياسيينا ابتداء من المستشار بالجماعات المحلية إلى تحمل

مسؤولية تسيير الشأن العام، مرورا بالمجالس الإقليمية و الجهوية و الغرف و البرلمان،

فهل ينتظر من أحدهم أن يتسلح بالشجاعة اللازمة، ليعلن أن غايته هي تحقيق مآربه أولا

و خدمة المواطن ثانيا، أم أن إجماعهم سيكون مصلحة المواطن أولا و أخيرا، وكأن الشمس

يمكن إخفاء أشعتها بغربال.

فهل يخفى على أحد خلفيات الصراع حول القاسم الانتخابي بين العدالة والتنمية من جهة

وبقية الأحزاب من جهة ثانية؟ هل هو فعلا من أجل سواد عيون الديمقراطية، أم أن

المحرك الأساس هي المصالح الشخصية أولا والحزبية الضيقة ثانيا؟

فما موقع المواطن البسيط من كل هذه الزوبعة التي جعل منها البعض قضية حياة أو موت؟

كان بالإمكان تقدير النقاش المحتدم، لو سبق أن عشنا مثله من أجل أحد القوانين التي

تضرب القدرة الشرائية في مقتل، أو من أجل صحة المواطنين أو تعليمهم أو سكنهم، فكم

هم الذين لا يزالون يعيشون في البراريك والطامة في الكهوف، فهل رأينا من يملكون أكبر

كتيبة في البرلمان والذين يلونهم، زلولوا الأرض من أجل القطع مع هذه الأوضاع المزرية؟

أم هل أقاموا الدنيا ولم يقعدوها من أجل البنيات المهترئة تظهر عورتها مع أول قطرة

مطر؟

كم من موسم انتخابي مر منذ الاستقلال إلى اليوم ، فما هي الأوراش الكبرى التي يمكن

الحديث عنها، تحققت خالصة على أيدي السياسيين؟

ميزانيات ضخمة بالملايير من أموال دافعي الضرائب و من عرق جبين أبناء الوطن من

داخل البلد وخارجه، يحول إلى حساباتهم شهريا، علاوة على الامتيازات لا عد لها ولا

حصر، فما الذي يجنيه المواطن من وراء صراع الديكة بينهم خلال كل موسم انتخابي حول

هذه الصيغة أو تلك، حتى إذا نال كل واحد مبتغاه، فلا يسمع لأحدهم ركزا ولا تحس لهم

حسا؟

فما الذي يهم المواطن من الحرب الضروس حول القاسم الانتخابي، و ما الذي يربحه من

حصول عمرو أو زيد على الأغلبية و حصد أكبر عدد من المقاعد، أكثر من الغصة تأكل

كبده، وهو يرى من سيتوسلون صوته قريبا، وينزلون إلى الأسواق متحللين من ربطات

العنق مرتدين القبعات الشمسية و يشاركونه أكل الفول والهندية، ويقسمون بأغلظ الأيمان

أنهم سيفتحون له أبواب السماء إن هو منحهم صوته، لكن بمجرد ما يقضون وطرهم،

يتنكرون له عند أول منعرج.

إنه لمن دواعي الاستغراب هذه الزوبعة حول القاسم الانتخابي، بغض النظر عن مضمونه

يصب في صالح هذا الطرف أو ذاك، أتساءل ما الذي قدمه المعارضون له في ظل النظام

السابق الذي خول لهم الأغلبية؟

"الأعمال بخواتمها" قد نتفهم استماتتهم لو أنهم وفوا بوعودهم التي قطعوها على أنفسهم،

خلال ولايتين متتاليتين. فما الذي تحقق على أيديهم أكثر من القرارات المجحفة في حق

المواطنين ابتداء من نظام التقاعد المشئوم، إلى تجميد الأجور، كبلت يد الأجراء

والموظفين، لا يجدون ما يرتقون به ثقوب معيشتهم، غير الارتماء في بحر جشع الأبناك

عن يد وهم صاغرون؟ ما الذي استفادته المواطن غير الارتفاع المهول في نسبة البطالة

التي لم تعد تقتصر على أصحاب البدلات الزرقاء، علما فالبلاد في حاجة إلى الأطر الطبية

والتعليمية المكونة تكوينا جيدا، يواكب مستجدات العصر؟ وقس على ذلك الزيادات المتتالية

في الأسعار آخرها زيت المائدة، و الطامة تحرير سوق المحروقات جعلت المستهلك تحت

رحمة لوبيها بما أن أية زيادة في ثمنها، يتلقفه أرباب النقل الطرقي ليجهلوا فوق جهل

الجاهلين بلا حسيب ولا رقيب.

فلا يجد المواطن البسيط غير مَدّ عنقه لمقصلة الزيادات، بما أنه لا طاقة له بمفرده أن

يواجه تكتلات هؤلاء القوية؟ أين من كانوا يتوددون إليه لينالوا صوته؟ قد تعثر على بيضة

الديك ولا تجد أحدهم يدافع عنه و يحمي ظهره. ولعل صرخات المواطنين في ميكرفونات

مواقع التواصل الاجتماعي تعكس مدى تدمرهم، فيعلنون بحناجر مبحوحة تنز ألما وكمدا،

 

أنه لا ملجأ في هذه البلاد غير الله وصاحب الجلالة، آيسين من السياسة والساسة أجمعين.


هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟

*
*
*
ملحوظة
  • التعليقات المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
  • من شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات
المقالات الأكثر مشاهدة