محمد الاغظف بوية
تعيش القبيلة في تفكير الناس في المجتمعات الضيقة فمثلا ففي الصحراء تحضر في تولية المناصب وفي الانتخابات...مامعنى سيطرة " مؤسسة " قبلية على كل المتاصب الإدارية؟ وماذا يعني استحواذ عشائر على المناصب العلية تاركين لأبناء الصحراء مناصبا شعبية يتنافسون عليها بما يملكون من كفاءات .
لا معنى لمؤسسة تتحكم فيها إرادة الاستغلال البشع .وقد رأينا الحالة اللبنانية. هذه الحالة التي حولت بلدا كان في ما مضى من الزمن يوصف بسويسرا الشرق .واليوم يتحول إلى دولة للعشائر والتيارات السياسية التي تقاد من طرف رجال الدين والمذاهب والعشائر ولوبيات المال الفاسد .
تجربة لبنان صيرت البلد إلى ما هو عليه الآن. فهل تنتقل هذه الوصفة اللبنانية الخالصة إلى بلدان مثل المغرب والجزائر وموريتانيا .
قد تستعصي الحالة اللبنانية على الفهم .لكن هذه الحالة قد تنتقل إلى امم عربية أخرى وان كانت بأقل حدة.
لا نعني بالانتقال .تحول المنطقة إلى مراكز للصراع المسلح وإنما نقصد بذلك تحول السياسات الداخلية إلى ساحات للتنافس القبلي والعشائري والمناطقي، ومع دخول المال ستتخذ المنافسة طابعا اكثر حركية وديناميكية .
ستدخل الانتخابات مثلا مرحلة الاستقطاب القبلي بدل السياسي والحزبي .وبدل استعمال اقل للمال العام، سيعمد المتنافسين لجلب أموالا طائلة من مراكز غير شرعية .وحتى مصطلح التنافس سيتغير إلى مصطلح الصدام والصراع. المصطلحات المتداولة الجديدة هي من إنتاج هذه المرحلة العصيبة والعصية على الفهم والاستيعاب .لأن مانلاحظه غلبة تفكير السيطرة والتحكم .ولا ارادة فوق ارادة المال والانتماء المناطقي والعشائري القبلي .
ستمر الانتخابات كما مرت في مراحل عدة من محطات المغرب الدستورية، لكن التغيير الحقيقي لم يحدث ولن يحدث مادامت العقليات الرجعية والعتيقة هي المتحركة والمتحكمة .
الثابت اننا امام انتخابات عادية وبسيطة تمر في اجواء معهودة ومعلومة لكن المتحول هو ان هذه الانتخابات لم تحدث التحولات المرغوبة .فمازلنا نسقط اثناء بحثنا عن الاصوات في القرابة .وتتوسع الدائرة لتشمل العلاقات التي يصنعها المال والجاه.
