الرئيسية | أقلام حرة | "فلاشات" و"مغربات" من "قبائل" الجامعة العربية2

"فلاشات" و"مغربات" من "قبائل" الجامعة العربية2

بواسطة
حجم الخط: Decrease font Enlarge font
"فلاشات" و"مغربات" من "قبائل" الجامعة العربية2
 

تابع..

يتبعون أسيادهم شبرا بشبر وذراعا بذراع في الشاذ والفاذ في كل ما تعلق بالاستلاب وتخريب الهوية،، لكنهم يمنعون الأسماء "الأعجمية" عبر إصدار لوائح دورية للأسماء الممنوعة، في انفصام -مثير للاشمئزاز- بين الحرص على التقاليد بداعي الهوية والخصوصية والأصالة، والتفريط في مقومات الهوية بداعي العولمة والعصرنة والحداثة!!!.. والحق أن الأمر ليس بغريب، لأنهم عند الإفلاس لا يجدون ما يتشبثون به كرابط بينهم وبين هوية شعوبهم إلا العمامة أو الطربوش أو الجلباب أو أي زيّ يختزلون فيه "الهوية"، بما أنه لا يمكنهم تمثل الدين، ولا ترسيم اللغة..

حرص مرضي هستيري على "الحفاظ على "الخصوصية""، موجه من طرف الأجهزة التعليمية والإعلامية الرسمية، متخفية في "الرغبة الشعبية في الحفاظ على الهوية الوطنية" التي يجب أن تظهر في اختلاف الزي والعادة والتقليد وغيرها من ترهات وخزعبلات الشكليات... بحيث يجب أن يتميز ويتمايز المغربي بالجلباب بشكلها المعروف، والجزائري بعباءته "المميزة"، والموريطاني ب"فوقيته"، والتونسي بطربوشه الأحمر، والليبي بصداره، والمصري ب"جلبيته"، والسوداني بعمامته(التي لا تخضع إقامتها لأية قاعدة إطلاقا، وكأنها تختزل كم الفوضى الموجودة عند "عريبان"، لدرجة أنه لا يمكن لغير السوداني أن يقيمها)، والخليجي بسلهامه و"صفره"، واليمني بخنجره، والعُماني بوشاحه المزركش... إمعانا في الفرقة، وتكريسا لمظاهرها، وترسيخا لعواملها، وتربية للنشء والعوام على مقتضياتها ونتائجها!!!..

هناك في أوربا عشرات الدول، وعشرات القوميات، وعشرات العناصر، وعشرات الأجناس، وعشرات اللغات واللهجات، والعديد من الديانات والمذاهب والطوائف والاتجاهات والتيارات... ومع هذا كوّنوا اتحادا كاملا، يكاد يشبه الدولة الواحدة..

في الولايات المتحدة هناك هجين من مهاجرين من جل بقاع العالم، إضافة إلى البقية الباقية من السكان الأصليين، بما نتج عن ذلك من تعدد حد التضارب في كل مكونات الهوية ومقومات العيش المشترك،، ومع هذا وجود دولة واحدة منسجمة، تسود،، وتسوس العالم، 

لا يستطيع الملاحظ المتابع أن يميز رئيس البرتغال عن رئيس روسيا انطلاقا من المظهر، ولا وزير مالطة عن وزير النرويج،، غير أنه لن يصعب على الصبي تمييز العماني من اليمني، مع الاشتراك في "الحدود"!!!..

يتوهمون إمكانية "نسيان" الشعوب للاستبداد المسلط عليها، أو الرضى به، أو التطبيع أو التعايش معه. ويتجاهلون أنه لا يمكن للوضع الكارثي الحالي أن يتأبد، ولا يُعقل أن يبقى الوضع بهذه السلبية وهذا الظلم وهذا الجمود. لأن الإنسان لا يمكنه أن يألف المعاناة، وأدنى ما يمكن أن يفعل هو "الصبر" وتحيّن الفرصة.. أي تحمُّل ألم تهربا من تكلفة ألم ربما يكون أكبر، لكن عند بلوغ الأنام مستوى معينا من "اليأس"، فإن الأجساد تستحيل قنابل موقوتة!!!..

أضحوا قمة، بل آية في المسخرة، ومع هذا لا يغضبون، فقد أخزاهم الله في الدنيا حتى أصبحوا مصدر كل سخرية وتهكم وتندر، وأمست شعوبهم تُطرب لسماع ما يسوؤهم..

النظام العربي والجيش العربي وجهان لنفس العملة، ويمثلون أياقين أكبر وأهم وأشهر الانقلابات في التاريخ: انقلاب الحكام على أصحاب الأرض والشأن،، الشعوب.. وحتى عندما يكون الانقلاب ملونا، مموَّها، أي انقلاب عسكري بزي مدني، فإن الجيش يخرج من جحره ويبادر بالحديث عن ضرورة حماية الديمقراطية والتداول السلمي للسلطة.. ولا ندري، والله، متى كان الجيش ديمقراطيا ويؤمن بالتداول السلمي للسلطة؟؟!!!.. بل لا نعلم ما دخله هو في "البنية السياسية" أصلا؟؟!!!..

الجيش العربي هو الجيش الوحيد الذي فشل في كل شيء، ولم ينجح إلا في السيطرة على الشعوب العربية، من أقصاها إلى أقصاها، بسهولة واضحة،، ودون أدنى خسائر في صفوفه!!!..

الجيوش العربية هي قوة احتلال لبلدانها، فقط،، لا غير،،، وفي أحسن الأحوال أجهزة "أمنية" احتياطية!!!..

الجيوش العربية تقتات من خيرات الشعوب حتى إذا طلبت(الشعوبُ) نصيبها،، التهمتها(الجيوشُ) بخيراتها!!!.. فهي كالابن العاق: يطعمه والداه ويسقيانه ويمكنانه من كل وسائل الحياة، بل الرفاهية، حتى إذا اشتد عوده ضربهما وسلبهما ورماهما في الشارع!!!..

لا يشك أحد أن النظام الرسمي العربي مفلس بكل مكوناته المزروعة في المزرعة العربية، الجاثمة فوق صدور العالمين، المثبّتة بأعمدة منصوبة وراء البحار..  وأنه لا يريد خيرا لهذه الأمة إلا بما أجرى الله تعالى على أيدي زبانيته من إنجاز قد يتوهمون فيه مصلحة خالصة لهم، ووافقت مصلحة غير منظورة لشعوبهم.. وعليه لا يمكن لهؤلاء "الخماسين" أن يدافعوا عن الشعوب أو القيم بحال، لذا هناك إجماع حول وجوب إسقاطهم.. فلا تكاد تجد أحدا يناصرهم، ولا يكنّ لهم الناس إلا البغض والحقد، ولا يعاملونهم إلا بالفضح والتشهير..

إن هؤلاء الأراجوزات يضحكون علينا ويماطلوننا ويحاولون ربح الوقت فقط، أمَا وأنهم يعرفون تمام المعرفة مصدر وماهية داء التخبطات المفتعلة التي نغرق في خضمها،، وأين هو، وكيف يستعمل الدواء، لكن أسيادهم لا يسمحون لهم باستعماله..

إن أولئك البلداء المتحجرين، أفراد العصابات المنظمة المسماة أنظمة، لا يعملون في الواقع إلا على تأجيل السقوط الحتمي لفترة من الزمن، لأنهم لا يقومون بشيء عملي لتفاديه.. فهم يخربون بيوتهم بأيديهم، ويحفرون قبورهم بمعاولهم، ما داموا قد أضاعوا الضامن، وهو -بعد المولى عز وجل- الشعوب التي تُكسب بالعدل، والتربية، والتوعية، وإعطاء الحقوق الاقتصادية، والسياسية، والمدنية...

 

لقد ضاق الخناق، وستنهض الأمة عند سقوط الأصنام،، وأحسبه بإذن الله قريب..

 
مجموع المشاهدات: 17573 |  مشاركة في:

الإشتراك في تعليقات نظام RSS عدد التعليقات (0 تعليق)

المجموع: | عرض:

هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟

التعليقات المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع

من شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات

مقالات ساخنة