المحمدي: مخصناش ننساو خير الركراكي وغادي نموتو معاه في التيران

في أجواء حماسية.. المنتخب المغربي يواصل استعدادته بجميع عناصره لمواجهة زامبيا الحاسمة

مناوشات طريفة جماهير الجزائر وبوركينافاسو قبل مواجهة اليوم بملعب مولاي الحسن

تفاؤل وحماس.. جماهير بوركينا فاسو تخلق أجواء "الماما أفريكا" قبل مباراة الجزائر

جزائري وزوجته يشيدان بأجواء الكان في المغرب: كلشي دايز بخير الحمد لله وخاوة خاوة

جماهير جزائرية تتوقع مواجهة المغرب في نصف نهائي الكان

عزم إيران وخوار الخليج

عزم إيران وخوار الخليج

سعيد المودني

نختم الملف بكلام عن إيران.. وسنقِيم في بدايته مقارنة بينها وبين غرمائها خاصة الخليجيين الذين يناصبون ويجهرون لها بـ"العداء".. ثم نعرّج بعجالة خاطفة على بعض مظاهر "تهافت الادعاء الشيعي".. بعد ذلك نتعرض لتأثير "الانبهار السياسي" بهذا البلد على "الانبهار العقدي/الطائفي" لدى البعض.. ثم نذكر بعض أمثلة خذلان إيران للمقاومة الحقيقية، وبيان بعض أوجه تدليس "الإيرانويين" لمفهوم المقاومة..

نبدأ إذن بذكر بعض أوجه المقارنة العامة بين إيران وجل الأنظمة الخليجية كما تبدو للعامة من الناس، مع التنبيه للفوارق التي ترْجح لصالح الخليجيين، كالسبق الزمني -في الوجود- عن "إيران الثورة"، وعدم خوض حروب كما جرى بين إيران والعراق في الحرب الطاحنة لمدة ثمان سنوات، واستقرار النظم السياسية الخليجية منذ التأسيس، وانتمائهم للطائفة السنية وما يستتبع ذلك من استفادة من اشتهار وسمعة "اليافطة السنية"(كتيار "شعبي"، سائد، أصيل...)، والتي(السمعة) لا تتوفر للشيعة، وقلة عدد السكان الخليج بالمقارنة مع دخل بلدانهم الوطني، وعقد الخليجيين للتحالفات مع الغرب المتصدر للقوة في كل المجالات الاقتصادية والعسكرية والتقنية والعلمية... و، بالنسبة للسعودية على وجه الخصوص، الاستفادة مما لا يعد من ثروات مداخيل الحج والعمرة وباقي إيرادات "السياحة الدينية"...

وإذا كان أهم رافد للاقتصاد عند العرب هو النفط، فإن إيران تمتلكه كما تمتلكه "دول" الخليج. وكان يحكمها ملك كما يحكمهم. وقد قامت "الثورة" فيها قبل أربعة عقود ونيف، وهي فترة ليست طويلة إذا ما قورنت بعمر تلك الدول.. ومع ذلك فقد وصلت إيران إلى ما وصلت إليه في هذه المدة الوجيزة، وبعد سنوات حرب، من فرض نفسها ندا لند كقوة عسكرية واقتصادية عظمى تتحدى كل حصار، وترغم "درك العالم" على التفاوض معها، وهذا بصمودها "الدهري" في مواجهة الحصار السياسي والعسكري والاقتصادي والإعلامي... الخانق المضروب بإحكام من طرف كل أباطرة مافيا العالم الغربي المسيطر على مفاصل كل مكونات الحضارة.. لذلك تعتبر إيران على رأس الدول القلائل التي حققت إنجازا إعجازيا واختراقا تعجيزيا بكسر إرادة أمريكا، وإبطال بلطجتها، والنيل من هيبتها، وترويض عجرفتها.. وهذا( تمريغ أنف المتكبر المتغطرس في الوحل الآسن، مقابل الإحساس باسترداد وميض كرامة)، بالنسبة لنا نحن المهزومين، لا يقدر بثمن..

وتبقى "قطط الخليج" في حاجة للحماية والرعاية والاستئذان حتى عندما تريد "قضاء حاجتها"!!!..

في الجانب العسكري المباشر، لم ينهزم الكيان الصهيوني(الذي هو في حقيقة الأمر أصل وصورة أمريكا في نفس الوقت)، لم يُهزم في بلادنا إلا على يد مقاومة جنوب لبنان(في حينه)، ومقاومة غزة إلى يومنا.. وفضل إيران على المقاومتين لا يخفى.. وعلى كل لا يصح لنا الخوض في يد إيران على المقاومة الفلسطينية بأكثر أو أقل مما يعترف به المقاومون الفلسطينيون أنفسهم: بيضاء ناجزة،، بغض النظر عن الباعث، عقديا كان، أم تنافسا ماديا، أم بحثا عن موقع مشروعية في قلوب المسلمين.. ولم يعد يقدم "حراس السنة" للمقاومة السنية في فلسطين إلا الغل، والتأليب، والتآمر، والسب، والتعيير...

على مستوى نصرة والانتصار للمنتمي للدولة أو الطائفة، كلما قتل شيعي في السعودية أو نيجيريا أو باكستان أو سوريا أو لبنان... تُصدر إيران الإدانات، وتطالب بالتوضيحات، وتستدعي السفراء، وتطلق التحذيرات... وهو تصرف يحاذي تصرفات الدول الكبرى التي تتدخل كلما أصاب أحد مواطنيها مكروه في أي بقعة من العالم.. فتكون إيران بهذا قد اقتحمت نادي الدول العظمى، وزاحمتها، وضيقت عليها، ونازعتها بعض اختصاصها الحصرية التي كانت محفوظة لها وموقوفة عليها.. ولا نجد لغيرها من بني عربان أي تصرف مماثل، إذ يظل السنة يقتّلون، لا تجف دماؤهم، من أراجان والروهينجيا، إلى إفريقيا الوسطى والزايير... ولا يصدر "السنيون" حتى بيان شجب!!!..

في مجال نشر الطائفة تؤسس إيران المنظمات المدنية والمليشيات العسكرية، في كل بقاع العالم، بل وتدعم حتى ما لم تؤسسه هي ما دام تبنّى المذهب.. ويحارب الخليجيون كل تنظيم منظم- في كل ربوع المعمور- قادر على مواجهة الأعداء العقديين و"الخصوم الطائفيين"، ويحاصرون كل دولة أرادت النهوض بقيادة تيار سني، تفاديا لأي إحراج بالقدوة في الإنجاز المحتمل، لكيلا تقيم عليهم الحجة أمام شعوبهم، وتنفيذا لأجندة أسيادهم من وراء سبعة أبحر.. ولا يسخوْن في إنفاق المال والجهد والوقت والتخطيط... إلا لمحاربة المسلمين، أو إنقاذا للصليبيين من الإفلاس.. ولو هيأوا "بني طائفتهم" لوجدوهم في ساعة العسرة في مواجهة "الطائفة الأخرى..

فمعتوهو الخليج خاصة وبيادق العرب عامة، لم يفطنوا للورطة إلا بعد اكتساح الحوثي لليمن، فصدموا وأصبحوا في حيرة من أمرهم، تائهين مرتبكين، يتوسلون النجدة من الأطلس ووادي سوات، بعدما خذلهم ممتص بترولهم وكانز أرصدتهم، حين أضاعوا كل أوراق ضغطهم ونقط قوتهم ووسائل مناورتهم، فأقاموا اقتصاديات الغرب التي شارفت على الانهيار غير ما مرة، وجهّلوا شعوبهم وعادوْهم وجعلوا منهم كتلة سلبية مستهلكة لمنتجات الغرب، وعادوْا "الجهاديين" الذين كان من الممكن أن يخلقوا بهم نوعا من توازن الرعب، ولو في الاستعمال التهديدي والتوظيف الترهيبي فقط، وسمحوا لعدوهم أن يستبيح أراضيهم في مدنهم وقراهم ويحدد منهجهم ويطمس شخصيتهم ويفسد أخلاقهم، وحاربوا التيارات الفكرية الأصيلة التي، وإن كانت تعارضهم، فهي تقوم بذلك بشرف المخلص لأمته، الثابت على مبدئه، المتشبث بدينه وهويته، فعاداها العدو، وفزّع منها الأنظمة، ودفعها إلى معاداتها..

 

رغم "تحالفهم مع الشيطان"، فقد نجحت إيران في الاستفراد بالأنظمة العربية غير المحصنة، لتتدخل بشكل مباشر، وإن اقتضى الحال عسكريا، أو عبر خلق بؤر تثير القلاقل من الداخل، في نسخة جديد من "تصدير الثورة".. وطبعا لم يتسنّ لها تحقيق هذا إلا بتوفير ترسانة عسكرية، وتوفر حنكة سياسية، وجرأة قيادية هناك في بلاد فارس، مقابل سيادة الترهل، والاتكالية على الغرب، وعدم تحصين الجبهة الداخلية في بلاد العرب..

 


هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟

*
*
*
ملحوظة
  • التعليقات المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
  • من شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات
المقالات الأكثر مشاهدة