الرئيسية | أقلام حرة | "الفضوليون.."2

"الفضوليون.."2

بواسطة
حجم الخط: Decrease font Enlarge font
"الفضوليون.."2
 

تابع..

في كل الأحوال، وبمقتضى مسؤولية "القوة والريادة" التي ذكرناها في بداية هذا الملف، فإن الغرب هو المسؤول عن الفساد والاستبداد المحلييْن، لأنه، وحتى إذا أقصينا "نظرية المؤامرة"، وأفرطنا في "حسن النية"، هم مسؤولون من باب عدم الرغبة في تخليص الشعوب من طغاتها(إلا بما يوافقهم كما كان الحال مع صدام).. وهذا لأنهم -من ضمن ما يستفيدون- يستنزفون خيرات تلك الشعوب عبر أولئك العسس. لأن اللص لا بد له من "أدوات". ولأن الأدوات هنا لا يمكنها أن تسرق مجانا. فيكون "زعيم العصابة" مضطرا أن "يقنع" بسرقة منقوصة أجر اللصوص الهرميين التسلسليين، خير من العدم، ما دام لا يمكن الاستغناء عن الخدم، الوسطاء، "السعاة"، "العاملين عليها"،، والكل "رابح"!!!..

الطامة أن "الأزمة الأخلاقية" لا تقتصر على السياسيين الغربيين فحسب، بل طالت حتى "مثقفيهم". حيث يمكنك أن تجد الكثير منهم قد "ارتقوا" إلى تبرير مساندة دولهم للدكتاتوريات بضرورة التعامل مع تلك النظم من أجل المصلحة(فالمصلحة أصبحت تبرر عندهم أي شيء)، ويتعجبون للعداء المتنامي لدى الشعوب تجاه الغرب، وهو يساند "دولهم"!!!..

هؤلاء البلهاء الجهلاء يتظاهرون أنهم يجهلون أن هذه الأنظمة إنما هي حكومات معربة للشعوب الغربية وليست أبدا حكومات للشعوب العربية.. يتعامون عن الانفصام التام بين النسخ المعربة لحكومات المستعمرات وبين الشعوب الواقعة تحت وطأة الأعداء والعملاء على حد سواء..

إن الغرب "مريض"، ومرضه عضال، وأحد أعراضه هوسه الذي يفوق الخيال بخلق عدو!!!..

فإذا كان، على المستوى السياسي، لا تكاد تنطفئ نار حرب هنا حتى يشعل أخرى هناك، ولا يحيّد دولة أو منظومة سياسية أو فكرية أو عقدية من جحفل الأعداء حتى يقحم فيها أخرى، فإن ألعابه الإلكترونية وبرمجياته الرقمية أصبحت يسيطر عليها اتجاه الحروب المدمرة والمطاردات البوليسية وشجارات الشوارع!!!..

وجهه آخر لارتباكه وعدم توازنه يظهر عندما تلاحظ أنه ليس له أدنى مشكلة مع فعل القتل من حيث المبدأ، وإنما هو يتموقف فقط من وسائله..

فمثلا، وفقط مثلا، لا حرج لديه في إبادة قرية ببشرها وشجرها وحجرها جوا، ما دام القتل قصفا أو قنصا أو قَنبلة، لكن لا يجوز بحال ذبح كبش أو كلب أو قط أو حتى ديك بالسكين،، وخاصة أمام الكاميرا، ذلك أن الأمر يخدش شعور "المتحظرين"..

والغرب يستاء من الحكم بالإعدام، لأن الغربيين لا يستهويهم القتل الفردي بعد المحاكمة، ولا يتقبلونه.. هم مهووسون بالإبادة الجماعية دون محاكمة، على الهوية،، وحبذا لو كانت جوا، ومقترنة بدمار شامل.. إنه عاشق القتل "النظيف"،، غير المقنن!!!..

كذلك هو ليس له إشكال مع الإبادة الجماعية، ما لم تكن بـ"الأسلحة الكيماوية"

ليس له أدنى مشكلة مع وجود الأسلحة النووية، لكن يجب أن يختار صاحبها..

 

لقد تدخلوا في أديان الناس وخصوصياتهم، وأخرجوا أبناءهم من ديارهم، وأشعلوا نار الفتن، فقادوا العالم إلى الهاوية، لم يتركوا الناس يتدبرون شؤونهم، ولم يهدوهم سبيلا قويما..

 
مجموع المشاهدات: 8229 |  مشاركة في:

الإشتراك في تعليقات نظام RSS عدد التعليقات (0 تعليق)

المجموع: | عرض:

هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟

التعليقات المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع

من شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات

مقالات ساخنة